ومضات على طريق السير الى الله

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

 

 

    

 

ومضات على طريق السير الى الله

النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: ومضات على طريق السير الى الله

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    11,737
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    أنثى
    آخر نشاط
    17-05-2024
    على الساعة
    12:48 AM

    افتراضي ومضات على طريق السير الى الله





    المقدمة :اعلم أخى الحبيب أن للسير الى الله أصولا وضوابط وثمة أمر مهم وهو أن للسائرين الى الله هم المصطفون من خلق الله ، قال تعالى " ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ " ( فاطر 32 ) . فكلهم مصطفون مختارون لسلوك هذا الطريق ..فان سلكت فأبشر ، ولكن انضبط واشكر كى لا تطرد.ومن سنة البشر فى حياتهم أن الطريق لا يمكن أن تسلك الا بعلامات للاهتداء واشارات للمسير توضح المراحل وتدفع المخاطر وتسهل اجتياز العقبات وتيسر قطع الفلوات ، وقد تكون هذه العلامات سمعية او بصرية كما انها قد تكون للتوضيح والارشاد او للتنبيه والاعتراض . وهكذا فان المسافر فى طريق الوصول الى الله يحتاج الى التوعية والتنبيه بمواعظ هى اشارات ساطعة فى دربه الطويل وتنبيهات تقيه شر المنعطفات .
    وهذه الطريق – أيها الاخ الكريم – تحتاج الى علم مهم جدا وخطير هو علم السلوك .. يقول ابن القيم – عليه رحمة الله – فى "طريق الهجرتين " :" السائر الى الله تعالى والدار الاخرة بل كل سائر الى مقصد لا يتم سيره ولا يصل الى مقصوده الا بقوتين : قوة علمية وقوة عملية .فبالقوة العلمية يبصر منازل الطريق ومواضع السلوك فيقصدها سائرا فيها ويجتنب أسباب الهلاك ومواضع العطب وطرق المهالك المنحرفة عن الطريق الموصل . فقوته العلمية كنورعظيم بيده يمشى به فى ليلة مظلمة شديدة الظلمة فهو يبصر بذلك النور ما يقع الماشى فى الظلمة فى مثله من الوهاد والمتالف ويعثر به من الاحجار والشوك وغيره ويبصر بذلك النور ايضا اعلام الطريق وأدلتها المنصوبة عليها فلا يضل عنها فيكشف له النور عن الامرين : اعلام الطريق ، ومعاطبها . وبالقوة العملية يسير حقيقة ، بل السير هو حقيقة القوة العملية ، فان السير هو عمل المسافر وكذلك السائر الى ربه اذا ابصر الطريق وأعلامها وابصر المعاثر والوهاد والطرق الناكبة عنها فقد حصل له شطر السعادة والفلاح ، وبقى عليه الشطر الاخر وهو ان يضع عصاه على عاتقه ويشمر مسافرا فى الطريق قاطعا منازلها منزلة بعد منزلة فكلما قطع مرحلة استعد لقطع للاخرى واستشعر القرب من المنزل فهان عليه مشقة السفر" .نعم ايها الحبيب المحب : ان الطريق الى الله تعالى تقطع بالقلوب لا بالاقدام ..نعم : هى طريق طويلة ونعم هى مأهولة فقد سارها قبلك المصطفون الاخيار من خيرة خلق الله على مدار العصور .ولكن هذه الطريق فى عصرنا صارت مجهولة لاكثر الناس وذلك لاعراض الناس عنها بل وتنكبها .فلذا انت تحتاج الى علم ..علم حقيقى بهذه الطريق .. وكما ذكر ابن القيم- عليه رحمة الله – أنك تحتاج الى قوة علمية يعنى ان تتعلم ..ولا يظنن ظان أن السائر الى الله لا علاقة له بطلب العلم .. فما له والعقيدة أو الفقه او المصطلح او الاصول ، بل وما أشغله عن الدعوة الا الله . وقع هذا الظن من أحوال الصوفية فقد اعتقد أكثر الناس أن معنى " سائر " و " الطريق " وغيرها من هذه الكلمات هى الصوفية وهى مرتبطة بالابتداع ..وما حصل هذا الابتداع الا بسبب الجهل والانصراف عن العلم والاكتفاء بمجرد الرياضات الروحية. ولكن عندنا وفى منهجنا أن طلب العلم أصل الوصول وهو لا يفارق السائر أبدا .. فلابد أولا من منهج علمى منضبط ذى مراحل فى كل فروع العلم : عقيدة وفقه وتفسير وسيرة وحديث ....العلم قبل القول والعمل والا ضللت ولم تصل ..لابد من قوة علمية ، ثم القوة العملية : أن تبدأ تنفيذ هذا العلم فى الواقع .. أن تسير حقيقة . واننى أطالبك – أيها الحبيب- ان تستشعر هذا المعنى : أنك سائر ..أنك مسافر ..أنك راحل .." يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ " ( الانشقاق :6 ) .. " ما لى وللدنيا انما انا كراحل " .. هذا شعارك فى هذه الدنيا .. ولا بد ان تتوازى وتتوازن القوتان العلم والعمل ، والا فهلاك آخر وضلال من نوع آخر ، والجنون فنون يقول ابن القيم – عليه رحمة الله - : " ومن الناس من يكون له القوة العلمية الكاشفة عن الطريق ومنازلها وأعلامها وعوارضها ومعاثرها وتكون هذه القوة أغلب القوتين عليه ، ويكون ضعيفا فى القوة العملية يبصر الحقائق ولا يعمل بموجبها ويرى المتالف والمخاوف والمعاطب ولا يتوقاها ، فهو فقيه ما لم يحضر العمل ، فاذا حضر العمل شارك الجهال فى التخلف وفارقهم فى العلم ، وهذا هو الغالب على أكثر النفوس المشتغلة بالعلم ، والمعصوم من عصمه الله ولا قوة الا بالله . ومن الناس من تكون له القوة العملية الارادية وتكون أغلب القوتين عليه وتقتضى هذه القوة السير والسلوك والزهد فى الدنيا والرغبة فى الاخرة والجد والتشمير فى العمل ، ويكون أعمى البصر عند ورود الشبهات فى العقائد والانحرافات فى الاعمال والاقوال والمقامات كما كان الاول ضعيف العقل عند ورود الشهوات ،فداء هذا من جهله ، وداء الاول من فساد ارادته وضعف عقله ، وهذا حال أكثر أرباب الفقر والتصوف السالكين على غير طريق العلم بل على طريق الذوق والوجد والعادة ، يرى أحدهم أعمى عن مطلوبه لا يدرى من يعبد ولا بماذا يعبده ، فتارة يعبده بذوقه ووجده ، وتارة يعبده بعادة قومه وأصحابه من لبس معين أو كشف رأس أو حلق لحية ونحوها ، وتارة يعبده بالاوضاع التى وضعها بعض المتحذلقين وليس له أصل فى الدين ، وتارة يعبده بما تحبه نفسه وتهواه كائنا ما كان . وهنا طرق ومتاهات لا يحصيها الا رب العباد . فهؤلاء كلهم عمى عن ربهم وعن شريعته ودينه لا يعرفون شريعته ودينه الذى بعث به رسله وأنزل به كتبه ولا يقبل من أحد دينا سواه كما انهم لا يعرفون صفات ربهم التى تعرف بها الى عباده على ألسنة رسله ودعاهم الى معرفته ومحبته من طريقها ، فلا معرفة له بالرب ولا عبادة له . ومن كانت له هاتان القوتان استقام له سيره الى الله تعالى ورجى له النفوذ وقوى على رد القواطع والموانع بحول الله وقوته ".وهكذا – اخى الحبيب – فهمت ان بعض الناس له قوة علمية .. يعنى تعلم العلم وعرف الطريق ثم لم يسلكها فهو منافق عليم النفاق ، قال سبحانه :" مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ " ( الجمعة 5 ) .والذى عنده قوة عملية بدون علم ..يعنى هو نشيط فى العبادة جدا متحمس للدين جدا فانه ولا شك سيخطىء ويبتدع .. ولذلك فلابد فى هذا الطريق- أيها الاخ الكريم- أن تتوازن القوتان العلمية والعملية ، وأن يكون لك منهج للعلم ومنهج للعبادة والعمل ويسير المنهجان فى ذات الوقت وتتم المتابعة عليهما ويكون التدرج فيهما حتى يتم الوصول . وثمة شروط أخر ..هذه الشروط هى أولى الومضات التى تنير لك الطريق فيشرق بها .. فيسهل المسير الى الله ... ان شاء الله.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    تحمَّلتُ وحديَ مـا لا أُطيـقْ من الإغترابِ وهَـمِّ الطريـقْ
    اللهم اني اسالك في هذه الساعة ان كانت جوليان في سرور فزدها في سرورها ومن نعيمك عليها . وان كانت جوليان في عذاب فنجها من عذابك وانت الغني الحميد برحمتك يا ارحم الراحمين

