أثر اللغة العربية في اللغات الأخرى :
]
إنالكلمات العربية في اللغات الإسلامية : الفارسية والتركية والأورديةوالمالاوية والسنغالية أكثر من أن تحصى. والكلمات العربية في الإسبانيةوالبرتغالية ثم في الألمانية والإيطالية والإنكليزية والفرنسية ليست قليلةأيضاً .
لقد التقت العربية بالفارسية والسريانية والقبطية والبربرية.وكان عندها أسباب القوة، فهي لغة القرآن، وتتميز ببناء قوي محكم، وتملكمادة غزيرة .
لقد حملت رسالة الإسلام فغنيت بألفاظ كثيرة جديدة للتعبيرعما جاء به الإسلام من مفاهيم وأفكار ونظم وقواعد سلوك. وأصبحت لغة الدينوالثقافة والحضارة والحكم في آن واحد .
غزت العربية اللغات الأخرىكالفارسية والتركية والأوردية والسواحلية فأدخلت إليها حروف الكتابةوكثيراً من الألفاظ. وكان تأثيرها في اللغات الأخرى عن طريق الأصواتوالحروف والمفردات والمعاني والتراكيب .
وأدى اصطدام العربية باللغاتالأخرى إلى انقراض بعض اللغات وحلول العربية محلها كما حصل في العراقوالشام ومصر, وإلى انزواء بعضها كالبربرية وانحسار بعضها الآخر كالفارسية .
لقدأصبحت لغات الترك والفرس والملايو والأوردو تكتب جميعها بالحروف العربية .وكان للعربية الحظ الأوفر في الانبثاث في اللهجات الصومالية والزنجباريةلرجوع الصلة بين شرق إفريقيا وجزيرة العرب إلى أقدم عصور التاريخ
التحديات أمام اللغة العربية :
سأل طالب في بيروت أستاذه عن المعنى العربي لمصطلح أجنبي, فقال لـه الأستاذ : وهل العربية لغة ؟!
لقداتخذت محاولات الطعن في العربية أشكالاً ومظاهر شتى, فهي تلبس تارة ثوبالطعن في الأدب القديم وصحته, وتظهر تارة بمظهر تشجيع اللهجات المحليةلتفتيت اللغة الواحدة وتمزيق الناطقين بها, وتارة تلبس ثوب الثورة علىالقديم والدعوة إلى التجديد. فمن مناد بالتمرد على الأسلوب العربي القديم,وهو لا يتمرد في حقيقته على قِدَم الأسلوب وإنما يتمرد على صحة اللغةوسلامتها, ومن قائل بضيق العربية وقصر باعها عن مواكبة الحضارة, ومن مصرحبهجر الحرف العربي إلى الحرف اللاتيني, ومن داع إلى تغيير القواعد.. ومنداعٍ للاعتراف بالعلمية وما فيها من أدب وفن .! ويلبس كل ذلك ثوب الإصلاحاللغوي .
وبلغ الأمر بأحدهم أنه لا يرى سبباً لهزيمة العرب إلا لغتهمالفصحى, أو يراها من أسباب هزيمتهم. وثان نظر إلى تخلف العرب العلمي فيعصر الذرة فأعلن أنه لا يرى لهذا سبباً غير تمسك العرب بلغتهم في مراحلالتعليم عامة والتعليم العالي منها خاصة. وثالث لم يجد داء عند العرب أخطرمن بقاء الحروف العربية في أيدي أصحابها, فدعا إلى نبذها وإحلال الحروفاللاتينية محلها.
ودعا آخرون إلى اللهجات المحلية وتشجيع دراسة تلكاللهجات باسم البحث العلمي في علم اللغة وفقهها, كما دعوا إلى العاميةودراستها. وما هذا إلا دعوةٌ مفرقة ممزقة بطريقة علمية في عصر تبحث فيهالأمة عن وحدتها وترفع فيه شعار قوميتها. ولقد تأسى كثير من أصحاب هذهالدعوات بما فعله مصطفى كمال أتاتورك في تركية حين نبذ الحروف العربيةوكتب اللغة التركية بالحروف اللاتينية فقطع بذلك كل صلة للشعب التركيبمحيطه الشرقي والعربي والإسلامي ظناً منه أن ذلك يجعل تركية في صدارةالعالم المتقدم .
