تابع الرد على السؤال رقم 11:


* ولكن من ناحية أخرى ... أهدي السيد الناقد دون ان يدري خدمة جليلة للإسلام ...ولماذا ؟؟؟ لأنه سيجعلنا نلقى الضوء على اعجاز الكلمات والألفاظ والأساليب التي نطق بها الفم الشريف لرسول الله صلى الله عليه وسلم ... وكيف ذلك ؟؟؟ إن ما صدر من فم النبي جاء بثلاثة أساليب مختلفة ... تستطيع كل اذن محايدة متصلة بقلب خال من حقد او غل أو ضغينة على الإسلام ... أن تفرق وتميز بينهم ... حتى وهي لا تعرف الى أي فئة ينتمي النص الذي تسمعه ... كما تلفظ هذه الأذن وترفض أي نص دخيل على أي من هذه الأساليب الثلاثة التي نطق بها الفم الشريف لرسول الله صلى الله عليه وسلم ...

* والأساليب الثلاثة هي: اسلوب القران الكريموهو كلام الله المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم للإعجاز وللتعبد بألفاظه، والمتحدي بأقصر سورة منه ... فهو من الله لفظاً ومعنى ... والاسلوب الثاني هو اسلوب الحديث القدسيوهو ما رواه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه تبارك وتعالى بألفاظه هو ... ولكن دون التعبد بهذه الألفاظ ... فمعناه من الله، ولفظه من النبي صلى الله عليه وسلم ... أما الأسلوب الثالث فهو أسلوب الحديث النبويوهو ما نُسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير ... فإذا عرضنا ما اسماه الناقد بسورة النورين على الأذن التي ذكرناها ... سنجدها تلفظ وتشمئز وترفض ما تسمعه من هذا النص المزور والمدسوس على القرآن الكريم ...

* إذن فقول الناقد بأن السور الثلاث (الحفد والخلع والنورين) التي ذكرها سيادته ... تحاكي القرآن وتماثله وتبطل الحجة القائلة فَأْتوا بسورةٍ مِن مثله ... هو قول فارغ في مضمونه ... وهو والعدم سواء ... ولماذا ؟؟؟ لأن ما اسماه سيادته بسورة الحفد والخلع هو دعاء لله ليسَ بقرآن) خرج من الفم الشريف لرسول الله صلى الله عليه وسلم (وليس من فم أي بشر آخر) ... عَلَّمَه لعمرَ وعليٍّ وغيرهما من الصحابة رضي الله عنهم حتى يَدْعون به في الصلاة ... وإن أَلفاظُ السورتَيْن المزعومتَيْن جزءٌ من دعاءِ القُنوت الذي يَدْعو به المؤمنون في صلاةِ الفجر وفي صلاةِ الوِتْر ... أما ما اسماه الناقد بسورة النورين ... فإن ما قاله سيادته لا يتعدى الا مجرد ادعاء أنها من القرآن الكريم ... ولا يؤيد ذلك الادعاء أسناد واحد حتى ولو كان ضعيفاً !!!

* ولذلك كم كان الناقد سطحياً عندما ادَّعى أَنَّ ما قاله مِثْلُ القرآن او يحاكيه ...لأنه كان وما زال وسيظل هذا التحدي قائماً ... بأن يأتي بشر بمثل هذا القرآن ... فليس الأمر أن يتعلق الناقد بدعاء علمه الرسول لأصحابه ... أو بكلمات ركيكةٌ ضعيفة هابطة تحتوي على أخطاء نحوية ولغوية ... لا تَرْقى إِلى مستوى الكلامِ العربيِّ الفَصيحِ البليغ ... صاغَها قومٌ ضعفاءُ في التعبيرِ البيانيِّ المشرق ... ولا وَجْهَ للمقارنةِ بينَها وبينَ القرآن الكريم العظيمِ المعجز ... ثم يدعى الناقد بعد ذلك أنه عثر على ما طُلِبَ في التحدي المذكور !!! ولكن طالما ان الناقد يدعى أنه يستطيع أن يحاكى سور القرآن الكريم دون حاجة إلى اجتماع الإنس والجن ... فعليه أن يثبت صحة ادعائه ويأتي سيادته لنا بسورة مثل هذا القرآن ... ويعرض مخرجاته على البشر وينظر ما سوف يقولون له !!! ونحن في انتظار مخرجات سيادته ...

