القضية غير محسومة يا عزيزي ..
وذلك لعدة أسباب :
اولاً: النص هنا مخصوص بأمة بعينها (هذه الأمة) ، ونحسبها الأمة العربية المعاصرة للرسول ، لذا لا يجوز سحب النص على أمم أخرى.
ثانيا: ما هو الذي أرسل به ؟ هل هو القرآن هل هو التوحيد ؟ هل هو الشريعة؟ إن النص مبهم و يحتاح إلى تأويل عالٍ .
ثالثاً: الحديث هنا لو أردنا الأخذ به كما تريد أنت ، لأتى مخالفاً لنص قرآني صريح ، وهو :
"إن الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ"
سورة البقرة 62
فمن آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا من اليهود والنصارى والصابئين لهم أجرهم عند الله ولا خوف عليهم من النار يوم القيامة بحسب الآية.
إذن ليس الموضوع خيانة عهود - بعد فتح مكة وطرد من خان العهود بحسب ايمانكم- بل نجاسة المشركين (أهل الكتاب)، فإذا خان أهل الكتاب العهد في زمن الرسول ما هو ذنبي وذنب أهل الكتاب على مر العصور في منعهم من دخول مكة سوى أنهم أنجاس ؟
فهل تزر وازرة وزر أخرى؟
لماذا لا يدخل أهل الكتاب مكة اليوم؟ هل لأن أهل الكتاب في زمن الرسول خانوا العهود؟
وما هو ذنب من لم يخن العهد، ولم يحارب المسلمين كي لا يدخل مكة في كل العصوربعد فتحها؟
ثم إن المشركين كانوا داخل مكة إلى أن جاء الإسلام، فهل تريد ان تقول أن مكة كانت نجسة على مر العصور التي كان فيها مشركون وتطهرت بالفتح الاسلامي؟
وهل إذا دخل مكة اليوم أناس مشركون من جنود أو علماء أو أطباء أو خبراء أو حتى رحالة مغامرين أو أناس عن طريق التهريب تتنجس مكة والكعبة، وكذلك المسلمون فيها يتنجسون؟
وما هو العمل في مثل هذه الحالة، أي إذا دخل مكة مشركون أنجاس؟
وهل اليهود عندكم مشركون أم كفار؟
وهل الملحدون واللادينيون والعلمانيون والجماعة الاسلامية الأحمدية مثلاً مشركون أم كفار؟ وإذا كانوا كفاراً فقط فهل يدخل الكافر مكة بينما لا يدخلها إلا المشرك وليس الكافر ؟ ام أن المشركين=الكفار =أنجاس = لايدخلون مكة
إذا كنت مؤمنا بحرمة زواج المسلم من كتابية فغالبية المسلمين في العالم (على حد علمي ) وكذلك رجال الدين الإسلامي في غالبيتهم مع إباحة الزواج من الكتابيات، وكذالك الصحابة عدا عبد الله بن عمر لذلك يحتاج غالبية المسلمين لفتوى تبين هذا الأمر بشكل نهائي وقاطع، ولكنه حلال عند الكثير من العلماء المسلمين، وحرام عند علماء آخرين، ويستطيع المسلم أن يختار ما يشاء من هذا الامر إما الحلال أو الحرام!
نعم يقول (لا ميراث) ولا يقول (لا زواج من كتابية)
أنت من قال:" سؤال مضحك جداً ....... الرد : لأنهم
أهل كتاب الذي حرفوه ... فالتحريف لا ينفي انهم أهل كتاب .
فلماذا تناقض نفسك بقولك:" هل المسيحية أهل كتاب" ؟
إن مجرد وجود شروط هو تحليل لزواج المسلم من الكتابية لا تحريم
هل تريد أن تقول أن عبد الله بن عمر يعدل جميع الصحابة ؟
قلما تتوافر الشروط لا يعني نقطة الصفر فوجود الشروط يعني الإباحة وليس التحريم
ثانيا : ما الفرق أن تكون كتابية حقيقية أم شيوعية أم مادية أم لادينية ما دمن جميعهن مشركات؟
ألا يعرف الشيخ القرضاوي قولك هذا :"فاهل الكتاب لا يختلفوا كثيراً عن الوثنيين غير في المُسمى فقط"؟
ثالثا: إذا أتى رجل مسلم وامراة نصرانية إلى المأذون لإتمام عقد الزواج وقالا أن المراة عفيفة أو أنها تائبة –حتى لو لم يكن كذلك - فسيتم عقد الزواج، وهل سيسأل المأذون أصلاً عن عفاف المراة أم أنه سيعقد القران ويمضي؟
رابعا : هل تريد أن تقول أن جميع اليهود والنصارى في العالم معادين للمسلمين ؟ وما هو ذنب اليهودي الذي لم يحارب المسلمين ولم يقتلهم أن يُشمل مع غيره من اليهود المعادين للمسلمين ؟
خامسا: إن الشرط الرابع في بعض أوجهه يمكن أن ينطبق على المسلمين المتزوجين من مسلمات كأن تكون المراة المسلمة غير سوية الأخلاق او تربيتها للأبناء سيئة مثلاً، وكذلك الشرط الثاني أن تكون مسلمة تائبةً بعد زنا...
