الله عز و جل خلق الإنسان ليعبده باختياره
خلق الإنسان ليؤمن به بالغيب و ليخشاه بالغيب و يخافه بالغيب و يرجوه بالغيب و يعظمه بالغيب و يحبه بالغيب
فتجد المؤمن يجتنب فعل الحرام دون أن يطلع عليه أحد من الناس لا لشئ إلا أنه موقن باطلاع الله عز و جل عليه
تجد المؤمن يكافح شهواته و يصبر عليها طلبا لرضا الله
فالعبادة عند الملائكة أمر فطرى جبلوا عليه
أما إيمان الإنس و الجان و عبادتهم
فهى بالغيب و هى عن اختيار و ليست مجرد أمر فطرى
و الله عز و جل خلقنا و كلفنا بمهمة
فمن أداها أجزل له الثواب و من لم يؤدها عاقبه
فما المشكلة ؟
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)
المفضلات