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    11,737
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    أنثى
    آخر نشاط
    17-05-2024
    على الساعة
    12:48 AM

    افتراضي

    الومضة الاولى : شروط الطريق :أولا الدليل .. وهو الشيخ المربى والعالم العامل والاستاذ السابق والخبير المجرب .. انك تحتاج فى طريقك الى شيخ ذى بصيرة نافذة يدل وينصح ...يهذب ويتابع ... يستشف ويستنتج ... يلحظ ويعرف انه مجرب خريت .. انه ليس دليلك على الطريق فقط ، انما هو دليلك على نفسك ماذا تصلح وكيف تصلح ... يصحبك فى سيرك ويربيك بالمعاشرة . أيها الاخوة ان الطريق هذه طريق واسعة .. وهذا شرط فى صفة الصراط أن يسع جميع السائرين .. وليس كل السائرين على طبيعة واحدة ، فالله – عز وجل- خلق الخلق فتفاوتت هممهم وتنوعت مواهبهم واختلفت طاقاتهم وقدراتهم .." وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ " ( الانعام : 165 ) . فأين تسير ؟ وكيف تسير ؟ ومن أين تبدأ ؟ وفيم تستمر ؟ ومتى تتوقف والى متى ؟ ...هذا عمل الدليل ووظيفته.. ماذا تصلح وبماذا تهتم وفيم تتخصص ؟طبيعة الطريق :ولكى يتضح كلامنا فى حاجتك الى هذا المربى ، فلابد أن تعرف أولا طبيعة الطريق .. فاقرأ معى ما قاله ابن القيم – عليه رحمة الله-وبركاته- :" الطريق الى الله فى الحقيقة واحد لا تعدد فيه ، وهو صراطه المستقيم الذى نصبه موصلا لمن سلكه اليه ، قال الله تعالى " وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ " ( الانعام : 153 ) , فوحد سبيله لانه فى نفسه واحد لا تعدد فيه وجمع السبل المخالفة لانها كثيرة متعددة , كما ثبت أن النبى صلى الله عليه وسلم خط خطا عن يمينه وعن يساره ثم قال : " هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو اليه " ثم قرأ" وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ " . [أخرجه أحمد والحاكم وصححه ووافقه الذهبى وأحمد شاكر].ومن هذه قول الله تعالى : " اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ " ( البقرة : 257 ) فوحد النور الذى هو سبيله وجمع الظلمات التى هى سبل الشيطان ومن فهم هذا فهم السر فى افراد النور وجمع الظلمات فى قوله تعالى " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ " ( الانعام :1 ) مع ان هذا فيه سرا ألطف من هذا يعرفه من عرف منبع النور ومن أين فاض وعمّاذا حصل وأن أصله كله واحد ، وأما الظلمات فهى متعددة بتعدد الحجب المقتضية لها .. وهى كثيرة جدا لكل حجاب ظلمة خاصة ولا ترجع الظلمات الى النور الهادى – جل جلاله- أصلا : لا وصفا ولا ذاتا وا اسما ولا فعلا ، وانما ترجع الى الى مفعولاته – سبحانه- فهو جاعل الظلمات ومفعولاتها متعددة متكثرة بخلاف النور فانه يرجع الى اسمه وصفته – جل جلاله- تعالى أن يكون كمثله شىء ، وهو نور السماوات والارض . قال ابن مسعود : " ليس عند ربكم ليل ولا نهار ، نور السماوات والارض من نور وجهه " ذكره الدارمى عنه , وفى " صحيح مسلم " عن أبى ذر قلت : يا رسول الله ، هل رأيت ربك ؟ قال : " نور أنى أراه ! " [أخرجه مسلم : 178] .
    والمقصود أن الطريق الى الله – تعالى – واحد ، فانه الحق المبين ، والحق واحد ، مرجعه الى واحد وأما الباطل والضلال فلا ينحص ، بل كل ما سواه باطل ، وكل طريق الى الباطل فهو باطل . فالباطل متعدد ، وطرقه متعددة . وأما ما يقع فى كلام بعض العلماء أن الطريق الى الله متعددة متنوعة،جعلها الله كذلك لتنوع الاستعدادات واختلافها رحمة منه وفضلا فهو صحيح لا ينافى ما ذكرناه من وحدة الطريق . وكشف ذلك وايضاحه أن الطريق وهى واحدة جامعة لكل ما يرضى الله . وما يرضيه متعدد متنوع ، فجميع ما يرضيه طريق واحد ومراضيه متعددة متنوعة بحسب الازمان والاماكن والاشخاص والاحوال وكلها طرق مرضاته . فهذه التى جعلها الله – سبحانه- لرحمته وحكمته كثيرة متنوعة جدا لاختلاف استعدادات العباد وقوابلهم ، ولو جعلها نوعا واحدا مع اختلاف الاذهان والعقول وقوة الاستعدادات وضعفها لم يسلكها الا واحد بعد واحد ، ولكن لما اختلفت الاستعدادات تنوعت الطرق ليسلك كل امرىء الى ربه طريقا يقتضيها استعداده وقوته وقبوله .ومن هنا يعلم تنوع الشرائع واختلافها مع رجوعها كلها الى دين واحد ، بل تنوع الشريعة الواحدة مع وحدة المعبود ودينه ومنه الحديث المشهور" الانبياء أولاد علات دينهم واحد " [متفق عليه] فأولاد العلات أن يكون الاب واحدا والامهات متعددة ، فشبه دين الانبياء بالأب الواحد ، وشرائعهم بالامهات المتعددة ، فانها وان تعددت فمرجعها كلها الى أب واحد .1- واذا علم هذا فمن الناس من يكون سيد عمله وطريقه الذى يعد سلوكه الى الله طريق العلم والتعليم قد وفر عليه زمانه مبتغيا به وجه الله فلا يزال كذلك عاكفا على طريق العلم والتعليم حتى يصل من تلك الطريق الى الله ويفتح له فيها الفتح الخاص أو يموت فى طريق طلبه فيرجى له الوصول الى مطلبه بعد مماته قال الله تعالى:" وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ " ( النساء : 100 ) .