﴿‏ رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ المُحَرَّمِ... ﴾



هذا النص القرآني الكريم جاء في أواخر الربع الثالث من سورة‏'‏ إبراهيم‏'‏ وهي سورة مكية‏,‏ وآياتها اثنتان وخمسون‏(52)‏ بعد البسملة‏,‏ وقد سميت بهذا الاسم تكريما لأبي الأنبياء إبراهيم‏-‏ عليه السلام‏-‏ الذي جاء ذكره في الآيات‏(35-41)‏ من هذه السورة المباركة‏.‏ ويدور المحور الرئيسي لسورة‏'‏ إبراهيم‏'‏ حول قضية العقيدة شأنها في ذلك شأن كل السور المكية‏.‏
هذا وقد سبق لنا استعراض هذه السورة الكريمة‏,‏ وما جاء فيها من ركائز العقيدة والإشارات العلمية‏,‏ ونركز هنا علي ومضات الإعجاز العلمي والتاريخي في الآيات‏(35‏ ـ‏41)‏ منها‏,‏ والتي جاء فيها علي لسان عبد الله وخليله إبراهيم ـ عليه السلام ـ قول ربنا ـ تبارك وتعالي‏:‏
﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا البَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ * رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ المُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ * رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِن شَيْءٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ * الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ * رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ * رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الحِسَابُ ﴾ ‏(‏ إبراهيم‏35‏ ـ‏41)‏.


من أوجه الإعجاز العلمي والتاريخي في هذه الآيات:
أولا ـ في قوله ـ تعالي‏: ﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا البَلَدَ آمِناً ﴾ (‏ إبراهيم‏35).‏
إجابة لهذا الدعاء جعل الله ـ تعالي ـ الحرم المكي بلدا آمنا‏,‏ بمعني أن كل من دخل إلي هذا الحرم صار آمنا علي نفسه‏,‏ مطمئنا علي ماله‏,‏ ولو كان مطلوبا للثأر فلاذ بالحرم‏,‏ وكان ذلك سائدا حتي في زمن الجاهلية‏,‏ وكان من بقايا إجلال الناس لهذا المكان الذي حرمه الله ـ تعالي ـ يوم خلق السماوات والأرض‏,‏ أما اليوم فمن اقترف جرما فيه من جرائم الحدود أقيم عليه الحد الشرعي‏.‏
والأمن في الحرم المكي ليس للإنسان فقط‏,‏ بل هو أيضا لجميع الكائنات من حيوان ونبات وجماد‏,‏ فقد حرم رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ أن يعضد شوكه أو أن يقلع حشيشه أو أن يقطع شجره الفطري أو أن ينفر صيده أو أن تلتقط لقطته إلا لمن أراد أن يعرف بها‏.‏ وقد لاحظ المراقبون أن الحيوانات الضارية لا تصطرع مع بعضها البعض‏,‏ ولا مع غيرها في الحرم المكي بل تخالط من الحيوانات ما تعودت علي افتراسه خارج حدود الحرم المكي‏,‏ فإذا رأته في هذه البقعة المباركة لم تتعرض له بأذى‏.‏
ويروي لنا التاريخ أن كل جبار قصد الحرم المكي بسوء أهلكه الله ـ تعالي ـ ولم يمكنه من تحقيق هدفه‏,‏ وذلك من مثل ما حدث مع أصحاب الفيل‏.‏
