بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

كنعان بن نوح الإبن العاق


قال تعالى :

يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح




لبث نوح فى قومه ألف سنة إلا خمسين عاما

يدعوهم إلى عبادة الله وحده

و ترك عبادة الأصنام


لكنهم :

أصروا واستكبروا استكبارا


و أوحى الله إلى نوح :

أنه لن يؤمن من قومك إلا من آمن


و أمره أن يصنع الفلك :

واصنع الفلك يأعيننا و وحينا



و لما فار التنور و اقترب الوعد الحق

و جاء أمر الله

و فتح الله أبواب السماء بماء منهمر

و فجر الأرض عيونا



و صعد نوح و المؤمنون معه إلى السفينة

و معه من كل زوجين إثنين

وارتفعت السفينة فوق الماء

و علا الموج و غطى الأرض



و غرقت إمرأة نوح

لم تركب مع المؤمنين فى السفينة

ظنت أن بيتها يمنعمها من الماء و يحميها

و لكن :

لا عاصم اليوم من أمر الله


و رأى نوح إبنه كنعان من جهة السفينة و بمقربة منها

حيث يسمع النداء



و لم ير إمرأته


ظن نوح أنها المستثناة وحدها

و أنها هى التى سبق عليها القول من الله تعالى



طمع فى إيمان إبنه

طمع فى سلامته

فقال :

يا بنى اركب معنا و لا تكن مع الكافرين

فقوله : ولا تكن مع الكافرين

دليل أن نوحا كان يعتقد إيمان إبنه

و لكن الله سبحانه و تعالى وحده يعلم السرائر




فلما رد إبنه عليه : سآوى إلى جبل يعصمنى من الماء


قال له نوح : لا عاصم لك اليوم من أمر الله إلا من رحم


ثم :

وحال بينهما الموج فكان من المغرقين


ثم :

و قيل يا أرض ابلعى ماءك و سماء أقلعى

و غيض الماء وقضى الأمر

واستوت على الجودى

و قيل : بعدا للقوم الظالمين



إن قرابة النسب لا تفيد إذا لم تحصل قرابة الدين


إنه ليس من أهلك


و من أبطأ عمله لم يسرع به نسبه



و الكبر و العقوق والإعتصام بغير الله

نهايته الخسران و الهلاك



و إلى عبرة أخرى بإذن الله