ويقول الإنكليزي ( ويلكوكس ) : (( إن العامل الأكبرفي فقد قوة الاختراع لدى المصريين هو استخدامهم اللغة العربية الفصحى فيالقراءة والكتابة )). وما يزال أحد الشوارع في حي (الزمالك) بالقاهرة يحملاسمه .
ودفعت هذه الاتهامات أحد المفكرين إلى أن يصرخ من المرارة : ((من حق إسرائيل أن تحيي العبرية الميْتة, ومن واجبنا أن نميت العربية الحية)). ويقول الدكتور عمر فروخ في هذا المعنى : (( أعجب من الذين يدرسوناللغات الميْتة, ثم يريدون أن يميتوا لغة حية كالعربية .))
إن من يراجعالوثائق التي بدأت بها عملية الاحتلال البريطاني لمصر يكتشف أن أول أعمالالاحتلال هو وضع الخطة لحطم اللغة، يبدو ذلك واضحاً في تقرير لورد دوفرينعام 1882 حين قال : إن أمل التقدم ضعيف ( في مصر) ما دامت العامة تتعلماللغة العربية الفصيحة .
وقد توالت هذه الحرب ليس في مصر وحدها بل فيالشام والمغرب بأقطاره كلها في محاولات قدمها كرومر وبلنت من ناحية ولويسماسينيون وكولان في المغرب. ثم تقدم رجال يحملون أسماء عربية للعمل بعد أنمهد لهم الطريق ويلكوكس والقاضي ديلمور، وحيل بين اللغة العربية وبينأحكام المحاكم المختلطة والأجنبية .
وكان التعليم في البلاد العربيةالمحتلة يتم كله باللغات الأجنبية ( الإنجليزية في مصر والسودان والعراق )والفرنسية في (سورية وتونس والجزائر والمغرب)، فقد كانت لحظة النفوذالأجنبي ترمي إلى :
تحويل أبجدية اللغات الإقليمية إلى اللاتينية وكانت تكتب أساساً بالحروفالعربية ، كما حدث في إندونيسيا وبعض بلاد إفريقية وآسية .
]ثانياً تقديم اللغات الأجنبية في الأقطار الإسلامية على اللغة العربية .
تقديم اللهجات واللغات المحلية وتشجيعها والدعوة إلى كتابة اللغة العربية بالحروف اللاتينية.
ابتعاث الطلاب إلى الغرب لدراسة لغاته، وكان ذلك إيماناً بأن اللغة هيالوجه الثاني للفكر، وأن من يجيد لغة لا بد أن يعجب بتاريخها وفكرها ويصيرله انتماء من نوع ما إلى هذه الأمة .
وكانت الحملة على اللغة العربية الفصحى من خلال حجج ضعيفة واهية منها : صعوبة اللغة، ومنها التفاوت بينها وبين العامية .
وكانفرض اللغات الأجنبية في مختلف أقطار الأمة الإسلامية عاملاً هاماً في فرضثقافاتها ووجهة نظر أهلها وفي الوقوف موقف الإعجاب بالغاصب والعجز عنمواجهته. ومن يدرس تجارب التعليم الغربي في البلاد العربية يجد الولاءالواضح للنفوذ الغربي .
وفي البلاد الإسلامية غير العربية فعل الأجنبيفعله في إفريقية وآسيا خاصة ففي إفريقية عمد الإنجليز في نيجيريا إلى نقلحروف اللغات المحلية من العربية إلى الحروف اللاتينية فضلاً عن عمليةالقضاء على كتب التراث الإسلامي التي تعرضت للحريق للقضاء على كل أثر علميعربي بعد قطع التيار الحضاري العربي القادم من شمال إفريقية ومصر .
وفي غرب إفريقية عمد الاستعمار الفرنسي إلى القضاء على العربية بعد معركة مع اللغة العربية في الجزائر خلال مائة عام كاملة .
