بسم الله الرحمان الرحيم
وصلى الله وسلم على من ارسله بشيرا ورحيما وعزيزا وعلى اله وصحبه اجمعين
والحمد لله رب العالمين
******************* الصلاة
قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُنَا وَلاَ يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَىَ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ * وَأَنْ أَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِيَ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ) .
(الانعام [6] الآية [71 و 72
لم الانسان لا يبقي في ذاكرته الا الفوائد المحسوسة التي يبدو اثرها بسرعة يعني ان طبيعة الانسان تدفعه الى عدم الصبر على النتائج والفوائد البعيدة المدى او التي تتطلب منه الصبر والمداومة على شيئ معين
كثيرا ما نسمع عن معلومات مفيدة للجسم والعقل
ولكن جهل الانسان يدفعه دائما الى الاخذ بما يراه في متناوله فحسب
كالمريض عند عيادته الطبيب لو امره هذا الاخير باتباع حمية لمدة زمنية
تطول ربما وان فيها شفاؤه دون مضاعفات اخرى ولكن الشفاء لن تظهر بوادره الا بعد
صبر طويل ولكن الانسان لانه عجول سينسى بسرعة هذه النصائح ويبحث عن بديل
اخر لا يهمه لو كان فيها مضاعفات بقدر ما يهم الاثر السريع الحاضر
وصدق الله في قوله تعالى :
خلق الانسان من عجل سورة الانبياء الاية 37
لناخذ امر الصلاة وفوائدها التي لا ينالها المصلي الا بالمداومة والثبور
ومع ذلك جل شباب اليوم يترك الصلاة تهاونا او غفلة معللا نفسه بتاديتها في وقت لاحق
باعتبارها طاعة بينه وبين الله فبتفريطه هذه العبادة خسر ايضا فوائدها الصحية
التي لا حصر لها والتي لا تكتسب الا بالمثابرة وبعض ثمارها الصحية
تظهر في سن متقمة
وقد امرنا الله باقامة الصلاة منذ الصغر وعدم تركها وننشأ على المحافظة عليها وحفظ حقها ولا نتهاون في شانها
َأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرالحج [22] الآية [78])
واضح في القران الكريم ان امر الله بالصلاة لا جدال فيه
وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله إن الله بما تعملون بصيرورة البقرة الآية 110
امر بالصلاة طاعة وعبادة :
كما نرى في
ـ قوله تعالى في سورة البقرة الآية 43
وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين
ان من شان الصلاة ربط صلة العبد بالخالق وخلق رباط متين
بين المصلي وربه علاقة روحية يسمو بها العبد الى عالم الصفاء والنقاء
حتى ان الله سبحانه وتعالى حين وصف الانسان
بالهلع والجزع والامتناع عن الخير او بالجحود
استثنى سبحانه المصلين الذين يداومون على الصلاة
وهذا قوله تعالى [
إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلَّا الْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ * وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ )
.
ومن فضل الله انه حين ينزل امرا لعباده يجعل فيه رحمة وخيرا كثيرا عاجلا وفي الاخرة كما يتبين ذلك في هذه الاية
وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله إن الله بما تعملون بصير سورة البقرة الآية 110
فمن فوائد الصلاة على المؤمن هي
- الراحة النفسية: الهدوء والسكينة
- وسلامة الجسم في محافظته على الصحة واللياقة الجسدية
- اولا =
- الفوائد النفسية :
- من اهم الفوائد السريعة المفعول للصلاة هي ازالة التوتر وبعث الراحة في النفس والاطمئنان
الا بذكر الله تطمئن القلوب
مع محافظة المصلي على هدوء اعصابه وايضا يكتسب الرصانة والسكينة
والصلاة ايضا تضفي عليه وقارا ونورا وتمنحه القدرة على الصبر والتحكم في انفعالاته
خاصة مع ما يصيب الانسان من هموم وكروب ومصائب وابتلاآت لا يقدر عليها ضعيفوا الايمان لذلك وبرحمته ارسل الله الدواء مع الداء فامرنا به في هذه الاية
وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ) [البقرة: 45
هذا الدواء الروحي الذي لم يفهمه جيدا كثير من الناس حيث ان ابسط مشكلة تحدث للبعض يجزع وتضيق به الدنيا فيضيق بها عقله عن الاهتداء الى الحل او تحمل ما هو فيه فغاب عن الاذهان دواء الله وامتلات عيادات اطباء النفس
وما ابتعد انسان عن الله الا وكله الى نفسه فيجعله يتخبط في الامه
تائها حائرا حتى يعود الى الحق
ولو لم يكن علم الله بالخير في الصلاة عبادة وفضلا لما شدد علينا في الامر بها
( وساعود الى هذه النقطة فيما بعد ان شاء الله )
إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُوَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) .
(المزمل [73] الآية [20]_)
مع الفوائد الجسمية في الجزء الاتي بحول الله
يتبع
المفضلات