بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

الصنف الثالث : هو الرجل المعلق قلبه بالمساجد
بكثرة التردد إليها لتأدية الصلاة المفروضة فيها
فما إن تنتهي صلاة فرض وإلا قلبه معلق بتأدية الصلاة التي تليها
لأنه يجد السعادة والأنس والراحة والاطمئنان والاستمتاع
بأداء الصلاة في جماعة في بيوت الله حيث ينادى بها
ويجد المتعة في الجلوس بالمساجد لانتظار الصلوات ولذكر الله
والاعتكاف وتلاوة القرآن الكريم

وهذا هو دأبه في كل وقت من الأوقات
في رمضان الكريم وفي غيره


أسأل الله عز وجل أن يجعلنا من الذين قلوبهم معلقة بالمساجد
ومن المتلذذين بعبادة ربهم
ومن المسبحين لله تعالى الخائفين الوجلين منه المتقين له عز وجل

الصنف الرابع وهما: رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه

إن الحب في الله والبغض في الله من أوثق عرى الإيمان
وبه تقع الألفة ويحصل الاجتماع المأمور به
في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم

والمؤمن يحب أخاه المؤمن القريب والبعيد
لا فرق بين أخيه المؤمن الذي من صلب أبيه
ولا بين أخيه المؤمن من أنحاء الأرض
الذي لا تربطه به إلا أواصر الدين وأخوة الإيمان

فيسرّ له في النعماء ويحزن عليه في البأساء
ويتولاه لإيمانه من دون آبائه وإخوانه وسائر أقربائه
ويؤثره على نفسه
ويحب له من الخير ما يحب لنفسه
وما ذلك إلا للمحبة الصادقة في ذات الله تبارك وتعالى

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((إن من عباد الله أناساً ما هم بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء بمكانهم من الله، قالوا: يا رسول الله من هم؟ قال: هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم، ولا أموال يتعاطونها ،فوالله إن وجوههم لنور وإنهم لعلى نور، ولا يخافون إذا خاف الناس))
وقرأ هذه الآية: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ
[يونس:62]
والمتحابون في الله على منابر من نور
لأنهم يجتمعون في الدنيا على الأمر الذي يحبه الله ويرضاه
فتنزل عليهم السكينة وتغشاهم الرحمة
وتحفهم الملائكة ويذكرهم الله فيمن عنده

عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
((قال الله عز وجل: المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء))

اللهم اجعلنا من المتحابين فيك
واجعل محبتنا جميعها لك وفيك
برحمتك يا أرحم الراحمين