وقد حكى عن جماعة كثيرة ممن أدركه الاجل وهو حريص على طالب للقرآن أنه رؤى بعد موته وأخبر أنه فى تكميل مطلوبه وأنه يتعلم فى البرزخ ، فان العبد يموت على ما عاش عليه .2- ومن الناس من يكون سيد عمله الذكر ، قد جعله زاده لمعاده ورأس ماله لمآله ، فمتى فتر عنه أو قصر رأى أنه قد غبن وخسر.3- ومن الناس من يكون سيد عمله وطريقه الصلاة ، فمتى قصر فى ورده منها أو مضى عليه وقت وهو غير مشغول بها أو مستعد لها أظلم عليه وقته وضاق صدره .4- ومن الناس من يكون طريقه الاحسان والنفع المتعدى ، كقضاء الحاجات وتفريج الكربات واغاثة اللهفات وأنواع الصدقات ، قد فتح له فى هذا وسلك منه طريقا الى ربه .5- ومن الناس من يكون طريقه الصوم ، فمتى أفطر تغير عليه قلبه وساءت حاله .6- ومنهم من يكون طريقه الامر بالمعروف والنهى عن المنكر، قد فتح الله له فيه ونفذ منه الى ربه.7- ومنهم من يكون طريقه الذى نفذ فيه الحج والاعتمار .8- ومنهم من يكون طريقه قطع العلائق وتجريد الهمة ودوام المراقبة ومراعاة الخواطر وحفظ الاوقات أن تذهب ضائعة .9- ومنهم جامع المنفذ ، السالك الى الله فى كل واد الواصل اليه من كل طريق ، فهو جعل وظائف عبوديته قبلة قلبه ، ونصب عينه يؤمها أين كانت ويسير معها حيث سارت ، قد ضرب من كل فريق بسهم ، فأين كانت العبودية وجدته هناك : ان كان علم وجدته مع أهله ، أو جهاد وجدته فى صف المجاهدين ، أو صلاة وجدته فى القانتين ، أو ذكر وجدته فى الذاكرين ، أو احسان ونفع وجدته فى زمرة المحسنين ، أو مراقبة ومحبة وانابة الى الله وجدته فى زمرة المحبين المنيبين ، يدين بدين العبودية أنى استقلت ركائبها ، ويتوجه اليها حيث استقرت مضاربها ، لو قيل له : ما تريد من الاعمال ؟ لقال : أريد أن أنفذ أوامر ربى حيث كانت وأين كانت ، جالبة ما جلبت مقتضية ما اقتضت جمعتنى او فرقتنى ، ليس لى مراد الا تنفيذها والقيام بأدائها مراقبا له فيها ، عاكفا عليه بالروح والقلب والبدن والسر ، قد سلمت اليه المبيع منتظرا منه تسليم الثمن " إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ " ( التوبة : 111 ) .فهذا هو العبد السالك الى ربه النافذ اليه حقيقة ، ومن النفوذ اليه أن يتصل به قلبه ويعلق به تعلق المحب التام المحبة بمحبوبه فيسلو به عن جميع المطالب سواه فلا يبقى فى قلبه الا محبة الله وأمره وطلب التقريب اليه .فاذا سلك العبد على هذا الطريق عطف عليه ربه فقربه واصطفاه , واخذ بقلبه اليه وتولاه فى جميع أموره فى معاشه ودينه وتولى تربيته أحسن وأبلغ مما يربى الوالد الشفيق ولده فانه – سبحانه- القيوم المقيم لكل شىء من المخلوقات طائعها وعاصيها فكيف تكون قيوميته بمن أحبه وتولاه وآثره على ما سواه ورضى به من الناس حبيبا وربا ووكيلا وناصرا ومعينا وهاديا !! فلو كشف الغطاء عن ألطافه وبره وصنعه له من حيث يعلم ومن حيث لا يعلم لذاب قلبه حبا له وشوقا اليه ولتقطع شكرا له ، ولكن حجب القلوب عن مشاهدة ذلك اخلادها الى عالم الشهوات والتعلق بالاسباب فصدت عن كمال نعيمها وذلك تقدير العزيز العليم . والا فأى قلب يذوق حلاوة معرفة الله ومحبته ثم يركن الى غيره ويسكن الى ما سواه ؟! هذا ما لا يكون أبدا " .استبانت الطريق .. رحمك الله يا شيخ الاسلام ويا علم الاعلام ابن القيم , فيا لك من علامة مرب ..ورأيت تنوعها فالى أين تذهب وكيف تذهب ؟! ومن الذى يوجهك ويحثك ؟ ويرشدك ويستثيرك غير المربى ؟! قالوا : والله لولا المربى ما عرفت ربى .اذا فوظيفة هذا المربى أن يختار لك , وأن يقترح عليك , بل قد يلزمك أحيانا بما يخالف هواك وتظن أنك لا تفلح فيه وانت لا تصلح الا له .وقد تصيح – أيها الاخ الشاب الكريم المفضال – وترفع عقيرتك سائلا : أين المربى ؟ أين المربى ؟..وانا أقول لك : " وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا " ( الطلاق : 2- 3 ) .انك – أيها الطيب – تبحث عن المشاهير الاعلام وتظن انه لا يصلح لتربيتك الا هؤلاء .. وهذا من الغرور والسفه , فالمشاهير من الدعاة والعلماء والاركان وطلبة العلم يدفعون ضريبة الشهرة فلا وقت عندهم لأحد ... تكفيهم همومهم ومشاغلهم .. وهم معذورون – غفر الله لنا ولهم .فتواضع- أخى الكريم - وابحث عن هذا المربى ..أخ مغمور لا يعرف .. لا يؤبه له ولكنه قديم يبدو فى وجهه سمت الصالحين ..عابد قلما تراه يخالط الناس فيما يخوضون فيه ..سابق بالخيرات .. التزم منذ سنين وسبر أغوار الطريق .قل لى : لن اجد .. وانا أقول لك : سوف تجد , قال سبحانه " وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ " ( العنكبوت : 69 ) .. وهذه أيضا من قوانين هذا الطريق ..أنه لا يعطى منحة السير فيه الا من حرص وبذل وضحى . ابحث واصدق واحرص واصبر تعط.. تلك أصولك يا مسكين .ثانيا : الصاحب ..فى الهجرة دروس وأسرار . لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يهاجر اصطحب رجلين, رجلين فقط ..