بسم الله الرحمن الرحيم
تخيلوا أن أحدا قال لكم : حعاقب يعني حعاقب حتى لو حد ياخد العقاب بدال المذنبين ما فيش مانع ....
ما وقع هذا القول على عقل حكيم أو قاضي بشري مشهود له بالعدل ؟
أقول مستعينا في الله :
الحمد لله على نعمة الاسلام حمدا كثيرا .....
الحمد لله الذي وسعت رحمته كل شىء ..... وسبقت رحمته غضبه ....
الحمد لله أن الله اذا شاء أن يغفر غفر بلا قيد أو شرط .....
الحمد لله الاله الحق الذي لا تنقطع قدسيته لأى سبب كان ....
الحمد لله الذي يغفر للتائب في حق العبد الى الله ....
ولا يضيع حق المظلوم ولا تعدي الانسان على أخيه الانسان ....
في حقه غفر ....
وفي حق غيره ينصر المظلوم ولو بعد حين .....
الله يتوعد في العقاب .... وان عذابه شديد .....
لكنه يدعونا للتوبة والصلاح في العمل والنية ......
لا يريد أن يعذب أحد .....
عدله ....
أنه خلق انسانا ضعيفا يصارع شهواته .... فالله يعلم بطبيعة مخلوقه ....
ويشجع الانسان بالترغيب تارة وبالترهيب تارة .....
وسواء هذا أو هذا .... فهي دليل محبة ....
يرسل رسله ومواعظه وآياته للناس يحذرهم من الشيطان ....
ما أروعها من محبة .....
فليس الله جامدا مثل آلهة الوثنيين ......
يرمون له القرابين ليهدأ .....
الله حكيم .... هو أحكم الحكماء ....
هو خالق العقل الذي يتدبر .... هو خالق عقل الحكيم سليمان .....
فاذا كان البشر الحكيم قد أشار الناس عليه بالحكمة ....
فكيف يكون خالق الحكيم .... انه أحكم الحكماء بلا شك ومنبعه ومحيطه ....
عندما تأملت بالصلب والفداء وقصة الخطيئة الاولى .....
وجدت أن المؤمنين بها قد جردوا الله من الحكمة والعدل باسم العدل !!!!
تخيلت نفسي أمام آلهة جامدة ( ليس بها ذرة من الحكمة ) ....
وكأن آدم يعيش في جنة يعلم أن اله القرابين لا يحب أن يقترب أحدا من الشجرة ....
وعندما اقترب آدم وأكل من الشجرة ....
اهتز الاله كالزلزال يرمي حمم غضبه كالبركان .....
أبعد الانسان عنه متوعدا له أنه هالك بسبب خطيئة واحدة ....
خطيئة غيرت جينات خلق الله فتوارث نسل الخاطىء طبيعة خاطئة بلا ذنب !
لأن الانسان يجب أن يدفع ثمن التعدي على ارادة الرب .....
يريد جميع الناس قرابين ....
يحرقون أمامه بنار الهلاك ....
الخاطىء ونسله سيحرقون .....
و جاءت الخطة .....
تأملت في تلك الخطة ....
فوجدت ملخصها كالآتي ....
الرب يريد قربان ....
يريد أن يعاقب ....
ولأنه أحب العالم المخطىء والمذنب ....
أصبح لا يهمه ان كان يعاقب بريئا أم مذنبا ....
المهم أن يتم عقابه بأحد .....
بل الأصح ....
المهم أن يتقدم اليه قربان ....
حتى يقبل العالم بطبيعته الخاطئة .....
فصنع الله قربانا ليقدمه لنفسه ....
وقاد بنفسه ذلك القربان الى التعذيب والموت ....
فصنع جسدا بشريا .... له روح ونفس ....
وتجسد به .....
وقاد قربانه والقربان خاضع له ....
ان ذلك القربان هو المهم ....
يجب أن يتم العقاب .....
حتى لو تعذبت نفس بشرية حقيقية لم تقترف ذنبا واحدا ....
لا يهم الرب سوى أن يجد قربانا ....
لأن غضبه لن يهدأ ....
فهل الله في الاسلام هكذا ؟؟؟؟؟؟
اله الحق ليس هكذا .....
حتى وان كنت لم أطلع على كتب النصارى ولا معتقداتهم وممارسات طقوسهم ....
هذه كافية ....
لأن الاله الذي يدعون له هو اله لا يتراجع عن العقاب حتى لو كان الذي يعاقبه ليس هو المذنب بل غيره !!!!!!!!
نحن المسلمون الذي عرفنا الله الحق .....
رب قال وتعهد بأنه لن يظلم لديه أحد .....
رب يشجعنا على التوبة ....
لا يؤخذ الولد بذنب أبيه ....
رب عادل ....
بدون دماء ولا عذاب يغفر ....
يا جماعة ....
والله لو فكر أصحاب العقول ....
لعرفوا أن الله قد خلق الانسان مجبولا بشهواته وضعفه ....