وقدجاء هذا كله بعد أن بلغت اللغة العربية كل وصف حتى أصبحت لغة التخاطب بينقبائل نصف القارة كما أشار إلى ذلك ( توماس أرنولد) في كتابه (( الدعوةإلى الإسلام ))، وبعد أن كانت بعوث إفريقية ترسل إلى مكة المكرمة والأزهرأصبحت ترسل إلى الغرب .
وبعد أن كانت اللغة العربية قد شاركت بحروفهاوألفاظها في كل اللغات الأساسية في إفريقية وهي الهوسا والماندنجووالوولوف والسواحلية والصومالية ولغات النيجر والدناكل في إثيوبياوإرتيريا، عمد النفوذ الأجنبي إلى إيقاف كل ذلك وإحياء الثقافات الإفريقيةالقديمة وصبغها بصبغة إقليمية تساعد على إثارة التعصب وإقامة القومياتالمحدودة المحلية في نطاق قبلي ليستغلوا هذه الروح في إقامة سد مرتفع فيوجه انتشار اللغة العربية مع نشر الثقافة الإنجليزية والفرنسية من خلالاللغتين ليتحقق الاستعمار الثقافي الكامل .
وهكذا أصبحت اللغتانالإنجليزية والفرنسية - كل في منطقة سيطرتها - لغة أساسية في مراحلالتعليم المختلفة، وغلبت اللهجات القومية ولغة المستعمر ليس على مناهجالتعليم فحسب بل على أعمال المصارف والمحاكم والدواوين .
أما في آسيافقد استطاعت اللغات الأجنبية في جنوب شرق آسيا ( الملايو - إندونيسيا -تايلاند ) السيطرة ، وتراجعت اللغة العربية ثم تراجعت الحروف العربيةأيضاً في تركيا وإندونيسيا.
وفي إندونيسيا وأرخبيل الملايو نجد الصورةقاتمة، فقد تعرضت إندونيسيا بعد الاستقلال للتحديات في مجال اللغة فكتبتاللغة الأندونيسية بالخط الروماني (اللاتيني) بدلاً من الخط العربيالمحلي، وأصبحت العربية لغة أجنبية لا يقرؤون ولا يكتبون بها، وأصبح العددالأكبر قادراً على أن يقرأ اللغات الغربية وخاصة الإنجليزية .
وإذا أردنا حصر التحديات التي واجهتها اللغة العربية فإننا نلخصها بالتالي :
استبدال العامية بالفصحى .
تطوير الفصحى حتى تقترب من العامية .
الهجوم على الحروف العربية والدعوة إلى استعمال الحروف اللاتينية .
إسقاط الإعراب في الكتابة والنطق .
الدعوة إلى إغراق العربية في سيل من الألفاظ الأجنبية .
محاولة تطبيق مناهج اللغات الأوروبية على اللغة العربية ودراسة اللهجات والعامية
والعربيةالفصيحة اليوم هي لغة الكتابة، وتُستخدم لغةً للحديث في المحافل العلميةوالأدبية، وفي الإذاعة والتلفاز، وأحيانًا في المسرحيات والأفلام، ولهاسحْرٌ عجيب إذا صَدَرَتْ عمَّن يجيدها. أمَّا لغة التخاطب العامي فلهجاتٌعديدة في العالم العربي. لكن اللغة العربية الفصيحة، مع ذلك، مفهومة فهمًاتامًّا في كلِّ أنحاء العالم العربي
ويكيبيديا الموسوعة الحرة_اللغة العربية ومكانتها بين اللغات الدكتورفرحان السليم
ابعد هذه المكانة التي تبواتها لغة الضاد والخصائص الجمالية والفنية التي تفوقت بها علي اقرانها من سائر اللغات سواء من حيث دقتها وفصاحتها ومرونتها
الا تستحق منا ان نعيد لها مجدها واعتبارها
وان نتوجها ملكة علي جميع لغات العالم
اتمني لكم الاستفادة من الموضوع
المفضلات