دليلا وصاحبا .. الدليل كان خريتا بصيرا بالطرق , وهذا مهمته تنتهى عند ذلك .. أن يدل على الطريق .. اما الصاحب فكانت الشروط فيه كثيرة جدا.. لك ان تتسائل لم لم يصطحب عمر وهو أشجع , وسفرة مثل هذه يحتاج فيها الى الشجاعة أو لم لم يصطحب عليا وهو أشب ومن الاهل , والتضحية به أسهل بدليل أنه نام فى فراشه .لم اختار أبا بكر دون الناس ؟ ان الصحبة فى طريق السفر تحتاج الى شخص على المنهج , لذا اختار رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا قلبه قريب من قلبه فلم يختلفا مرة .. انظر معى الى حادثة الغار :لما قال أبوبكر : لو نظر احدهم حتى قدميه لرآنا , فقال له صلى الله عليه وسلم : " لا تحزن ان الله معنا " فماذا كان رد أبى بكر أو تعليقه على هذه المقولة ؟ بالتأكيد لا شىء .. انتهت القضية ..سلم .وانا متأكد أنه لو كان غير أبى بكر لظل قلقا وأعاد المسألة , ولكن لما كان قلبه على قلبه سلم .واستراح الرسول صلى الله عليه وسلم واستراح أبو بكر .الخلاصة أننى أقول لك : لابد من صاحب فى هذا الطريق على نفس المنهج قلبه كقلبك , لاننى اراكأيها الحبيب المحب قد خدعوك فقالوا: ابحث عمّن يشدك ..وتفاجأ بأن كل الناس يبحثون عمّن يشدهم هذه الايام ..وتفاجأ أن الشد الى أسفل لا الى أعلى . اننى اريد – أيها الحبيب – ان تبحث عن مسكين مثلك يبحث عن الطريق الى الله ويريد أن يصل الى الله ..هذا شرطه ..انه حريص على طاعة الله يريد الوصول الى الله .. ابحث عنه وارض به ولا تشترطه من الكمل فمن لم تكمل نفسه لا ينبغى له أن يبحث عن الكمال عند الاخرين.قال الفضيل بن عياض : من طلب أخا بلا عيب , صار بلا أخ .اذا لا ينبغى أن يزهد السائر الى الله فى أخيه السائر معه على الطريق لخلق أو خلقين ينكرهما فيه اذا رضى سائر أخلاقه , لأن اليسير مغفور والكمال مستحيل .ومن ذا الذى ترضى سجاياه كلها كفى المرء نبلا أن تعد معايبهوقال أبو الدرداء رضى الله عنه : معاتبة الاخ خير لك من فقده .وقال بعض الحكماء : طلب الانصاف من قلة الانصاف .وقال بعض السلف : " لا يزهدنك فى رجل حمدت سيرته وارتضيت وتيرته , وعرفت فضله وبطنت عقله , عيب خفى تحيط به كثرة فضائله , او ذنب صغير تستغفر له قوة وسائله ". ولا أعدمك ( أحرمك ) النصيحة .. قد يكون هذا الصاحب زوجتك أو والدك أو شقيقك أو شقيقتك حتى وان كان ابنك أو بنتك .. وعندها يصير الامر أقوى ..لأن المعاشرة وطول الصحبة والتطبع بطباع السفر من لوازم هذا الطريق .. ولكن كما ذكرت لك على قلب واحد , لأن الخلاف كله شر والطريق مشغلة والانشغال عنها مهلكة , فلا تصاحب الا موافقا كى لا يزيد ويكثر الخلاف ويضيع الطريق . رفقة الطريق : قد ذكرت لك أنه صاحب .. ولم لا يكونون صحبة ؟ قال سبحانه " مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ " ( الفتح : 29 ) .نعم : لابد لك – أيها الحبيب السائر الى الله – من رفقة وصحبة فى هذا الطريق ..لابد لك من مجموعة تأنس بها , لتذهب عنك وحشة التفرد وتصحح لك الاخطاء , وتوضح لك عقبات الطريق .واذا كانت الرفقة مهمة ومطلوبة فى سفر الدنيا , فكيف بأسفار الاخرة التى يكون فيها المؤمن أشد حاجة الى المعين الصالح والمشارك الموافق الذى يكون مع شريكه كاليدين تغسل احداهما الاخرى فالزم الركب – أيها الحبيب – فللركب خيرية ." وان لرفقاء درب الاخرة خصائص ومواصفات لابد منها ، فرفقاء الطريق الى الله تعالى هم الذين علت هممهم وصفت نياتهم وصح سلوكهم حتى سبقوا الناس وتركوا السكون , وتزاحموا على ركوب القافلة ركضا الى الله تعالى وتسارعا الى مرضاته " وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى" (طه:84) , فلم يوقف لهم على رسم , ولم يلتزموا باسم ولم ينتظروا أن يشار اليهم بالاصابع أو ترفع لهم الاعلام فقد علت منهم الهمة التى لا تقف دونها حركة السفر , ولا يرضى صاحبها بغير الخالق عوضا , كما صفا منهم القصد الخالص من الشوائب حتى لا تعوق عن المقصود , وكان منهم التجرد التام للمعبود , وعلامة أخرى لرفقاء الطريق هؤلاء الا وهى صحة السلوك السالم من الافات والعوائق والقواطع والحجب " .وصحة السلوك السالم هذه لا تكون الا بثلاثة شروط هى تمام خصائص اخوان الدرب وخلان الطريق :" أحدها : أن يكون الدرب الاعظم الدرب النبوى المحمدى لا على الجواد الوضعية .الثانى : أن لا يجيب على الطريق داعى البطالة والوقوف والدعة .الثالث : أن يكون فى سلوكه ناظرا الى المقصود .فبهذه الثلاثة يصح السلوك , والعبارة الجامعة لها أن يكون واحدا لواحد , فى طريق واحد " .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    تحمَّلتُ وحديَ مـا لا أُطيـقْ من الإغترابِ وهَـمِّ الطريـقْ
    اللهم اني اسالك في هذه الساعة ان كانت جوليان في سرور فزدها في سرورها ومن نعيمك عليها . وان كانت جوليان في عذاب فنجها من عذابك وانت الغني الحميد برحمتك يا ارحم الراحمين