وربنا ـ تبارك وتعالي ـ قد تعهد بحماية بيته العتيق وحرمه فقال ـ عز من قائل‏: ﴿ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ (‏ الحج‏25).‏
وتحقيقا لهذا الوعد الإلهي فإن العقوبة تعجل لكل من انتهك حرمة في الحرم المكي‏,‏ وتأكيدا علي حماية رب العالمين لهذا الحرم الشريف قال المصطفي ـ صلي الله عليه وسلم ـ الدجال يطوي الأرض كلها إلا مكة والمدينة‏,‏ وقال ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ في يوم فتح مكة لا تغزي مكة بعد هذا اليوم أبدا‏.‏
ومن الشواهد المادية علي كرامة الحرم المكي توسطه من اليابسة‏,‏ وانتفاء الانحراف المغناطيسي علي مسار خط طول مكة المكرمة‏,‏ وحماية الله ـ تعالي ـ له من كل من الهزات الأرضية المدمرة والثورات البركانية العنيفة‏,‏ علي الرغم من قربه من خسوف البحر الأحمر‏.‏
ثانيا‏:‏ في قوله ـ تعالي‏: ﴿...وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ ﴾ (‏ إبراهيم‏35).‏
استجابة لهذه الدعوة الصادقة من نبي الله إبراهيم ـ عليه السلام ـ فإن الله ـ تعالي ـ حفظه وحفظ بنيه من عبادة الأصنام‏,‏ فكان منهم عدد كبير من الأنبياء الذين آمنوا بالتوحيد الخالص لله ـ تعالي ـ أمثال ساداتنا إسماعيل‏,‏ إسحاق‏,‏ يعقوب‏,‏ والأسباط‏,‏ ويوسف‏,‏ وبقية الأنبياء إلي خاتمهم أجمعين‏,‏ سيد الأولين والآخرين‏,‏ سيدنا محمد ـ صلي الله وسلم وبارك عليه وعليهم أجمعين‏.‏
ثالثا‏:‏ في قوله ـ تعالي‏: ﴿ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ... ﴾ (‏ إبراهيم‏36).‏
ومن الثابت تاريخيا أن البشرية بعد إيمانها بالتوحيد الخالص لعشرة قرون كاملة بين آدم ونوح ـ عليهما السلام ـ ظلت تتردد بين التوحيد والشرك‏,‏ وبين الإيمان والكفر من زمن نبي الله نوح ـ عليه السلام ـ وحتي اليوم‏,‏ وسوف تظل كذلك إلي قيام الساعة تحقيقا لقول ربنا ـ تبارك وتعالي ـ علي لسان عبده ونبيه إبراهيم‏: ﴿ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ... ﴾.‏


رابعا‏:‏ في قوله ـ تعالي ـ علي لسان عبده ونبيه إبراهيم ـ عليه السلام ـ‏: ﴿ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ (‏ إبراهيم‏36).
في هذا النص الكريم تأكيد علي أن عددا من ذرية إبراهيم ـ عليه السلام ـ سوف يلتزم نهجه‏,‏ وأن عددا آخر لن يلتزم نهجه‏,‏ وقد تحقق ذلك بالفعل‏.‏ وفي النص أيضا تأكيد أن من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه كما أشار نبينا المصطفي ـ صلي الله عليه وسلم ـ وهي حقيقة من حقائق الشرع الحنيف لأن الله ـ تعالي ـ يفاضل بين عباده المكلفين علي أساس من تقوي الله والعمل الصالح‏,‏ وليس علي أساس النسب كما يدعي اليهود بأنهم شعب الله المختار‏,‏ وأبناؤه وأحباؤه مهما كانت أعمالهم‏!!‏
خامسا‏:‏ في قوله ـ تعالي ـ علي لسان عبده ونبيه إبراهيم ـ عليه السلام ـ‏:
﴿ رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي... ﴾ (‏إبراهيم‏37).‏
