أما بالنسبة للمشكلة بين الرب وآدم فهي إنتهت قبل أن تبدأ لسبيين :

-عجز آدم عن التمييز بين الخير والشر فهو أعمى في هذه الخاصية

وقوع آدم تحت ضغط ومؤثر خارجي تمثل في إغواء المرأة

فكيف يحاسب المضغوط عليه العاجز عن التمييز الواقع تحت إغراء لا يمكن رده إلا بالمعرفة والمعرفة مفقودة:

يقول البابا شنودة في كتاب سنوات مع أسئلة الناس جـ 2 صـ 8 *": إن الله سيحاسب كل إنسان فى اليوم الأخير، على قدر ما وهبه من عقل وإدراك، وعلى قدر ما لديه من إمكانية وإرادة واختيار. و يضع الله في اعتباره ظروف الإنسان، وما يتعرض له من ضغوط، ومدى قدرته أو عدم قدرته في الإنتصار على هذه
الضغوط"

ويقول إنجيل يوحنا "قَالَ لَهُمْ *يَسُوعُ: «لَوْ كُنْتُمْ عُمْيَانًا لَمَا كَانَتْ لَكُمْ خَطِيَّةٌ. وَلكِنِ الآنَ تَقُولُونَ إِنَّنَا نُبْصِرُ، فَخَطِيَّتُكُمْ بَاقِيَةٌ." يوحنا 9: 41

كل هذه الأقوال تقرر بأن آدم لا يستحق العقاب ومع ذلك فقد دفع الثمن الذي تعهد به الرب عند تحذيره وهو الموت حيث مات قبل أن ينتهي اليوم:


سفر التكوين 5: 5
فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ آدَمَ الَّتِي عَاشَهَا تِسْعَ مِئَةٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً، وَمَاتَ.


واليوم عند الرب كما هو معلوم بألف عام

ودفع الثمن مرة أخرى بالطرد من الجنة وتكبد المعاناة الأرضية.

بل أن المشكلة إنتهت قبل أن يموت آدم فكتاب يصرح بأن آدم كفر عن خطيئته بتقديم ذبيحة وأن الرب قبل هذه الذبيحة وصنع لهم منها أقمصة من جلد.


سفر التكوين 3: 21
وَصَنَعَ الرَّبُّ الإِلهُ لآدَمَ وَامْرَأَتِهِ أَقْمِصَةً مِنْ جِلْدٍ وَأَلْبَسَهُمَا.


ونقرأ في سفر الحكمة وسفر الأيام الأول أن الرب غفر لآدم واعطاه قوة ليتسلط على الجميع ومنحه منزلة رفيعة:

سفر الحكمة 10 : 1 - 2

1 هِيَ الَّتِي حَفِظَتْ أَوَّلَ مَنْ جُبِلَ أَبًا لِلْعَالَمِ لَمَّا خُلِقَ وَحْدَهُ،
2 وَأَنْقَذَتْهُ مِنْ زَلَّتِهِ، وَأَتَتْهُ قُوَّةً لِيَتَسَلَّطَ عَلَى الْجَمِيعِ.


اليسوعية: أخبار الأيام الأول 17 : 17


17. وقل هذا في عينيك، أيها الإله، فتكلمت في شأن بيت عبدك في أمر المستقبل البعيد، كتبت لي منزلة آدم الرفيعة، أيها الرب الإله.

ولسنا فقط من نقول بإنتهاء المشكلة بل الرب *نفسه هو الذي يقول :


سفر التكوين 8 : 20 - 21

20 وَبَنَى نُوحٌ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ. وَأَخَذَ مِنْ كُلِّ الْبَهَائِمِ الطَّاهِرَةِ وَمِنْ كُلِّ الطُّيُورِ الطَّاهِرَةِ وَأَصْعَدَ مُحْرَقَاتٍ عَلَى الْمَذْبَحِ،
21 فَتَنَسَّمَ الرَّبُّ رَائِحَةَ الرِّضَا. وَقَالَ الرَّبُّ فِي قَلْبِهِ: «لاَ أَعُودُ أَلْعَنُ الأَرْضَ أَيْضًا مِنْ أَجْلِ الإِنْسَانِ، لأَنَّ تَصَوُّرَ قَلْبِ الإِنْسَانِ شِرِّيرٌ مُنْذُ حَدَاثَتِهِ. وَلاَ أَعُودُ أَيْضًا أُمِيتُ كُلَّ حَيٍّ كَمَا فَعَلْتُ.
في هذا النص بعد أن رفع الرب اللعنة عن الأرض والموت عن كل حي تعهد بعدم العودة لذلك أي أن الأرض أخذت حصانة من اللعن والحي أخذ حصانة من الموت ولم يكتفي الرب بذلك بل بارك لهم الأرض وذلل لهم من فيها :

سفر التكوين 9 : 1 - 2


1 وَبَارَكَ اللهُ نُوحًا وَبَنِيهِ وَقَالَ لَهُمْ: «أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ.
2 وَلْتَكُنْ خَشْيَتُكُمْ وَرَهْبَتُكُمْ عَلَى كُلِّ حَيَوَانَاتِ الأَرْضِ وَكُلِّ طُيُورِ السَّمَاءِ، مَعَ كُلِّ مَا يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ، وَكُلِّ أَسْمَاكِ الْبَحْرِ. قَدْ دُفِعَتْ إِلَى أَيْدِيكُمْ.


وأخيراً يقول المسيح:

إنجيل يوحنا 15: 24
لَوْ لَمْ أَكُنْ قَدْ عَمِلْتُ بَيْنَهُمْ أَعْمَالًا لَمْ يَعْمَلْهَا أَحَدٌ غَيْرِي، لَمْ تَكُنْ لَهُمْ خَطِيَّةٌ، وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ رَأَوْا وَأَبْغَضُونِي أَنَا وَأَبِي.


إنجيل يوحنا 15: 22
لَوْ لَمْ أَكُنْ قَدْ جِئْتُ وَكَلَّمْتُهُمْ، *لَمْ تَكُنْ لَهُمْ خَطِيَّةٌ، وَأَمَّا الآنَ فَلَيْسَ لَهُمْ عُذْرٌ فِي خَطِيَّتِهِمْ.

*******

فالرب لا يحتاج الى ان يتجسد ليغفر الخطيئة لأنه كلي القدرة قادر على كل شيء وكلي المغفرة يغفر أي شيء فكيف إذا جمعت هذه مع تلك هذا عقلاً أما نقلاً:
****
سفر أخبار الأيام الثاني 6: 30
فَاسْمَعْ أَنْتَ مِنَ السَّمَاءِ مَكَانِ سُكْنَاكَ، وَاغْفِرْ وَأَعْطِ كُلَّ إِنْسَانٍ حَسَبَ كُلِّ طُرُقِهِ كَمَا تَعْرِفُ قَلْبَهُ. لأَنَّكَ أَنْتَ وَحْدَكَ *تَعْرِفُ قُلُوبَ بَنِي الْبَشَرِ.

سفر الملوك الأول 8: 39
فَاسْمَعْ أَنْتَ مِنَ السَّمَاءِ مَكَانِ سُكْنَاكَ وَاغْفِرْ، وَاعْمَلْ وَأَعْطِ كُلَّ إِنْسَانٍ حَسَبَ كُلِّ طُرُقِهِ كَمَا تَعْرِفُ قَلْبَهُ. لأَنَّكَ أَنْتَ وَحْدَكَ قَدْ عَرَفْتَ قُلُوبَ كُلِّ بَنِي الْبَشَرِ.


سفر أخبار الأيام الثاني 6: 23
فَاسْمَعْ أَنْتَ مِنَ السَّمَاءِ وَاعْمَلْ، وَاقْضِ بَيْنَ عَبِيدِكَ إِذْ تُعَاقِبُ الْمُذْنِبَ فَتَجْعَلُ طَرِيقَهُ عَلَى رَأْسِ