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    11,737
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    أنثى
    آخر نشاط
    17-05-2024
    على الساعة
    12:48 AM

    افتراضي

    الـومـضـة الثـانيـة : حـدد هـدفـك:
    ترى كيف يسافر المسافر وهو بلا مقصد ؟ فبالنية يتحدد السفر وتتوضح الوجهة وعلى أساسها يخطط منهج الرحلة طالت أم قصرت , وعلى صدقها يحمل الزاد .. وهكذا سفر المؤمن لابد له من النية الصادقة , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرىء ما نوى فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله , ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه ". [متفق عليه]
    فحدد هدفك – أخى الكريم – ماذا تريد بهذا الطريق .. تحديدا واضحا لا لبس فيه , حتى تستطيع الوصول الى ما حددته .


    آلتزمت لتكون شيخا مشهورا أو زعيما متبوعا .. آلتزمت وسلكت هذا الطريق لفشلك فى الحصول على الدنيا , فأردت أن تحصل عليها بزعم الاخرة .. حدد هدفك أيها المسكين , واعلم أن العليم الخبير بالنوايا بصير.
    لما ذهب اعرابى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الجهاد فقسم له قسما من الفىء , قال الرجل : " ما على هذا تبعتك ! " .. فحرر نيتك : علام اتبعتنا ؟!


    " والنية – أيها الحبيب – أصل العبادات , وبها يتميز الصحيح من السقيم , والخالص من غيره , وبالنية تتحدد منازل السالكين , ووجهة القاصدين , ومن يريد بها وجه الله تعالى , أو يريد السفر بأى نوع كالهجرة , اذ انها قد تكون لمصلحة دنيوية , أو دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها , وبهذه النية يتحدد الاخلاص الذى به يؤجر المرء على متاعب الطريق , وبه يستعذب العذاب , وبه تهون مشاق الطريق .


    والاخلاص وحده يقود الى شفافية القلب , وصفاء الوجدان , لأن المؤمن لا يفكر بعده الا فى عظمة ربه ولا يتوجه الا الى خالقه .. فلا يضيره متاعب المثبطين , ولا نداء المرجفين , ولا يقعده فتور الهابطين ".
    يقول ابن القيم – عليه رحمة الله - :


    " فالاخلاص سبيل الخلاص , والاسلام هو مركب السلامة , والايمان شاطىء الامان ".


