وجاء في الحديث عن النبي { أنه كان آخر وصيته لأمته وآخر عهده إليهم عند خروجه من الدنيا أن اتقوا الله في الصلاة وفيما ملكت أيمانكم } ( ) أخرجه أحمد والنسائي وابن ماجه.
وقد عظم الله أمرها في القرآن الكريم وشرفها وشرف أهلها، وخصها بالذكر من بين سائر الطاعات في مواضع من القرآن كثيرة، وأوصى بها خاصة ومن ذلك قوله تعالى:
حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ
[البقرة،الآية:238] وقـوله تعـالى: (وَأَقِمْ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ) [العنكبوت،الآية:45] وقوله تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ [البقرة،الآية:153] وقوله: ( إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا)ـ [النساء،الآية:103]
وقد أوجب الله العذاب على من أضاع الصلاة فقال تعالى: ( فخلَفَ مِن بَعْدهِمْ خلْفٌ أَضَاعوا الصَّلَاة وَاتَّبَعوا الشهوات)
[مريم،الآية:59]
وبين سبحانه في كتابه العزيز أن أول سبب أدخل المجرمين في النار تركهم للصلاة، قال تعالى: مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ** قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ

وأخبر الرسول أن من صلى البردين- وهما صلاتي الفجر والعصر- دخل الجنة، كما جاء في الحديث الصحيح { من صلى البردين دخل الجنة } ( )
والصلاة شعيرة مطردة في جميع الرسالات، وهي تمثل تمام الطاعة والاستسلام لله وحده لا شريك له، وتربي في النفوس معاني التقوى والإنابة والصبر والجهاد والتوكل، وهي الشعيرة الظاهرة التي تدل على الإيمان وصدق التجرد لله رب العالمين.
فالواجب على كل مسلم أن يحافظ عليها في أوقاتها وأن يقيمها كما شرع الله، طاعة لله ولرسوله وحذرا من غضبه وأليم عقابه.