وصدق الله العظيم فقد قال:" وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ... " البقرة 22-23 ... وقال تعالى أيضاً: " قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا" الاسراء 88


* لقد ظل التحدي بأن يأتي أي أحد بسورة مثل هذا القرآن قائماً منذ نزول هذه الآيات ... أي منذ ما يزيد عن أربعة عشر قرناً من الزمان ... ولم ولن يتقدم أحد لذلك ويعرض ما في حوزته للبشر ... ولو كان هذا الأمر حدث ... لهلل السيد الناقد وأمثاله في بيان صارخ وإعلان ذلك بأعلى صوتهم وبشماتة في كافة وسائل الاعلام !!! ولذلك نجد اتباع الإسلام حالياً منتشرون في مشارق الأرض ومغاربها ... بل ويشكلون ما يقارب من ربع سكان كوكب الأرض ... ودين الإسلام حاليا هو أكثر الأديان انتشاراً في البلاد الصليبية ... أي في اوروبا وامريكا ... ادخل الرابط: https://www.ebnmaryam.com/vb/t20719.html

* ولكن من ناحية أخرى نود أن نذكر الناقد بما نُسب للسيد المسيح انه قال: " يَا مُرَائِي ... أَخْرِجْ أَوَّلاً الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ ... وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّدًا أَنْ تُخْرِجَ الْقَذَى مِنْ عَيْنِ أَخِيكَ !!! " انجيل متى 7/5 ... ولكن لماذا هذا التذكير؟؟؟ لأنه في الوقت الذي نجد فيه أن القرآن الكريم كان يُكتب فور نزوله وأن آياته رتبت في سورها ... وسوره رتبت في حينه في المصحف (طبقاً للمتداول بين أيدينا حالياً) بأمر النبي ووحي ربّه ... بل ويُدرج في هذا القرآن نصوصاً يتحدى الله بها الانس والجن الى يوم القيامة ليأتوا بمثل هذا القرآن ... كان من الاجدى على الناقد أن يبحث ويفتش ... كيف تم ترشيح وانتخاب الأناجيل الأربعة التي بين يديه (متى – مرقص – لوقا – يوحنا) من بين العشرات من الأناجيل بعد مئات السنين من مغادرة السيد المسيح لكوكب الأرض !!! بل وأين انجيل المسيح نفسه ؟؟؟ وهل اعتمد السيد المسيح تلك الأناجيل المختارة على أنها وحي السماء للأرض ؟؟؟ أم هي مجرد سرد لسيرة المسيح من وجه نظر كاتبها ؟؟؟ وهل ... وهل ؟؟؟ وللإجابة على ذلك ذهبنا لموقع الأنبا تكلا (كتاب هل هناك أسفار مفقودة من الكتاب المقدس؟ - القمص عبد المسيح بسيط أبو الخير) فعرفنا منه الآتي:

1) " ظهر في الجيل الأول من النصرانية أناجيل كثيرة - كما تدل على ذلك مقدمة إنجيل لوقا ... " إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا ... كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّامًا لِلْكَلِمَةِ ... رَأَيْتُ أَنَا أَيْضًا إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيق ... أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ ... لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ. " انجيل لوقا 1/1-4
http://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-012-Father-Abdel-Messih-Basiet-Abo-El-Kheir/011-Asfar-Mafkooda/Are-there-Lost-Bible-Books-08-Monkez.html