فمن الدقة المطلقة في هذا النص القرآني الكريم ورود التعبير‏(‏ من ذريتي‏)‏ لأن فرعا واحدا من ذريته هو الذي أسكن عند بيت الله الحرام‏,‏ وهو فرع سيدنا إسماعيل الذي ختم ببعثة خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد ـ صلي الله وسلم وبارك عليه وعلي أنبياء الله أجمعين‏.‏
سادسا‏:‏ وفي قوله ـ تعالي ـ‏: ﴿... بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ المُحَرَّمِ ...﴾ (‏ إبراهيم‏37).‏
ولم يقل‏:‏ بوادي غير ذي نبت لأن الزرع لا يتحقق إلا في الأماكن الآهلة بالسكان‏,‏ الذين منهم من يستطيع القيام بالزراعة إذا توافرت شروطها‏.‏ ولما لم يكن في الحرم المكي كله أي مقيم ساعة أن أمر نبي الله إبراهيم ـ عليه السلام ـ بوضع زوجه السيدة هاجر عليها رضوان الله ورضيعها إسماعيل ـ عليه السلام ـ عند قواعد البيت الحرام فقد انتفت إمكانية وجود أية زراعة‏,‏ ولم تنتف إمكانية وجود بعض النباتات الفطرية‏,‏ لأن لفظة‏(‏ نبات‏)‏ كلمة عامة تشمل كل ما تنبته الأرض بالفطرة أو بالزراعة‏.‏
سابعا‏:‏ في قوله ـ تعالي ـ‏: ﴿...رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ... ﴾ ‏(‏إبراهيم‏37).‏
وهذا النص القرآني الكريم يمثل دعوة أطلقها نبي الله إبراهيم ـ عليه السلام ـ منذ نحو أربعة آلاف سنة فاستجاب الله ـ تعالي ـ دعوته وتحققت‏,‏ ولا تزال تتحقق إلي اليوم‏,‏ وإلي ما شاء الله ـ سبحانه وتعالي ـ فمن الثابت تاريخيا أنه لم يكن هناك ساكن واحد في وادي مكة زمن بعثة نبي الله إبراهيم ـ عليه السلام ـ واليوم وصل تعداد سكانه المقيمين قرابة مليون نسمة‏,‏ ووصل أعداد الحجاج والمعتمرين إلي عشرات الملايين في كل عام‏,‏ ولا تزال قلوب مئات الملايين من المسلمين تهفو لزيارة مكة المكرمة سواء استطاعوا تحقيق ذلك أو لم يستطيعوا والتعبير القرآني‏: ﴿...رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ... ﴾ أي تسرع الخطي إليهم شوقا وتلهفا ومحبة وتوددا‏,‏ وهي بشري انتشار السلام بين جميع أجناس الأرض‏,‏ وهو ما تحقق بالفعل‏.‏


ثامنا‏:‏ قوله تعالي‏: ﴿ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ﴾‏(‏ إبراهيم‏37).‏
هذا النص القرآني الكريم هو من بقية دعاء إبراهيم ـ عليه السلام ـ لمن أسكن من ذريته بوادي مكة‏,‏ وقد استجاب الله ـ سبحانه وتعالي ـ لهذا الدعاء فرزق أهل هذا الوادي غير ذي الزرع ثمارا تجبي إليه من كل أماكن الأرض ليكون ذلك عونا لهم علي طاعة الله ـ تعالي ـ وعبادته‏,‏ وعلي الاستمرار في رعاية بيته الحرام‏,‏ وخدمة الحجاج إليه والمعتمرين به‏,‏ وكانت هذه الثمار و لا تزال يؤتي بها من جميع بقاع الأرض إلي أهل مكة المكرمة وإلي من جاورهم من أهل الجزيرة العربية‏.‏
تاسعا‏:‏ في قوله ـ تعالي ـ‏:‏ ﴿ رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِن شَيْءٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ ﴾ (‏إبراهيم‏38).‏
