الحمد لله وبعد :

من أعظم شبه النصارى التي يتشدقون بها في عصرنا شبهة :"إنتصار الإسلام بحد السيف والقوة والإكراه".

النصراني في هذه الشبهة قد قفز مرحلة أو مراحل وهي هل الإسلام دين حق أم دين باطل ؟

ثم هل إذا انتشر أمرا ما بالقوة فهذا دليل بطلانه ؟


يعني أين التلازم بين استعمال القوة وبين انتشار الفكرة ؟

يعني أولا ننظر للفكرة هل هي حق أم باطل ثم ننتقل لبحث القوة وهل واجب استعمالها في مثل هذه الحالات أم لا .

لو نظرنا إلى قوانين البشر فلابد من قوة تحمي تلك القوانين تتمثل في الزجر والضرب والحبس والقتل والنفي وغيرها ..

فمابالنا برب البشر نعترض عليه عندما يشرع الجهاد لحماية ذلك الدين الحق ؟

لو أن طفلا أراد أن يركب رأسه ولم ينته عن فعله إلا بالشدة فهل نقول نتركه في اختياره ولا نستعمل القوة لرده للصواب ؟ أم نستعمل القوة لأن المصلحة فيها ؟
أظن أن كل عاقل سيقول الرأي الثاني هو الصواب ..

هذا في امور الدنيا ..

عود على بدء كما يقال : إذا وجدنا أن الإسلام هو الحق وما خالفه هو الباطل ولنفرض أنه يوجد إكراه وإلزام قهري بهذا الدين أليس مفسدة هذا الإلزام مغمورة في المفاسد التي ستترتب عن مخالفة الإسلام وأعظمها الخلود في النار ؟..

والقاعدة تقول :"إذا كان المرء بين مفسدتين فالعقل يقضي بإرتكاب الأخف دفعا للأكبر"

فعلى النصراني أن يبحث أولا هل الإسلام هو الحق أم لا ؟ثم يبحث عن طريقة إنتشاره

وقد ضربت مثل الطفل الصغير وإجباره على الفعل الصحيح مصلحة له ورفقا به فنس الشيء بالنسبة للإسلام , فننظر أي العقائد أولى بالتصديق ؟
وأي المبادئ موافقة للفطرة ؟
واي الشرائع صالحة لحياة البشر ؟

إذا وجدنا أن الإسلام أفضل من المسيحية من كافة النواحي فإذن ما خالفه فهو غير مرضي لله - سبحانه - وبالتالي سيخلد صاحبه في النار , أوليس إجباره على الإسلام - إن سلمنا به - أولى وأحرى من الخلود في جهنم ؟.

أحمد ..