بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

رجل عذبه الله ببعوضة

النمرود ابن كنعان



قال تعالى :

( ألم تر إلى الذى حاج إبراهيم فى ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربى الذى يحيى و يميت قال أنا أحيى و أميت قال إبراهيم فإن الله يأتى بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذى كفر و الله لا يهدى القوم الظالمين )

قال مجاهد :

( أنا أحيى و أميت )

أقتل من شئت و استحى من شئت

أدعه حيا لا أقتله


وقال : ملك الأرض شرقها و مغربها أربعة نفر

مؤمنان و كافران

فالمؤمنان : سليمان بن داود و ذو القرنين

و الكافران : بختنصر و النمرود بن كنعان



لم يملكها غيرهم





و قيل : أول جبار كان فى الأرض كان النمرود

فكان الناس يخرجون فيمتارون من عنده الطعام

فخرج إبراهيم يمتار مع بعض من يمتار



فإذا مر به ناس قال : من ربكم

قالوا أنت



حتى مر إبراهيم فقال له : من ربك

قال : الذى يحيى و يميت

قال : أنا أحيى و أميت

قال إبراهيم : فإن الله يأتى بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب

فبهت الذى كفر


فرده النمرود بغير طعام

فرجع إبراهيم إلى أهله فمر على كثيب من رمل أعفر

فقال :ألا آخذ من هذا

فوضع متاعه ثم نام


فقامت إمرأته إلى متاعه

ففتحته فإذا هى بأجود طعام رأته


فصنعت له منه فقربته إليه

فقال : من أين هذا ؟

قالت من الطعام الذى جئت به


فعلم أن الله رزقه فحمد الله



ثم بعث الله إلى النمرود ملكا أن آمن بى و أتركك على ملكك

قال : وهل رب غيرى؟ !

فجاءه الثانية فقال له ذلك فأبى عليه

ثم أتاه الثالثة فأبى




فقال له الملك : إجمع جموعك إلى ثلاثة أيام

فجمع النمرود جموعه


فأمر الله ففتح بابا من البعوض

فطلعت الشمس فلم يرها من كثرتها



فبعثها الله عليهم

فأكلت من لحومهم و شربت دماءهم
فلم يبق إلا العظام



و النمرود كما هو لم يصبه من ذلك شئ


ثم بعث الله عليه بعوضة فدخلت منخره

فمكث يضرب رأسه بالمطارق

و أرحم الناس به من جمع يديه و ضرب بهما رأسه


ثم أماته الله




هذا جزاء من ادعى الربوبية لنفسه

عاقبه الله تعالى ببعوضة فى منخره


منخره : الذى هو علامة عزته



و إلى عبرة أخرى بإذن الله