3- اليهود واليونانيين أي فئتين من بنى اسرائيل
عندما يقول :-
3 :9 فماذا اذا انحن افضل كلا البتة لاننا قد شكونا ان اليهود و اليونانيين اجمعين تحت الخطية
كان المقصود :-
( بنحن) :- أي فئة اليهود المتمسكون بالشريعة
(وكان بولس يدعى أنه كان فى السابق فريسي متمسك بالشريعة )
فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-
26 :5 عالمين بي من الاول ان ارادوا ان يشهدوا اني حسب مذهب عبادتنا الاضيق عشت فريسيا
وعندما يقول أن (اليهود واليونانيين ) تحت الخطية :-
فهو يقصد أن فئة اليهود المتمسكين بالشريعة، وفئة اليهود اليونانيين الذين تركوا الشريعة جميعهم تحت الخطية (راجع معنى اليهود واليونانيين فى الفصل الثاني والثالث من الباب الثاني ، والباب الخامس)
فهو يتكلم عن طوائف بنى اسرائيل فى زمانه وليس عن الأمميين
4- كاتب الرسالة يخاطب بنى اسرائيل ويريد أن يجعلهم بدون الناموس الذى أخبر به الله عز وجل الناس عن طريق أنبياءه ، ويجعلهم مثل الأمم بناموس الضمير
عندما يقول :-
3 :27 فاين الافتخار قد انتفى باي ناموس ابناموس الاعمال كلا بل بناموس الايمان
3 :28 اذا نحسب ان الانسان يتبرر بالايمان بدون اعمال الناموس
3 :29 ام الله لليهود فقط اليس للامم ايضا بلى للامم ايضا
ثم يقول :-
3 :31 افنبطل الناموس بالايمان حاشا بل نثبت الناموس
كاتب الرسالة يزعم أنه طالما كان هناك ناموس ضمير للأمم والذى سبق وأن أشار اليه فى (رومية 2 :14 ، 2 :15 ) فيمكنهم أن يستخدموا ناموس الضمير وليسوا بحاجة الى ناموس الأعمال (أي الشريعة التي أخبر بها رب العالمين عن طريق أنبياءه)
أي أنهم ليسوا بحاجة الى ختان ولا تطبيق حدود الله عز وجل على من يخطئ ، وكل انسان حسب ما يختاره له ضميره وأنه لم يعد هناك تأديب ولا عقاب على أفعال خاطئة فكل شخص وضميره ، وهو يزعم أن الناموس هو ناموس الضمير الذى تحدث عنه قبل ذلك وأنه بذلك يثبت الناموس كاتب الرسالة كل ما يعنيه هو تجميع مختلف فئات بنى اسرائيل واقناع المتمسك بالشريعة بقبول الاسرائيلي الذى ارتد عن الشريعة وبذلك يكون الوعد لجميع نسل الموعد وهم أولاد اسحاق عليه الصلاة والسلام(رومية 4 :16 )
و تناسى أشياء كثيرة :-
أ- أن الضمير يمكن لهوى الانسان ورغباته أن يغير فى قيمه كيفما يشاء ويقنع نفسه بأنها الأخلاق السليمة لذلك لا يمكن أن يكون الضمير بمفرده هو الحكم على الأفعال
تناسى أن الانسان محدود ومهما بلغ من عقلية أو ضمير الا أنه سيظل له نظرة قاصرة على الأمور و بحاجة الى تعاليم وشريعة رب العالمين فى حياته حتى وان لم يفهم حكمتها فى حينها فهي فى الحقيقة الخير تناسى أن البشر بحاجة الى التأديب والعقاب للاصلاح ، وأن رفع التأديب معناه فساد المجتمعات (راجع سفري الملوك الأول والثاني)
كاتب الرسالة تناسى أن رب العالمين اختبر دائما البشر بالأعمال وبصدق الانسان باتباع ما يأمر به رب العالمين وليس فقط بالضمير ولا بالقول بالايمان بدون العمل والانقياد لأوامرهوتناسى أن الختان كان عهد (تكوين 17 :13 ، 17 :14 )
ب- من نصوص الكتاب المقدس فان سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام قد تبرر بحفظه للشريعة وبنجاحه فى الامتحان أي بالأعمال
من سفر يشوع بن سيراخ :-
44: 20 (( ابراهيم كان ابا عظيما )) لامم كثيرة ولم يوجد نظيره في المجد (( وقد حفظ شريعة العلي )) فعاهده عهدا
44: 21 و جعل العهد في جسده (( وعند الامتحان وجد امينا ))
هذا النص يعنى وجود شريعة التزم بها سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام وأن نجاحه فى الامتحان هو سبب تبرره وكان امتحانه هو الأمر بذبح ابنه أي أنه أخذ العهد بعد أن أطاع الله عز وجل وكاد أن يذبح ابنه