وفي ذلك تأكيد إحاطة علم الله ـ تعالي ـ بكل شيء‏,‏ والعلوم المكتسبة تؤكد حتمية وجود مرجعية للكون في خارجه‏(‏ لا يحدها أي من المكان أو الزمان‏,‏ ولا يشكلها أي من المادة أو الطاقة‏),‏ وهذه المرجعية لوجودها خارج الكون فلابد أن تكون محيطة بكل صغيرة وكبيرة من أمور الكون والكائنات جميعا‏,‏ ومنها الإنسان الذي يعلم ربنا ـ تبارك وتعالي ـ ما يخفي كل فرد منا وما يعلن‏.‏ كذلك تشير المعارف المكتسبة إلي أن نسبة المعروف من مادة الكون المنظور هي في حدود‏(0.4%)‏ فقط‏,‏ والباقي يعرف باسم المادة الداكنة‏(‏ الخفية‏)‏ كذلك فإن نسبة المعروف من طاقة الكون لا تكاد تتعدي‏(3.7%)‏ فقط‏.‏
عاشرا‏:‏ في قول إبراهيم ـ عليه السلام ـ‏: ﴿ الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ ﴾ (‏ إبراهيم‏39).‏
وفي هذه الآية الكريمة إشارة إلي قدرة الله علي إعطاء الذرية لن يشاء حتى في السن الطاعنة في الكبر‏,‏ وهو ما حدث مع كل من أنبياء الله‏:‏ إبراهيم‏,‏ و زكريا‏,‏ وأيوب‏(‏ عليهم السلام‏),‏ ومن غيرهم ممن استجاب الله ـ تعالي ـ دعاءهم وهو ـ تعالي ـ سميع مجيب الدعوات‏.‏
حادي عشر‏:‏ في قوله ـ تعالي ـ علي لسان عبده ونبيه إبراهيم ـ عليه السلام ـ‏:
﴿ رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ * رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الحِسَابُ ﴾ (‏إبراهيم‏40‏ ـ‏41).‏
وفي هاتين الآيتين الكريمتين إشارة مرة أخري إلي أن نسل إبراهيم ـ عليه السلام ـ لن يكون كله مقيما للصلاة‏,‏ ولذلك قال‏(‏ ومن ذريتي‏),‏ وفيه أيضا تذكرة لضرورة طلب المغفرة للوالدين‏,‏ وللمؤمنين باستمرار خاصة في يوم الحساب‏.‏

هذه الوقائع لم يرد لها ذكر في كتب الأولين‏,‏ وإن جاءت إشارات متناثرة في العهد القديم إلي جبال باران أو جبال فاران وهي جبال مكة المكرمة التي وضع عندها نبي الله إبراهيم زوجه السيدة هاجر ورضيعها إسماعيل‏;‏ كما جاءت إشارات مبهمة إلي بئر زمزم‏,‏ لكن ورود الواقعة في القرآن الكريم بهذا التفصيل الدقيق يعتبر إعجازا تاريخيا متفردا‏,‏ كما أن الدقة العلمية البالغة التي صيغت بها وقائعها تعتبر من صميم الإعجاز العلمي في كتاب الله‏.‏
وهذا الإعجاز التاريخي والعلمي مما يشهد للقرآن الكريم بأنه كلام رب العالمين‏,‏ الذي حفظ في صفائه الرباني وإشراقاته النورانية‏,‏ كما أوحاه ربنا ـ تبارك وتعالي ـ إلي خاتم أنبيائه ورسله ـ صلي الله عليه وسلم ـ وتعهد بحفظه في نفس لغة وحيه‏(‏ اللغة العربية‏)‏ فحفظ علي مدي تجاوز الأربعة عشر قرنا دون أن يضاف إليه أو أن يختصر منه حرف واحد‏,‏ وتعهد ربنا ـ سبحانه وتعالي ـ بحفظ القرآن الكريم تعهدا مطلقا حتى يبقي هذا الكتاب المجيد شاهدا علي الخلق أجمعين إلي ما شاء الله بأنه كلام رب العالمين‏,‏ وشاهدا للنبي الخاتم الذي تلقاه بالنبوة وبالرسالة‏,‏ فصلي الله وسلم وبارك عليه وعلي اله وصحبه ومن تبع هداه ودعا بدعوته إلي يوم الدين‏,‏ وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين‏.‏