2) اعترفت الكنيسة بأربعة أناجيل، ورفضت عددًا من الأناجيل والكتب ... أوصلها صاحب كتاب اكسيهومو (1810م) إلى أربعة وسبعين كتابًا، وذكر أن منها ما هو منسوب لعيسى وأمه ... وللحواريين، ومنها ما هو منسوب للإنجيليين الأربعة ... وأوصلها بعض الباحثين إلى ما يربو على المائة كتاب ... ومنها ما هو منسوب لجماعات مسيحية قديمة كإنجيل المصريين والناصريين ... وقد سميت بعض هذه الكتب أناجيل ... كإنجيل بطرس واندرياه ويعقوب وميتاه (متى) وإنجيل المصريين لمرقس وبرنابا ... وعددت دائرة المعارف الأمريكية أسماء ستة وعشرين إنجيلًا لا تعترف بها الكنيسة رغم نسبتها إلى المسيح وكبار حوارييه.


3) وقد كانت بعض هذه الكتابات والأناجيل متداولة لدى عدد من الفرق المسيحية القديمة ... وظلت متداولة إلى القرن الرابع الميلادي ... وفي مجمع نيقيه 325م أمرت الكنيسة باعتماد الأناجيل الأربعة (متى – مرقص – لوقا – يوحنا) ورفض ما سواها من غير أن تقدم مبررًا لرفض تلك الأناجيل سوى مخالفتها لما تم الاتفاق عليه في المجمع ... وفي ذلك يقول العالم الألماني تولستوي في مقدمة إنجيله الخاص الذي وضع فيه ما يعتقد صحته: " لا ندري السر في اختيار الكنيسة هذا العدد من الكتب وتفضيلها إياه على غيره ... واعتباره مقدسًا منزلًا دون سواه مع كون جميع الأشخاص الذين كتبوها في نظرها رجال قديسون ... ويا ليت الكنيسة عند اختيارها لتلك الكتب أوضحت للناس هذا التفضيل ... إن الكنيسة أخطأت خطأ لا يغتفر في اختيارها بعض الكتب ورفضها الأخرى واجتهادها ..." ... وأمرت الكنيسة بحرق جميع هذه الأناجيل لما فيها من مخالفات للعقيدة ... وصدر قرار من الإمبراطور بقتل كل من عنده نسخة من هذه الكتب !!!

4) واختفت معظم هذه الأناجيل ... ولم يصل منها سوى إنجيل برنابا والإنجيل الأغنسطي، وثلاث قصاصات من إنجيل مريم وبعض شرائح لاتينية وإغريقية وقبطية من إنجيل برثولماوس وإنجيل نيقوديموس ... كما عثر أخيرًا في نجع حمادي بمصر على مقتطفات من إنجيل بطرس وكتاب أعمال يوحنا ... ولعل أهم ما وجد في نجع حمادي مائة وأربعة عشر قولًا منسوبًا للمسيح في إنجيل توما الذي يختلف أسلوبه عن الأناجيل الأربعة ... إذ لم يسرد قصة المسيح، بل نقل أقواله " ... انتهــــــــى


مما تقدم فهناك حقائق تطرح نفسها:
* لم تكن الأناجيل الأربعة التي يتضمنها الكتاب المقدس حاليًا ... هي الأناجيل الوحيدة التي كانت قد دُوِّنت في القرون الأولى بعد الميلاد ... بل كان هناك الكثير من الأناجيل وكلها منسوبة للمسيح وحوارييه.

* يتبين من النص الوارد في مقدمة انجيل لوقا في الفقرة (1) أعلاه ... أي في الخطاب الشخصي الموجه من لوقا لصديقه العزيز ثاوفيلس (والذى اعتبرته الكنيسة أحد الأناجيل الأربعة) ... " إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ ... رَأَيْتُ أَنَا أَيْضًا ... أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ "انجيل لوقا 1/1-4 ... يتبين أن كثيرين هم الذين كتبوا مثلما كتبه لوقا (الذى لم يعاصر المسيح) في بيان حال المسيح ... وأن هذا هو السبب الوحيد الذي دفع لوقا لأن يكتب هو الآخر رسالته وقصته إلى صديقه العزيز ثاوفيليس ... والتي اعتبرتها الكنيسة فيما بعد انجيلا ... أي كلام الله للبشر !!!