لذا فان الله جعل الحسنة بعشرة أمثالها وجعل التوبة النصوح عدل منه لمخلوق قد خلقه الله غير معصوم عن الخطأ .....
ليس الله الذي يعاقب بريئا بدلا من المذنبين ..... حاشاه ....
ليس الله الذي يصفع ذاته ويهينها في جسد بشر برىء له روح ونفس !!!!!!
حاشاه .... حاشاه .....
فكرة القربان وثنية ....
تناسب الها ليس حكيم ....
الها متشددا ....
ليس في قلبه رحمة الا اذا تقدم له قربان !!!!!
وان الذبيحة التي تعتبر أضحية لها حكمة عظيمة ....
مفروضة على المقتدر .... حتى يأكل الفقراء منها ....
وليس أن نذبح ونرمي الذبيحة ناظرين الى السماء وكأننا نقول هذه لأجلك يا رب !
فليس ما ينفق لأجل الله الا فيه منفعة للناس وليس لله ....
فالله غنى ونحن الفقراء اليه .....
أتمنى أن يفهم المؤمنين بقربان الصلب معنى الذبيحة في الاسلام .....
لها حكمة عظيمة .... أنها أمر من الله لنطيعه .... وفيها استذكار لطاعة النبي ابراهيم والنبي اسماعيل عليهما السلام ....
وفي نفس الوقت .... يأكل الفقراء من الذبيحة .... بعد أن أنفق الغني ماله من أجل طاعة الله ....
فهل ذبحنا يا مسلمين ذبيحتنا ورميناها لأجل الرب ودفناها وقلنا نلنا المغفرة ؟!
لا ..... أبدا ..... فحكمة الله بالذبيحة لا تتحقق في هذا الأسلوب الوثني ....
فليست الذبيحة عروس النيل تلقى لتموت فقط من أجل الرب وحتى لا يمس الرب القوم بسوء .....
و قارنوا تلك الميتة بقربان الصلب ....
المنفعة للرب ....
حتى يتحرر من غضبه ويستطيع المسامحة والعفو ....
لكن ذبيحتنا التي امرنا الله بها ....
ذبيحة طاعة ....
ذبيحة انفاق مال الغني استجابة لأمر الله ولينتفع الفقير من انفاق الغني .....
حكمة عظيمة من رب حكيم ....
فلا الرب أكل من تلك الذبيحة وليست هي قربانا كما هو مفهومها عند الوثنيين .....
الحمد لله على نعمة الاسلام .....
الحمد لله أن الهنا حكيم في عدله .....
الحمد لله أنه ليس الهنا الذي من أجل الغاية لا تهمه الوسيلة .....
بل ان وسيلته أيضا عدل ....
فلا يظلم حتى يعدل ....
ليس الله الحق الذي من أجل العفو عن المذنبين يجهز بريئا ليرى العقاب قد تم ....
هذا ما يسمونه تماما : الغاية تبرر الوسيلة ....
لكن حاشا لله أن يكون كذلك ....
فهو بوسيلته عادل كما بصواب غايته .....
لذا فملخص ايماننا ودليلنا أننا على حق ....
الله الذي ندعو له .....
في وسيلته عادل وفي غايته عادل .....
بينما الله الذي يبشرون به .....
في وسيلته ظالم ولكن هل حقق العدل ؟
هل جاء قربانا من أجل قايين وهابيل على حد سواء ؟؟؟؟؟
لقد مات قايين دون أن يعلم أن الله أعد خطة من أجل خلاصه .....
لكن الاله في المسيحية قد أعد قربانا للعالم ....
ومن هذا العالم قاتل ومقتول ....
قاتل لا يعلم أن الاله صنع قربانا للخاطئين كلهم ....
فهل عدل الله أن يعد قربانا من أجل قايين الذي قتل و هابيل المقتول ؟؟؟؟؟؟
والله ان الحق واضح .....
فالى أين تذهبون أيها المؤمنون برب أعد قربانا بالصلب والفداء بعد الخطيئة الاولى ؟!
نسأل الله لكم الهداية قبل فوات الأوان ....
نسأل لكم الايمان بالاله الحق العادل ....
الاله الذي وسيلته عدل وغايته عدل ....
وليس اله قربان .... غايته أن يعاقب دون النظر الى الذي يعاقبه ....
رب يحتاج لقربان من أجل أن يعاقبه .... لا يهمه ان كان بريئا أو مذنبا .... لأنه أحب العالم !
الحمد لله الذي أوصل لنا محبته بعدل وحكمة ....
الحمد لله على نعمة الاسلام .... الذي يتجلى فيه عدل الاله الحق في وسيلته وفي غايته.
نسأل الله الهداية الى كل من آمن باله ليس هو الحق ...
اله يظلم في الوسيلة لأنه أحب العالم !
أطيب الأمنيات لكم جميعا من نجم ثاقب .
المفضلات