    فاذا تحددت وجهتك – أيها السائر – وعلم مقصدك بتوحيدين هما : توحيد القصد وتوحيد المقصود , فالمقصود هو الله سبحانه وتعالى , والقصد ارادة وجهه الكريم .. اذا تحددت وجهتك هذه وعلم مقصدك هذا فقد استرحت فى هذه السفرة .. وسيتبين لك ذلك حين نذكر فيما بعد أن المشغبين كثير , والسبل مدلهمة , والعوارض تفتر العزائم .. فاذا حصل توحيد القصد وتوحيد المقصود لم يلتفت الى الاغيار .


    فالنية – أخى السائر – النية .. النية بداية الطريق .. فطهر قلبك لتستعد للسفر.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    تحمَّلتُ وحديَ مـا لا أُطيـقْ من الإغترابِ وهَـمِّ الطريـقْ
    اللهم اني اسالك في هذه الساعة ان كانت جوليان في سرور فزدها في سرورها ومن نعيمك عليها . وان كانت جوليان في عذاب فنجها من عذابك وانت الغني الحميد برحمتك يا ارحم الراحمين

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    11,737
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    أنثى
    آخر نشاط
    17-05-2024
    على الساعة
    12:48 AM

    افتراضي

    الـومـضـة الثـالثــة : مقــومـات السـفـر :
    اذا كنت – أخى السالك – لازلت مصرا على الاتمام , فاعلم أن من مقومات السفر : المنهج , واعلم ان منهجنا معصوم , فلا مجال لنا للاجتهاد فيه , اذ اتفق العلماء على أن أعمال العبادات توقيفية , الظاهر منها والباطن ولذا فقد تكفل الشرع – كتابا وسنة – بوصف المنهج فى هذا الطريق وصفا لا يزيغ عنه الا هالك .


    قال سبحانه : " إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى " ( الليل : 12 ) .واذا قال " علينا " فقد وجبت .. وقال سبحانه : " وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ " ( البلد : 10 ) , وقال - سبحانه – حاكيا عن موسى لما سئل عن ربه أنه عرّفه فقال : " رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى " ( طه : 50 ) , وقال سبحانه : " وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ " ( التوبة : 115 ) , وقال سبحانه :" وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ " ( فاطر : 31 ) .
    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" تركتكم على المحجة البيضاء " وفى رواية " بيضاء نقية كالشمس لا يزيغ عنها الا هالك " . [صححه الألبانى] .

    وقال صلى الله عليه وسلم :" تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبدا كتاب الله وسنتى " [السلسلة الصحيحة] .

    وقال صلى الله عليه وسلم :" انه من يعش بعدى فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين عضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور فان كل محدثة بدعة وكل ضلالة فى النار " [أخرجه أبو داود] بهذه النصوص واجماع الامة يتبين لنا يقينا لا شك فيه أن الدين كمل والطريق وصفت والمعالم نصبت والاصول وضعت .


    فلا مجال لهرس الهرائسة , ولا لقرمطة القرامطة .. لا مجال لفزلكة المتفزلكين , ولا منظرة المغرورين المعجبين , لا مجال لتحديث الدين ولا للفهم المستنير – زعموا – ولا لبدع أهل الاهواء . الدين دين محمد وما كان عليه وأصحابه .
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" افترقت اليهود على احدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة , وستفترق أمتى على ثلاث وسبعين فرقة كلها فى النار الا واحدة , ما أنا عليه وأصحابى , وليكونن من أمتى أقوام تتجارى بهم تلك الاهواء كما تتجارى الكلب بصاحبه لا يبقى منه عرق ولا مفصل الا دخله ". [صححه الألبانى] .


    وان هذا الحديث وأمثاله ليزيد المؤمن ايمانا – والله – حين يرى تجارى الاهواء بالقوم .. فيا ايها السائر الكريم , المنهج معصوم لا مجال للاجتهاد فيه .. علمت هذه أولا فخذ الثانية .
    اذا كان المنهج معصوما فلابد من المنهج , فالبداية – بداية السير – غير المنهجية تؤدى الى الفتور وتقود الى الانتكاس , ثم تكثر الشكوى ولا سميع ولا مجيب .
    لابد من منهج حقيقى فى السير الى الله – سبحانه وتعالى – وفى أصول التعبد : الصلاة والزكاة والصيام والحج والعمرة ونوافلها .. أقصد ان تتخذ لنفسك منهجا : ماذا ستفعل , وكم ومتى وكيف؟
    وتلتزم بهذا المنهج وتتابع عليه محاسبة شديدة .


    مثلا ..كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى فى اليوم أربعين ركعة , سبعة عشرة فرائض واثنتى عشرة رواتب , واحدى عشرة تهجدا وكان اذا فاته شىء منها قضاه .. حتى ثبت أنه قضى سنة الظهر بعد العصر .. فان كنت تطيق هذا وتلتزمه فالتزم ولا تفرط واياك واسهال الاستسهال .
    ومثلا آخر .. كان الصحابة يحزبون القران , أى يختمون كل جمعة مرة ..يبدأون من عصر الجمعة ويختمون عصر الخميس بمعدل خمسة أجزاء يوميا .. أفتطيق هذا ؟ التزم ولا تفرط..واياك واسهال ولا استسهال. على هذين المثالين فقس فى أجنحة المنهج الثلاثة : طلب العلم , والعبادة , والدعوة الى الله .. اجعل لك منهجا واضحا .. كم ركعة ستصلى فى اليوم ؟ وكم يوما ستصوم فى الاسبوع ؟ وكذلك وردك فى الذكر .. وكذا العلم والدعوة .. حدد ماذا ستفعل لتحاسب على ما حددت ولا تترك الامور مبهمة .. ولا تنس : المنهج معصوم ..كن سلفيا على المنهج .ّ
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    تحمَّلتُ وحديَ مـا لا أُطيـقْ من الإغترابِ وهَـمِّ الطريـقْ
    اللهم اني اسالك في هذه الساعة ان كانت جوليان في سرور فزدها في سرورها ومن نعيمك عليها . وان كانت جوليان في عذاب فنجها من عذابك وانت الغني الحميد برحمتك يا ارحم الراحمين

