السلام عليكم يا أخوة
أنا أعتذر لكم والله بقالي مدة كبيــــــــــرة منقطع عن النت
إلتحقت بكلية أداب-لغة عبرية خارج مدينتي وكان على أن أقيم العام السابق كله في محافظة أخرى، أعذروني
أعتقد إنه من المؤكد أن النقاش في هذا الموضوع مغلق من فترة ولكن أريد أن أكتب بعض الإيضاحات لعل هناك من يستفيد:
اللغة العبرية إنقسمت في العصر الحديث إلى لغة عبرية قديمة وهي لغة العهد القديم ولغة عبرية حديثة وهي لغة إسرائيل حالياً والإختلافات بينهم كبيرة إلى حد مما يدفع بعض العلماء لتصنيفهم كلغتين منفصلتين، لذلك إن من يعرف العبرية الحديثة عن طريقة المعاشرة أو المخالطة للمجتمع الإسرائيلي لا يصلح إطلاقاً لتفسير كلمة واحدة من التناخ (الأسم اليهودي للعهد القديم) فما بالك بجهلة الإنترنت أمثال النصارى؟
إن لغة التناخ العبرية شأنها كلغة القرءان العربية، لغة أصبحت تاريخية أثرية دراستها تحتاج جهد كبير ومشقة ومراجعة للأصول السامية كما أن عبرية التناخ بالذات تحتاج لدراسة عدة لغات ولهجات سامية قديمة بجانبها مثل الأرامية والمؤابية والكنعانية حتى تفسر الكلمة.
مبدء تطور المعاني: معاني الكلمات في اللغات السامية التاريخية تتطور بتتطور الزمان من القديم للحديث
كمثال على هذا في العربية: كلمة "سيارة" هي كلمة عربية فصحى قديمة ولكنها لم تكن تعني المعنى المألوف حالياً حول ال"عربية" أو car ولكن ذلك المعنى إكتسبته الكلمة في العصر الحديث
مثال أكثر تاريخية وهي كلمة "دولة" وكلنا يعرف إنها كلمة قديمة جداً ترجع لبدايات الممالك الإسلامية مثل "دولة الأمويين" وغيرة ولكن في الحقيقة فأن هذا معنى إكتسبته الكلمة لاحقاً والمعنى الأصلي لكلمة "دولة" هو تغير أو تغيير إتجاه وكانت تشير لثورات القبائل أو تغيرهم من شئ لشئ والعبرية بالطبع بها نفس الظاهرة اللغوية ولكنني لا أريد أن أعطي أمثلة وسأكتفي بكلمة "عبد" التي بين أيدينا
ولكن يجب أن تتذكروا أن هناك معاني أصلية للكلمات ومعاني مكتسبة
الأن كلمة عِفِد עבד (وهذا هو النطق الصحيح بالمناسبة) وهي تنطق مكسورة مائلة وليست بسكون وفتح كالعربية وهي مصدرها לעבוד لعفود أو أن يعمل وهي كلمة سامية أصيلة موجودة في تقريباً كـــــــل اللغات السامية فبالأرامية السريانية مثلاً عبدا ، أو عفدا (الكلمات في السريانية غالباً ما تكون مطابقة للعربية ولكن تنتهي بألف مثل كلمة "مشيح" بالأرامية السريانية "مشيحا") وكلمة عفد أو عبد أو عبدا تتكون من الثلاث صوامت (عين - باء- دالت) ويتم تغيير الحركات من فتح وكسر للغة لأخرى كعادة باقي الكلمات السامية Vowels والكلمة في ساميتها أصلاً تحتمل معنى واحد وهو كلمة :عبد واكنت دائماً تشار لعلاقة الإنسان بالإله المعبود في منطقته أو في قبيلتة أو تشير أيضاً إلى العبيد البشر وليس الخدام أي الذين على الأغلب يكونوا أسرى يتم إستعبادهم تماماً وليس مجرد عملهم كخدام والمعنى الثاني هو معنى مكتسب من مفهوم المعنى الأول أي أن أصل الكلمة هو عبد للإله، وكما قلنا فعلى حسب عبرية التناخ القديمة تصير ترجمة عِفِد تلك إلى كلمة عبد بالمفهوم السامي الأصلي وهي تظهر بجلاء في أسفار التوارة ويشوع وغيره مثل جملة "موشيه عِفِدي مِت" أو "موسى عبدي مات" والغريبة أن اليهود يتفاخرون بإطلاق كلمة "عبد" على سيدنا موسى ويقولون عليه "عبد الله" ولكنهم لا يقبلون إطلاقها على أنفسهم ويفضلون أسماء مثل "أسد الله" "صديق الله" "حمامة الله" وتلك ترجمة الأسماء العبرية التي تجري على منوال "أريئيل" "خليئيل=خليل" "يوناتإيل" وغيره لذلك فإن كلمة عِفِد التي يذكرها سفر إشعياء يجب أن تكون لها دراسة مخصصة حيث أن التناخ لا يطلق كلمة "عبد الله" على أي شخص بل أشخاص عظامء من الطراز الموسوي.
وبعد ذلك بطبيعة الحال إكتسبت كلمة عِفِد عدة معاني أخرى تماماً كما جرى لمعظم الكلمات في العربية أيضاً وتلك هي سنة التطور اللغوي فأصبح المصدر לעבוד أيضاً لا يعني فقط أن يعبد بل وأيضاً أن يعمل وأصبحت كلمة وظيفة بالعبرية عفوداه עבודה وهي تعني وظيفة أو عمل ومهي الكلمة المستخدمة الأن رسمياً في إسرائيل
وقبل ذلك أخذت الكلمة معنى الخادم ولكنها أبقت على معناها الأصلي "عبد" بمعنى العبادة للإله وفي القاموس البابليوني تقابل بـ worship وهي تعني عبادة إله وليس حتى عبودية بشرية وأسم الفاعل منها أصبح يكتب له حوالي ثماني كلمات (في مقابلة الإنجليزي) خمسة منها بمعنى "عبد"
أتمنى أن أكون أفدتكم حول كيفية إستخراج المعاني من العبرية القديمة الخاصة بالعهد القديم، كنت أتمنى أن أدخل لأفيدكم بالمزيد من دراساتي التوراتية التي أثق بإنها كانت لتفيدكم إفادات علمية كبيرة ولكن للأسف أنا مشغول جداً حالياً كما أن تم سحب خط النت لدي واصبحت أتعامل بالتليفون مرة أخرى وكذلك سأغادر في شهر تسعة القادم لبدء العام الدراسي الجديد في الكلية ولكن أدعو الله أن يجد لي سبيلاً أخدمكم به