* بعد أن ظلت الكنيسة منذ عهد الحواريين ولمدة ثلاثة قرون من وقت مغادرة المسيح كوكب الأرض بغير كتاب معتمد ... وكل فرقة كان لها كتابها الخاص بها ... أمرت الكنيسة باعتماد أناجيل أربعة في مجمع نيقيه عام (325 م) ... ورفضت ما سواها من بين العشرات من الأناجيل المتداولة آنذاك ... هذا ولم تقدم الكنيسة أدلة على صحة القرار الذي اتخذته حينئذ ... ولم تقدم مبررًا لرفض الأناجيل الأخرى سوى مخالفتها لما تم الاتفاق عليه ... كما أمرت الكنيسة أيضاً بحرق جميع تلك الأناجيل الأخرى لما فيها من مخالفات للعقيدة المختارة حينئذ ... وصدر قرار من الإمبراطور آنذاك بقتل كل من عنده نسخة من هذه الكتب !!! بل وحُرّمت قراءة الكتب والاناجيل التي تخالف الكتب الأربعة والرسائل التي اعتمدتها الكنيسة ...

* إذن فاختيار تلك الأناجيل الأربعة من بين العشرات من الأناجيل المكتوبة بمعرفة البشر ... كان اختيارا بشرياً من أناس عاشوا في تلك الحقبة ... وبالتالي فهو ليس اختياراً إلهياً تم عن طريق صاحب الرسالة نفسه وهو السيد المسيح ... وهذا الاختيار البشرى يخضع بالطبع للخطأ والصواب ... بل ولظروف وشخصيات وتوجهات من اختاروا آنذاك ... وقد يختلف الأمر تماماً لو عرضت عشرات الأناجيل هذه علينا اليوم لنختار بينها ... ولذلك فمن الواضح أن هذا الاختيار لا يستند على قاعدة صلبة سماوية نطمئن بها على رسالة السماء للأرض ... والسؤال الذي يطرح نفسه: أليس من الممكن أن تكون عشرات الأناجيل المندثرة هذه قد احتوت ونقلت بعض الحقائق ... كعدم صلب المسيح ... وانه بشر ورسول ليس أكثر ... وانه مبشرُ بالرسول الخاتم ... وأن روايات الصلب والفداء هي من مخترعات السيد بولس الذى لم يعاصر المسيح أصلاً ... وأن ... وأن ... وأن !!!

* ومن هنا يتضح الفرق الشاسع بين الأسلوب والمحتوى الذي وصل به القرآن الكريم الينا ... حيث دوّن في السطور ... وحفظ في الصدور ... فور نزوله من السماء من رب العالمين ... وبين الأسلوب الذي ذكرناه ووصلت به الأناجيل المتداولة بيننا اليوم ... وبما تحتويه أيضاً !!! فشتان ثم شتان بين هذا وذاك !!! فبضدها تتميز الأشياء ... هذا ويمكن للسيد الناقد أن يقرأ في كتابه المقدس عن الأسلوب الذي أوصل به موسى التوراة لشعبه ... " وَكَتَبَ مُوسَى هذِهِ التَّوْرَاةَ وَسَلَّمَهَا لِلْكَهَنَةِ بَنِي لاَوِي حَامِلِي تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ ... وَلِجَمِيعِ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ. " سفر التثنية 31/9 ... أي: " سلم موسى التوراة للكهنة ولشيوخ الشعب لأنهم هم المسئولين عن تعليمها للشعب " ... تفسير انطونيوس فكرى ... وبذلك لم يترك موسى لاتباعه اختيار التوراة بعد عدة قرون من وفاته ... من بين سلة من الكتب والقصص كتبها بشر بمعرفتهم ... بل سلم موسى التوراة في حينه لشعبه مكتوبة بمعرفته ... وليست مكتوبة كقصة أو خطاب شخصي من صديق لصديق -وكتوراة واحدة وليس ثلاثة أو أربعة !!!


والله أعلم وأعظم
يتبع بإذن الله وفضله