الشرط الثالث يمكن أن ينطبق على الشيعة، وكذلك على الأكراد والأتراك من السنة المتحاربين مثلا، وهذا قد ينتج عنه أن يكون في الزواج منها (الشيعية إثني عشرية او اسماعيلية او الكردية بالنسبة للاتراك و العكس صحيح او كويتيتة بالنسبة للعراقي و العكس صحيح....الخ) ضرر على الزوج، أو على بنات المسلمين، أو على ذرية الرجل
يا عزيزي إن مجرد زواج الرسول من الكتابيات بعد اسلامهن يعني قطعا انه تزوج من مسلمات وليس من كتابيات ! وذلك بغض النظر عن ماضيهن ..
هناك حالات مخصوصة بالرسول- كما تعتقدون- كالزواج بأكثر من أربع نساء، فلماذا لا يكون هذا (اي زواجه من الكتابيات –حسب قولك-الا بعد اسلامهن) من الامور الخاصة بالرسول، ولا تصلح للاقتداء به مثل الزواج بأكثر من أربعة كما ذكرت سابقا؟
ولماذا لم يكتشف هذا الامر (أي أخذ إسلام الكتابية المتزوجة بالرسول قدوة من قبل جميع المسلمين) العلماء والمفتين المسلمين إلى اليوم، وخلال العصور الاسلامية المختلفة حتى يحرموا هكذا زواج؟
ولماذا لم يكتشف حُرمة زواج المسلم من كتابية من الصحابة سوى عبد الله بن عمر.؟
وماذا عن رأي عمر بن الخطاب أبيه؟ وكذلك رجال الدين الاسلامي الى يومنا هذا الكثيرين منهم يحللون هذا الزواج. وعلى مر العصور الاسلامية كذلك؟
اذا ما هو حكم زواج المسلم من كتابية ؟
فهناك من الشيوخ من يؤمن بتحريم الزواج من الكتابية
وهناك من الشيوخ من يُبيح الزواج من الكتابية !!!!
إذن لا يوجد إجماع في هذه النقطة !!!
فالزواج من الكتابية هو حلال عند البعض وحرام عند البعض الآخر أي ان هناك علماء ومفتين وفقهاء يحللون الحرام او ان هناك منهم من يحرم الحلال
ثم إن عبارة :" فالرسول لم يتزوج كتابية إلا بعد اعتناقها الإسلام ." توحي بأن معنى ذلك ان الرسول لم يتزوج من كتابية اصلا بل من امراة مسلمة، وليست كتابية، فتسقط حجتك يا عزيزي بأخذ هذا الامر قدوة للمسلمين، فالمسلم اليوم لا يتم (إهداؤه) كتابية ولا يأخذ أسيرة حرب له زوجة، فالأمر مختلف، ولا يصلح ليكون قدوة .
وهذا إذا ما سلمنا جدلا بانه تزوج من مارية القبطية !
وإليك ما ورد في الموقع التالي، والذي يؤكد أن الرسول لم يتزوج من ماريا القبطية:
http://www.islam-qa.com/ar/ref/47572
لم يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم مارية القبطية ، بل كانت أمَة له ، وكان قد أهداها له المقوقس صاحب مصر ، وذلك بعد صلح الحديبية ، وقد كانت مارية القبطيَّة نصرانيَّة ثم أسلمت رضي الله عنها
قال ابن سعد :
فأنزلها – يعني مارية القبطية - رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأختها على أم سليم بنت ملحان فدخل عليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرض عليهما الإسلام فأسلمتا فوطئَ مارية بالملك وحولها إلى مال له بالعالية … وكانت حسنة الدِّين .
" الطبقات الكبرى " ( 1 / 134 – 135 ) .
وقال ابن عبد البر :
وتوفيت مارية في خلافة عمر بن الخطاب ، وذلك في المحرم من سنة ست عشرة ، وكان عمر يحشر النَّاس بنفسه لشهود جنازتها ، وصلى عليها عمر ، ودفنت بالبقيع . " الاستيعاب " ( 4 / 1912 ) .