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    11,737
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    أنثى
    آخر نشاط
    17-05-2024
    على الساعة
    12:48 AM

    افتراضي

    الـومـضـة الـرابـعـة : وتزودوا :
    قال عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه :
    " ان لكل سفر زادا لا محالة , فتزودوا من الدنيا للاخرة وكونوا كمن عاين ما أعد الله تعالى من ثوابه وعقابه , ترغبون وترهبون , ولا يطولن عليكم الامد فتقسو قلوبكم , وتنقادوا لعدوكم , فانه – والله – ما بسط أمل من لا يدرى لعله لا يصبح بعد مسائه ولا يمسى بعد صباحه وربما كانت بين ذلك خطفات المنايا فكم رأينا ورأيتم من كان بالدنيا مغترا , وانما تقر عين من وثق بالنجاة من عذاب الله , وانما يفرح من أمن من أهوال القيامة ".
    وقال ابن الجوزى – رحمه الله - :
    " عجبا لراحل مات وما تزود للرحلة , ولمسافر ماج وما جمع للسفر رحله , ولمنتقل الى قبره لم يتأهب للنقلة , ولمفرط فى أمره لم يستشر عقله ..اخوانى , مر الاقران على مدرجة وخيول الرحيل للباقين مسرجة , سار القوم الى القبور هملجة وباتت أرواح من الاشباح مستخرجة , الى كم هذا التسويف والمجمجة , بضائعكم كلها بهرجة وطريقكم صعبة عوسجة , وستعرفون الخبر وقت الحشرجة ".
    اى - والله – صدقت يا ابن الجوزى .. وسبحان الملك ! كم فضل علم السلف على علم الخلف .
    انظر الى كلام الرجل ترى رجلا خبر وسبر , فتكلم عن رؤية ونظر .
    فانطلق فى رحلتك على بصيرة وكفاك مجمجة ولجلجة وعوججة .
    واعلم – أخى الحبيب- أن من بركات السفر الى الله - تعالى – ما يتم به من اسباغ النعمة على العبد وما قد يفتح الله على عباده من أبواب وخزائن النعم , وما يتفضل به على عباده من الرحمة التى لا تخطر على بال بشر الا من عاش لذتها وارتشف من معينها .
    سبيل التزود :
    1- التوحيد والايمان :
    اننى – أيها الحبيب – حين طالبتك بالتزود والتفت عنى بزعم أنك لا تملك فترك الشيطان بالفت فى عضدك بادعاء انك لله عاص ..لم اطالبك حين طالبتك من الزاد غير :التوحيد والايمان ..ثم يعطى الله البركة فيهما للمسافرين ويمحق البركة من الجهلة البطالين .
    ان حلاوة الايمان اعظم زاد فى هذه الرحلة ولا يتذوق حلاوة السير ولذة هذا العيش الا من كان له نصيب بمعرفة الله وتوحيده وعاش حقائق الايمان وجرب هذه اللذه..
    " فإن اللذة والفرحة والسرور وطيب الوقت و النعيم الذى لايمكن التعبير عنه انما هو فى معرفة الله – سبحانه وتعالى – وتوحيده والايمان به وانفتاح الحقائق الايمانيه والمعارف القرانيه ,كما قال بعض الشيوخ : لقد كنت فى حالة اقول فيها : ان كان اهل الجنة فى هذه الحال انهم لفى عيش طيب , وقال اخر : لتمر على القلب اوقات يرقص فيها طربا " ويقول الاخر مع فقره : لو علم الملوك وابناء الملوك ما نحن عليه لجالدونا بالسيوف .. اللهم لا تحرمنا لذة الايمان وطعم الايمان وحلاوة الايمان .. امين .
    2- اليــقيـن :-
    وانا انما اقصد – ايها الحبيب – انه فى البدايه يكفى من الزاد اليسير ثم ببركة الله – تعالى – يبارك فى القليل فيصير كثيرا .. فتزود لهذا السفر ابتداء بعدة هى اليقين ..
    يقول ابن القيم – عليه رحمه الله - :
    " فى الطريق اوديه وشعوب , وعقبات ووهود , وشوك وعوسج و وعليق وشبرق , ولصوص يقتطعون الطريق على السائرين .. ولا سيما اهل الليل المدلجين .. فاذا لم يكن معهم عدد الايمان ومصابيح اليقين تتقد بزيت الاخبات , والا تعلقت بهم تلك الموانع . وتشبثت بهم تلك القواطع , وحالة بينهم وبين السير " .
    فلابد ابتداء من يقين ينير لك الطريق .. فاليقين نور.. هذه هى العدة الثانية من الزاد .. اليقين فى الله تعالى , واليقين فى رسول الله صلى الله عليه وسلم دليلا واليقين فى المنهج موصلا .
    " ومتى وصل اليقين الى القلب امتلأ نورا واشراقا . وانتفى عنه كل ريب وسخط وهم وغم , فامتلأ محبتا لله وخوفا منه ورضا به وشكرا له وتوكلا عليه وانابه اليه . فهو مادة جميع المقامات والحامل لها " .
    3-الـتقـوى :-
    وتزود – ايها السائر – ايضا بتقوى الله فى السر والعلانية , فانها السبيل الاوحد للاخلاص .
    وهى : طاعة الله بلزوم الامر والنهى , قال تعالى " وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ " ( البقرة : 197 ) .
    تزودوا – ايها السائرون – كل ساعه , فان " الدنيا ليست بدار قرار , دار كتب الله عليها الفناء , وكتب على اهلها منها الظعن , فكم عامر موثق عما قليل يخرب , وكم مقيم مغتبط عما قليل يظعن فاحسنوا – رحمكم الله – منها الرحلة , فاحسن ما يحضر بكم من النقله , وتزودوا فان خير الزاد التقوى , انما الدنيا كفيء ظلال قلص فذهب , بينما ابن ادم فى الدنيا منافس .. ان الدنيا لا تسر بقدر ما تضر , انها تسر قليلا , وتجر حزنا طويلا " .. اخوتاه , هنيئا لمن تزود من الدنيا الى الاخرة ومن المحطة العاجلة الى المحطة الاجلة , من ضيق المعاش الى سعه المعاد ومن دار الرحيل الى دار البقاء .
