في يوم التقـى عبدالله بـعبد المسيح ، فاعتـرض عبد المسيح طريق عبدالله و قـال لـه : الآن عرفت كل ما عندكم يا عبدالله ولن تقدر أن تخدعنـي مجدداً لأن الروح القدس معـي ..
فابتسـم عبدالله و قـال له .. ما سؤالك هذه المرة يا عبدالمسيح ؟!!
فقال عبدالمسيح .. كيف يأمر رسول الإسلام بالسب في ذلك الحديث : من تعزى بعزاء الجاهلية ، فأعضوه بهن أبيه ، ولا تكنوا ؟!!
فقال له عبدالله : حسنـاً أسمع ..
أولاً : ما معنى من تعزى بعزاء الجاهلية ؟ عبدالمسيح : أن أنتسب لأهلـي أو بلدي ..
لا يا عبد المسيح فكلنا ننتسب لأهلنا وننسب أنفسنا لبلادنا و لكن أسمع :
• عزاء الجاهلية هو التعصب لنسب أو جنس أو بلد أو تيار فكري معين .. إلخ و على مثـال ذلك :
عندما قال رجل من المُهاجرين : يا للمُهاجرين ! وقال رجل من الأنصار : يا للأنصـار ! قال صلى الله عليه وسلم (( ما بال دعوى الجاهلية )) ثم أتبع صلى الله عليه وسلم و قال لهم ( دعوهـا فإنها منتنة ) أي الدنيا .
ثانياً : هل يمكن أن يُسبب التعصب قتل النـاس ؟ عبد المسيح : لن يصـل إلى ذلك الحد ..
لا يا عبد المسيح ، يمكن أن يصـل ..
• نعم يُمكن أن يسبب التعزي بعزاء الجاهلية (التعصب) قتل إنسان بل قتل المئـات و الآلاف مثل :
ما حدث في الحرب بين البيض و السود في الولايات المتحدة الأمريكية مما نتج عنها من قتل مئات بل آلاف المواطنين
وغير ذلك كثير و التاريخ يشهد بهذه الفتن الكثيرة التي تُسببها العصبية
ثالثاً : ما معنى أعضوه بهن أبيه ؟ عبد المسيح : هـااا .. لا أدري !
يعنـي ذلك أنك تأتـي بالشُبهات دون أن تعرف حتى معناهـا .. :) .. الله المُستعان
• الهن هنا يكني به عن العورة بمعنى أصح فهو يُذكر ذلك المتكبر بالمكان الذي جاء منه ليرتدع عن تكبره على الناس بتذكيره أن أصله نطفة حقيرة ، و معنى أعضوه ليس أن يعض بأسنانه بالطبع لا ، ففي لغة العرب تعني لزمه و لصق به و يعني في هذا الحديث ذكروه بأنه كان نطفة حقيرة فلا داعي لتكبره .
يقول صلى الله عليه وسلم (تكون دعاة على أبواب جهنم ، من أجابهم إليها قذفوه فيها ، هم قوم من جلدتنا ، يتكلمون بألسنتنا ، فالزم جماعة المسلمين وإمامهم ، فإن لم تكن جماعة ولا إمام فاعتزل تلك الفرق كلها ، ولو أن (( تعض )) بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت كذلك )
الراوي: حذيفة بن اليمان المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2994
خلاصة حكم المحدث: صحيح
و معناها تلزم شجرة تعيش عندها وتعتزل الفتن حتى تموت و ليس معناها أن تعض الشجرة بأسنانك بأي حال من الأحوال ..
رابعاً : هل شُرع ذلك من باب البذاء أم من باب العقاب ؟ عبد المسيح : البذاء !
لا بالطبع يا عبدالمسيح ..
• لا بالطبع لم يُشرع ذلك من أجل البذاءة و قد قال صلى الله عليه وسلم :
الحياء من الإيمان ، و الإيمان من الجنة ، و البذاء من الجفاء ، و الجفاء في النار
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 495
خلاصة حكم المحدث: صحيح
و إنما شُرع ذلك كنوع من الحدود على مُرتكب تلك الجريمة و هي التعصب تلك الجريمة التي تؤدي ربما إلى حروب و قتل و سفك دماء ، و على سبيل المثال حد السرقة قطع اليد فمع أنه حد شديد إلا أنه شُرع من أجل تطهير المجتمع من السرقة .
يقول إبن القيم –رحمه الله- : ( كان ذِكرُ هَنِ الأب هاهنا أحسن تذكيراً لهذا المتكبر بدعوى الجاهلية بالعُضو الذي خَرَجَ منه ، وهو هَنُ أبيه ، فَلَا يَنبغِي لَهُ أن يتعدى طوره )
وما شُرع ذلك إبتداءً للكلام فلا تجد مُسلماً يقول في حديثه (اعضض بهن أبيك) و إنما هي عقوبة يُعاقَب بها المتكبر ..
هل اقتنعت يا عبد المسيح ؟!! مـمـمـمـمـمـم ، نعـم نعـم
و لكـن يا عبد المسيح أريد أن أسئلك عن نص في كتابك
أسئـل ما تشاء يا عبدالله فالروح القدس معـي !
قال يسوع في متـى (34:12) يا اولاد الافاعي كيف تقدرون ان تتكلموا بالصالحات و انتم اشرار .
لماذا شتم يسوع هنا وقال لهم يا أولاد الأفاعـي ؟!!
مـمـمـمـ ، هو يُعلمهم ..
يُعلمهم .. ! لماذا يشتمهم وهو يعلمهم أصلاً ؟!!
وهو لم يشتمهم فقط بل شتم آبائهم و أمهاتهم فقال يا أولاد الأفاعـي ..
ممـممـممـممـ ، لكنهم ليسوا صالحين ..
حتى ولو كانوا فاسدين فمن المفترض أن يسوع المحبة لا يشتم فلماذا يشتمهم من الأصل .. ؟!!
أنت يا عبدالله لا تقتنـع و يسوع يحبك و لا تقول ذلك حتى لا يغضب عليك فقد مات من أجلك !
هههـهههـههههـهههـ كُل مرة تقول تلك الجملـة يا صديقـي عندما تعجـز عن الإجابـة لكن أعذرك فالعيب ليس فيك و لكن العيب في كتابك الذي وضعك في هذا الموقـف .. !!
ربنا يهديك يا عبدالمسيح .. فكر مرة أخرى يا صديقـي !!
المفضلات