اعتراض النصارى و الرد عليه

1- يا مسلمين ، كلمة ( أدنى ) لا تعني ( أخفض ) إطلاقاً ، و المفسرين هما اللي بيقولوا كده .

الرد

يبحث غير المسلمين في تفاسير القرآن الكريم عن أقوال المفسرين في محاولة للعثور على ما يدحضوا به كل ما يخص الإعجاز العلمي في القرآن. فإذا وجدوا بغيتهم في أحد أقوال المفسرين، تمسكوا به وعرضوه كأنه التفسير الوحيد للقرآن.
وفي حالتنا هذه يقولون أن المفسرين قالوا أن (أدنى) تعني أقرب الأرض لإرض العرب. ونقول أن القرآن الكريم يفسر أولا بالقرآن ، ثم بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وأقوال الصحابة التي ثبتت عنهم بالطرق الصحيحة ثم يأتي اجتهاد المفسرين حسب علمهم بالمسألة ، وهذا النوع الأخير غير ملزم للمسلمين لآن العالم إذا اجتهد فأخطأ فله أجر بشرط أن يكون أهلا للإجتهاد. فإذا ثبت بالعلم الحديث أن الآية يمكن أن يفهم منها معنى آخر لا يتعارض مع الشرع وثابت علميا فلنا الأخذ به.
وفي هذه الآيات فإن معنى أدنى يحتمل الأقرب و أيضا الأخفض والأكثر سفولا ، ومنها كلمة دنيا و دنيء والسماء الدنيا (السفلى) ، وقد جاء من جملة معاني هذه الكلمة في القاموس المحيط في معنى كلمة" (دنا) : تقول العرب الأدنيان ، وهما واديان ". والوادي ينخفض فيه مستوى سطح الأرض عما حوله. كذلك في لسان العرب : والأدنى السفل . ومن إعجاز القرآن وعجائبه أنه يخاطب البدوي في الصحراء فيفهمه ويخاطب العلماء في العصر الحديث فيفهموا منه ما لا يدركه هذا البدوي من إشارات لا تدرك إلا بالعلوم الحديثة. وقد أشار الله عز وجل إلى ذلك عندما ذكر وهن بيت العنكبوت وعقب على ضرب تلك الأمثال بقوله: "وما يعقلها إلا العالمون". كما أنه عز وجل أخبرنا بأنه سيرينا من الآيات والدلائل التي تدل عليه وعلى كتابه حتى يتبين لنا أنه حق ورسوله حق وكتابه حق. (فصلت 53).
وبناءا عليه فإن عطاء القرآن متجدد في كل العصور.