إلى أحبابى وإخوتى

أنه ليسعدنى أن أحكى لأحبابى فى الله قصة حدثت معى أثناء الحج هذا العام وهذا شيئ بسيط عرفانا منى بالجميل الذى لا أستطيع أن أرده وأطلب ممن يقرأ هذه القصة أن يدعوا للحاج ابراهيم وأيضا ً أن يدعوا للدكتور رائف بالرحمة لأن ما دعانى لكتابة هذه القصة هو موضوع الأخت نادين فى بيت الله الحرام فلقد ذكرتنى بأفضل الزكريات


حقيقة مهما أحكى لا أستطيع أن أصف ما رأيت ولا أستطيع أن أعبر عن الفيوضات التى من الله علينا بها ولا يشعر بما أقوله غير من ذهب ورأى بعينيه وهذا موقف من أجمل مواقف الرحلة المباركة

وهو موقف لسعودى من مكة وهو الحاج ابراهيم بارك الله له فى أهله وزريته وملخص الموضوع هو أننا عند وصولنا لمكة وصلنا يوم الجمعة فى العاشرة صباحا وحدثت مشكلة أننا لم نحرم من الميقات فذهبت مع 6 من أصدقائى وانضم الينا اربعة فى الطريق وعرضنا على الحاج ابراهيم أن يرجعنا للجحفة ( رابغ ) ميقات مصر فطلب 600 ريال وركبنا معه والحمد وصلنا الميقات واحرمنا وعند رجوعنا عند أول نقطة تفتيش وقفنا ولم يكن معنا الجوازات غير كرنيه للشركة وغير مختوم فأخذها الحاج ابراهيم ونزل من السيارة وقال أنه أخذنا من أمام الحرم لكى يحرموا من الميقات ولم يكذب أبدا فقال له أذهب بهم للجموم حتى لا تسحب السيارة وتدفع غرامة عن كل واحد 10000 ريال فرجع الحاج ابراهيم ودخل فى طريق بين الجبال وظل يمشى طويلاً وبعدها أتت نقطة تفتيش أخرى وحدث مثل الأول غير أنه نصحه بأن يذهب من طريق داخل الجبال وعندها انقطعت بنا السبل

وقلت لمن معى لابد من اللجوء لله تبارك وتعالى بالدعاء والإستغفار ومهما أقول لكم من أمانة الحاج ابراهيم حيث أنه كان يسأل كل من يقابله عن الطريق ومنهم من طلب منه نقود من أجل أن يدله على الطريق لمكة بدون أن يقابله نقطة تفتيش وكلنا درسنا سيرة النبى صلى الله عليه وسلم فى الهجرة وانه استعان بدليل ولكنى لم أشعر بقيمة الدليل إلا ونحن بين الجبال ولا نعرف من أى الطرق نسلك

وكان ممن معنا من أقسم على الله ألا نصلى المغرب إلا فى الحرم وبفضل الله استجاب الله لدعانا ووصلنا عند أذان المغرب

وعندما وصلنا قلنا للحاج ابراهيم أطلب ما تشاء فقال كلمة لن أنساها طوال حياتى المسلمون على شروطهم 600 ريال كما قلت مع أنه تأخر ورجعنا المغرب أى قضى معظم النهار معنا ولكن إنها أخلاق المسلمون ولما سألنا عن الجموم قيل أنها نقطة حجز
وقلنا لإبراهيم كان ممكن تتركنا وتذهب فقال أبواى لم يعلمانى ذلك أن أتخلى عن أحد عند حاجته الى .

فاللهم ارزق الحاج ابراهيم والدكتور رائف والأخت نادين وكل من قرأ هذا الموضوع الفردوس الأعلى