    4- الاخـلاص :-
    اما الاخلاص فنبأه عجيب وخطره عظيم .. وهو زادك الرابع الذى لا يصلح هذا الطريق الا به وهو اساس التزود ومنتهاه .. وحصر الوصول فى المخلصين , قال الله تعالى :" قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ " ( ص : 82 - 83 ) .
    ومعلوم ان الاغواء للغاوين الذين عرفوا الطريق فلم يسلكوها .. فالناس ثلاثة :
    راشد و ضال وغاو , فالراشد من عرف الطريق وسلكها , والضال من لم يعرف الطريق فضل عنها والغاوى هو الذى عرف الطريق ولم يسلكها .. فالاخلاص زاد خطر فتزود ايها السائر .
    5- الـخـبيئـة:-
    ومن الزاد خبيئة .. خبيئة من عمل صالح لم يطلع عليها بشر , يصلح للتوسل به فى محطات الطريق ومطباته , كما توسل الذين أووا الى الغار – فانطبقت عليهم الصخرة – بخبايا اعمالهم الخالصة .
    6- الـصبـر :-
    واخر الزاد الصبر .. الصبر فى الطريق .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. " السفر قطعة من العذاب " [متفق عليه] .. فاذا كان سفر الدنيا يسبب المشقه والتعب فكيف بسفر الاخرة الذى فيه اللاواء والنصب ! ! قال الله تعالى " لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ " ( البلد :4 ) .
    قال الفخر الرازى : فى الكبد وجوه :
    اما الاول : اى خلقناه اطوارا كلها شدة ومشقة , تارة فى بطن الام , ثم زمان الارضاع , ثم اذا بلغ ففى الكد فى تحصيل المعاش , ثم بعد ذلك الموت .
    واما الثانى : وهو الكبد فى الدين , فقال الحسن : يكابد الشكر على السراء , والصبر على الضراء , ويكابد المحن فى اداء العبادات .
    واما الثالث: وهو الاخرة فالموت هو مساله الملك وظلمة القبر ثم البعث والعرض على الله الى ان يستقر به القرار اما فى الجنة واما فى النار .
    واما الرابع : وهو ان يكون اللفظ محمولا على الكل فهو الحق , وعندى فيه وجه اخر , وهو انه ليس فى هذه الدنيا لذة البتة , بل ذاك نظن انه لذة فهو خلاص عن الالم , فان ما يتخيل من اللذة عند الاكل فهو خلاص عند ألم الجوع , وما يتخيل من اللذات عند الملبس فهو خلاص عن ألم الحر والبرد , فليس للانسان الا ألم أو خلاص عن ألم وانتقال الى اخر , فهذا معنى قوله تعالى :" لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ " ( البلد : 4 ) .
    فاعلم – ايها الحبيب – ان الله يختبر عبيده بالصبر , حتى تظهر جواهرهم , كما حصل للانبياء .
    " وهذا نوح عليه السلام يضرب حتى يغشى عليه ثم بعد قليل ينجو فى السفينه ويهلك اعداؤه وهذا الخليل يلقى فى النار ثم بعد قليل يخرج الى السلامة وهذا الذبيح يضجع مستسلما ثم يسلم ويبقى المدح وهذا يعقوب عليه السلام يذهب بصره بالفراق ثم يعود بالوصول وهذا الكليم عليه السلام يشتغل بالرعى ثم يرقى الى التكليم " .
    والصبر دواء وقد قال العلماء فى تعريفه : حبس للقلب عن التسخط , وحبس اللسان عن الشكوى فالطريق طويلة والمآسى على الطريق كثيرة والعلاج الصبر , فان المنبت لا ارضا قطع و ظهرا ابقى .. وما تباينت منازل اصحاب الهمم الا بتباينهم بطول الصبر حتى نهاية الطريق , فتزود ايها السائر .
    وبعد : - فيا سعادة من استفاد من هذه البروق والانوار واستلهم من تلك الاشارات والتنبيهات , فعرف الطريق , وأبصر المسار وكان نعم المسافر فى قافلة المؤمنين .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    تحمَّلتُ وحديَ مـا لا أُطيـقْ من الإغترابِ وهَـمِّ الطريـقْ
    اللهم اني اسالك في هذه الساعة ان كانت جوليان في سرور فزدها في سرورها ومن نعيمك عليها . وان كانت جوليان في عذاب فنجها من عذابك وانت الغني الحميد برحمتك يا ارحم الراحمين

ومضات على طريق السير الى الله

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. على خطى الحبيب صلى الله عليه وسلم ؛ قصص و عبر ؛ من بستان اروع السير
    بواسطة أسد الدين في المنتدى من السيرة العطرة لخير البرية صلى الله عليه وسلم
    مشاركات: 49
    آخر مشاركة: 30-04-2015, 04:12 PM
  2. ومضات فى طريق الدعاة ..قصة الستيان !
    بواسطة الباحث : خالد كروم في المنتدى منتديات الدعاة العامة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 18-07-2009, 10:07 AM
  3. ومضات على طريق علماء الاسلام (البتَّاني)
    بواسطة الباحث : خالد كروم في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 17-07-2009, 03:10 AM
  4. ومضات على طريق علماء الاسلام (ابن النفيس)
    بواسطة الباحث : خالد كروم في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 17-07-2009, 03:08 AM
  5. ومضات حول انجيل برنابا
    بواسطة البغدادي73 في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 30-01-2008, 05:28 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

ومضات على طريق السير الى الله

ومضات على طريق السير الى الله