ويؤكد ذلك ما نقرأه من سفر يهوديت :-
8: 22 فينبغي لهم ان يذكروا (( كيف امتحن ابونا ابراهيم وبعد ان جرب بشدائد كثيرة )) صار خليلا لله
8: 23 (( و هكذا اسحق وهكذا يعقوب وهكذا موسى وجميع الذين رضي الله منهم جازوا في شدائد كثيرة وبقوا على امانتهم ))
ج- الأمر بالذبح ليس له علاقة بالضمير
أمر رب العالمين سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام بذبح ابنه الوحيد وهذا ليس له علاقة بضمير الانسان ولايمكن أن يصل الانسان لهذا العمل بالضمير كما يحاول كاتب الرسالة أن يزعم فهذا الأمر كان المقصود منه هو اختبار الانسان بمدى صدقه وطاعته لرب العالمين فسيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام أخذ العهد ليس فقط بالقول بالايمان
ولكن عندما سلك الطريق الصحيح وأطاع رب العالمين فى كل ما أمره به أي أنه أصبح كاملا وأخذ العهد بالأعمال التي أمره بها رب العالمين فسلكها (تكوين 17 :1 الى 17 :7 ) ، (تكوين 22 :16 الى 22 :18 )
فهو حصل على البركة والعهد عندما لم يمسك ابنه الوحيد وأطاع رب العالمين
(ملحوظة :-
السبب فى هذا الخلط هو قيام اليهود بالتلاعب بترتيب الأحداث حتى يجعلوا سيدنا اسحاق عليه الصلاة والسلام هو الابن الذبيح فنجد نصين متناقضين احدهما فى الاصحاح 17 يقول أن سيدنا ابراهيم أخذ العهد فى الاصحاح 17 ثم فى الاصحاح 22 بعد أن أطاع الله عز وجل وأقدم على ذبح ابنه نجده يأخذ العهد وكأنه لم يأخذه قبل ذلك وكل ذلك بسبب تلاعب اليهود بترتيب الأحداث
ولكن الحقيقة أن سيدنا ابراهيم عندما سلك الطريق الصحيح باتباع الأعمال التي أمره بها رب العالمين وهو اقدامه على ذبح ابنه الوحيد من قبل ميلاد ابنه اسحاق عليه الصلاة والسلام فهو قد حصل على العهد لأن الابن الذبيح كان سيدنا اسماعيل عليه الصلاة والسلام
ومما يؤكد على أن تبرر سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام وأخذه العهد كان بالأعمال وبعد الأمر بذبح ابنه وليس قبله هو فى (يعقوب 2 :21 ، 2 :22 )
ولكن بالطبع من نقلوا الينا رسالة يعقوب كانوا من اليهود الذين دخلوا فى مسيحية الأقانيم لذلك من الطبيعي أن يحرفوا فى الرسالة ويبدلوا اسم اسماعيل باسحاق )
انتهى
د- الناموس بأعماله هو اختبار للبشر و بمدى صدقهم وطاعتهم لارادة رب العالمين
وهو فى الحقيقة لخير البشر وان الانسان يتبرر بالأعمال وليس بالايمان فقط(يعقوب 2 :24 )
فرب العالمين لا يأمر بشئ لا يكون به خير للانسان
أما كاتب الرسالة كان يغوى بنى اسرائيل بمعصية رب العالمين التي سبق وأن ذكرها سفر عاموس
فنقرأ :-
2 :4 هكذا قال الرب من اجل ذنوب يهوذا الثلاثة و الاربعة لا ارجع عنه (( لانهم رفضوا ناموس الله )) و لم يحفظوا فرائضه و اضلتهم اكاذيبهم التي سار اباؤهم وراءها
أن الله عز وجل يغفر الآثام أيضا بالأعمال فعندما يندم الانسان ويتوب فيصحح خطأه فان رب العالمين يغفر له
أي أنه بالأعمال بالشريعة مع الايمان غفران الخطايا (المزامير 94: 12 ، 119: 1 ، 128: 1)
و ان لم يكن هناك حاجة لناموس الأعمال فلماذا أصلا ألزم رب العالمين به بنى اسرائيل ؟؟؟!!!!!!!!والدليل على ذلك هو كلام المسيح عليه الصلاة والسلام فى انجيل متى
فنقرأ :-
مت 7 :21 ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات (( بل الذي يفعل ارادة ابي الذي في السماوات ))
كاتب الرسالة هو أكبر متعدي على الناموس :-
والشئ الغريب فى كلام كاتب تلك الرسالة أنه يزعم أن الناموس ينشئ غضبا لأن مخالفة الناموس تعنى تعد على وصايا الله عز وجل لذلك هو يرى أنه ليس هناك حاجة الى الناموس فى الأصل حتى لا ينشئ غضبا (رومية 4 :15)!!!!!!!!!!