ومارية رضي الله عنها من إمائه صلَّى الله عليه وسلَّم ، لا من أزواجه وأمهات المؤمنين هن أزوج النبي صلَّى الله عليه وسلَّم ، قال الله تعالى : ( النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ) الأحزاب/6 .
وقد كان النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أربع إماء ، منهم مارية .
قال ابن القيم :
قال أبو عبيدة : كان له أربع : مارية وهي أم ولده إبراهيم ، وريحانة ، وجارية أخرى جميلة أصابها في بعض السبي ، وجارية وهبتها له زينب بنت جحش .
" زاد المعاد " ( 1 / 114 ) .
وانظر في أزواج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أمهات المؤمنين رضي الله عنهن – جواب السؤال رقم : ( 47072 )
والله أعلم .
إذا كانت كتابية (ارثوذوكسية اوكاثوليكية) تكون معمدة منذ الصغر، فلا تحتاج لأن تتعمد وهي كبيرة (بخلاف بعض الطوائف الانجيلية)
هل هو مسلم كافر ام زانٍ ام كلاهما الذي يتزوج من مسيحية ويتركها تبث العقيدة المسيحية في عقول أولادها؟ وهل يدخل الجنة؟
عزيزي ..
ببساطة الآية تقول :اليوم أحل لكم الطيبات و .....
طعام الذين أوتوا الكتاب وبما أن الخنزير من طعام الذين أوتوا الكتاب (النصارى)
إذن الخنزير حلال لأنه من طعام الذين أوتوا الكتاب (النصارى) !
فالمشكلة يا عزيزي ليست في "الطيبات" ، ولكن في طعام أهل الكتاب ، فلا تحاول التغاضي عن هذه النقطة بالتركيز على كلمة "الطيبات".
والشيء بالشيء يذكر : هل قول القرآن " اليوم أحل لكم الطيبات .. " يعني أن قبل نزول الآية كانت الخبائث هي المُحللة؟
إليك من أين أتيت بأن المشرك مخير بين الإسلام والقتل ...
http://www.islamweb.net/newlibrary/d..._no=15&ID=6561
حيث ورد في المغني لموفق الدين عبد الله بن أحمد بن قدامة في كتاب الجزية » مسألة قبول الجزية من كل كافر :
( 7642 ) مسألة قال : ( ومن سواهم ، فالإسلام أو القتل ) يعني من سوى اليهود والنصارى والمجوس لا تقبل منهم الجزية ، ولا يقرون بها ، ولا يقبل منهم إلا الإسلام ، فإن لم يسلموا قتلوا ، هذا ظاهر مذهب أحمد ، وروى عنه الحسن بن ثواب ، أنها تقبل من جميع الكفار ، إلا عبدة الأوثان من العرب ، لأن حديث بريدة يدل بعمومه على قبول الجزية من كل كافر ، إلا أنه خرج منه عبدة الأوثان من العرب ، لتغلظ كفرهم من وجهين ، أحدهما ، دينهم ، والثاني ، كونهم من رهط النبي صلى الله عليه وسلم .
وقال الشافعي : لا تقبل إلا من أهل الكتاب والمجوس ، لكن في أهل الكتب غير اليهود والنصارى ، مثل أهل صحف إبراهيم وشيث وزبور داود ومن تمسك بدين آدم وإدريس وجهان ، أحدهما ، يقرون بالجزية ، لأنهم من أهل الكتاب ، فأشبهوا اليهود والنصارى .
وقال أبو حنيفة : تقبل من جميع الكفار إلا العرب ، لأنهم رهط النبي صلى الله عليه وسلم فلا يقرون على غير دينه ، وغيرهم يقر بالجزية ، لأنه يقر بالاسترقاق ، فأقروا بالجزية ، كالمجوس ، وعن مالك أنها تقبل من جميعهم إلا مشركي قريش لأنهم ارتدوا وعن الأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز ، أنها تقبل من جميعهم .
وهو قول عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، لحديث بريدة ، ولأنه كافر ، فيقر بالجزية ، كأهل الكتاب ولنا ، قول الله تعالى : { فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم } وقول النبي صلى الله عليه وسلم { : أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله . فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها } .
وهذا عام خص منه أهل الكتاب بالآية ، والمجوس بقول النبي صلى الله عليه وسلم { : سنوا بهم سنة أهل الكتاب } . فمن عداهم من الكفار يبقى على قضية العموم ، وقد بينا أن أهل الصحف من غير أهل الكتاب المراد بالآية فيما تقدم .
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات