نشر موقع "history.com" العالمي تحقيقاً عن انتشار القرآن الكريم في أمريكا الشمالية وتحديداً في الولايات المتحدة الأمريكية خلال القرن الثامن العشر، وخصوصاً في عهد توماس جيفرسون أحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة، والكاتب الرئيسي لإعلان الاستقلال وثالث رئيس أمريكي.
وتقول المقالة .. لقد وُجد الإسلام في أمريكا الشمالية منذ مئات السنين ، منذ أن جرى استعباد الناس من أفريقيا إلى هناك ، وفي القرن الثامن عشر الميلادي ،
أصبحت الترجمة الإنجليزية لكتاب المسلمين أو (القرآن) أفضل الكتب مبيعاً بين البروتستانت في إنجلترا ومستعمراتها الأمريكية ، وكان أحد قرائها توماس جيفرسون.
وقد لفتت نسخة جفرسون الشخصية من القرآن الكريم الانتباه ، وذلك في أوائل عام 2019 عندما أعلنت السيدة رشيدة طليب، وهي واحدة من أول مسلمتين في الكونجرس الأمريكي، أنها ستستخدم هذه النسخة من القرآن خلال مراسم أداء اليمين القانوني ، قبل أن تقرر لاحقاً استخدام كتابها الخاص.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يؤدي فيها عضو في الكونجرس اليمين الدستورية من خلال استخدام القرآن الكريم الذي يبلغ عمره قرون من الزمن ، حيث قامت كيث إليسون وهي أول عضو مُسلم في الكونجرس بذلك في عام 2007 ، إلا أن استخدامه مجدداً يسلط الضوء على تاريخ الإسلام الطويل والمُعقد في الولايات المتحدة.
ويقول دينيس أ. سبيلبرج أستاذ التاريخ بجامعة تكساس في أوستن ومؤلف كتاب توماس حيفرسون والقرآن : "لقد اكتسب القرآن شعبية كبيرة بين البروتستانت في كلٍ من إنجلترا وأمريكا الشمالية بدافع الفضول ، ولكن أيضاً لأن الناس فكروا في القرآن ككتاب قانوني وطريقة لفهم المسلمين الذين كانوا يتفاعلون معهم بشكل دائم في الإمبراطورية العثمانية وفي شمال إفريقيا".
عندما اشترى جيفرسون كتاب القرآن كطالب قانون عام 1765 ، ربما كان ذلك بسبب اهتمامه بفهم القانون العثماني ، ربما يكون ذلك قد أثر أيضاً على نيته الأصلية في قانون ولاية فرجينيا للحرية الدينية لحماية الحق في العبادة لليهود والأمم ، المسيحيين والمهوتومان ، الهندوس وأي كافر من كل طائفة كما كتب في سيرته الذاتية.
وجرى ترجمة نسخة القرآن الذي احتفظ بها جيفرسون في عام 1734 بواسطة محامٍ بريطاني يدعى جورج سيل ، وقد كانت أول ترجمة مباشرة للقرآن من العربية إلى الإنجليزية ، بعد صدور ترجمة إلى اللغة الفرنسية نشرت عام 1649 ، وقد بقيت الترجمة الإنجليزية نهائية للقرآن حتى أواخر القرن التاسع عشر.
ويقول المحامي جورج سيل مترجم نسخة القرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزية في مقدمته ،
إن الغرض من ترجمة كتاب المسلمين جاء لمساعدة البروتستانت على فهم القرآن حتى يتمكنوا من المجادلة ضده!.
ويؤكد دينيس أ. سبيلبرج أستاذ التاريخ بجامعة تكساس أن ترجمة القرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزية كانت من الناحية النظرية أداة للتحويل التبشيري ، إلا أن البروتستانت لم يبدأوا بالسفر إلى إفريقيا والشرق الأوسط لغرض تحويل المسلمين إلى النصرانية حتى أواخر القرن التاسع عشر.
ويتابع سبيلبرج : "صحيح أن جورج سيل الذي قام بالترجمة الأولى مباشرة من العربية إلى الإنجليزية ، لكن ذلك كان برعاية جمعية تبشيرية أنجليكانية ، النسخة التي اشترها توماس جيفرسون من القرآن كانت أفضل الكتب مبيعاً ، وقد كانت هذه النسخة مكونة من 200 صفحة".
ونظرًا لتاريخه ، فإن اختيار رشيدة طليب وكيث إليسون لاستخدام القرآن الذي احتفظ به جيفرسون في احتفالات أداء اليمين الخاصة في الكونجرس له أهمية خاصة حسبما يقول سبيلبرج الذي أنهى قائلاً :
"مع استخدام القرآن الكريم لجيفرسون ، فإنهم يؤكدون حقيقة أن للإسلام تاريخاً طويلاً في الولايات المتحدة ، وهو في الواقع دين أمريكي".
تمت الترجمة بواسطتي حصرياً لـ منتدى أتباع المرسلين
المصدر
المفضلات