الغريب فى الأمر أنه عندما قام بالغاء الناموس فهو تعدى على وصايا الله عز وجل فهو مثل الذى كان يعرف الناموس ولكنه لم يعمل به بينما هو فعل ما هو أشنع من ذلك حيث قام بالغاءه من تلقاء نفسه فهو أكبر متعدي على الناموس وكذلك من يتبعه ويصدقه لأن الناموس باقي الى يوم القيامة (لوقا 17:16)
تخيلوا أن نقول لشخص ألا يسرق هذا المال المخصص لمنفعة الناس وأنه ان سرقه فسوف يتم عقابه ، ولكنه قد يسرقه ولذلك حتى نجعله لا يسرق المال ولا يتعدى على كلامنا والقانون فاننا نجعله هو المسؤول عن طرق الانفاق على هذا المال هل تعلمون ما الذى سيحدث ؟؟؟!!!!!!!!
ان المال المخصص لمنفعة الناس سوف يذهب لهذا الشخص ولن يذهب لمنفعة الناس وفى نفس الوقت أنت لا تستطيع أن تحاسبه لأنك أنت من شرعت له هذا القانونأي أن النتيجة هي السرقة بطريق قانوني والاضرار بمصالح البشر ففى وجود قانون عدم السرقة والأمر بذلك ومعاقبة كل من يخالف هذا الأمر فسيكون اما أن هذا الشخص لن يسرق أو يتم محاسبة هذا الشخص ومعاقبته ان سرق ورد الأموال الى أصحابها أى أن فى حالة وجود قانون وحدود وثواب وعقاب يتم تطبيقه فهو لصالح البشر أما الغاء كل ذلك بحجة الضمير
فالنتيجة هو الفساد لأن هناك شيطان وهوى النفس يغوى البشر ولا بد من وجود قانون رادع لمواجهتهما ولكن كاتب الرسالة بتعاليمه قام باضلال الناس والغاء هذا القانون الرادع مما يسهل الأمر أمام الشيطان
وعلى العموم هذا النص يؤكد أن كاتب الرسالة كان يخاطب بنى اسرائيل وليس الأمم
وهو ويريد أن يجعلهم بدون الناموس الذى أخبر به رب العالمين بنى اسرائيل عن طريق أنبياءه وأخذ عليهم المواثيق بذلك لأن من ترك أعمال الناموس فهذا يعنى أنه بمرور الزمان سوف يترك الايمان والوصايا نفسها وهذا هو ما نراه يحدث الأن فى المجتمعات الغربية من انتشار الأطفال الغير الشرعيين والزنا بعد أن قاموا بالغاء عقاب ارتكاب الفاحشة (أي أعمال الناموس)
هذا هو ما نراه الأن من خراب البيوت وارتكاب الموبقات بعد أن أصبح الاعتقاد أن شرب الخمر ليس حرام ، لأنه لا يوجد حرام ولا حلال فهو يقول ذلك حتى يستطيع أن يكسب فى صفه بنى اسرائيل المتشبهين باليونانيين (اليونانيين ) الذين ارتدوا عن الشريعة واتبعوا الأمم الوثنية (مكابيين الأول 1: 12 الى 1: 16 )
وهم من كانوا أكثر قوة وانتشار فى الشتات لذلك نجد أن رسائله أكثرها بين بنى اسرائيل فى الشتات(كورنثوس الأولى 9 :20 ، 9 :21 )
وكان يظن أنه بذلك يستطيع أن يوحد بنى اسرائيل مرة أخرى
المفضلات