أول معجزاته في الإنجيل وأول معجزاته في القرآن الكريم :
إن أول معجزة ينسبها إنجيل يوحنا إلى المسيح عليه السلام هي تحويل المسيح الماء إلى
خمر أثناء عرسٍ في بلدة اسمها " قانا الجليل " وذلك في قصة تتصدر الأصحاح الثاني من
إنجيل يوحنا : " فلما ذاق رئيس المتكأ الماء المتحول خمراً ولم يكن يعلم من أين هي ولكن الخُدام كانوا يعرفون قال رئيس المتكأ قولته المخاتلة ( يوحنا 9:2)
ومن المدهش أن إنجيل يوحنا ينص صراحة على أن تحويل المسيح الماء إلى خمر هو أول معجزات
المسيح عليه السلام إذ يقول بالحرف الواحد : " هذه بداية الآيات فعلها يسوع في قانا الجليل وأظهر مجده فآمن به تلاميذه يوحنا 11:2
ألم يكن يوحنا " اليوناني " الذي صاغ الإنجيل الرابع مستمداً معلوماته فيما يتعلق بسيرة حياة المسيح من " الشيخ يوحنا بن زبدي " ،
يعيش بمدينة إفسس التي انتهى إليها المطاف " الشيخ يوحنا بن زبدي " ؟ ولقد كانت مدينة
إفسس هذه معروفة بأنها مدينة الخمر والعهر . كانت مدينة إفسس " مدينة رومانية حرة " . (
المطلعون على تاريخ الدولة الرومانية يعرفون جيداً معنى " المدينة الرومانية الحرة " . وليس
من الغريب إذاً أن " يوحنا اليوناني " الذي أوكلوا إليه صياغة " إنجيل " باللغة اليو نانية يصرح
بألوهية المسيح ، قد صرح أول ما صرح بإباحة الخمر إذ جعل المسيح يحول الماء خمراً ،
وجعل أم المسيح تسقي بنفسها الناس خمراً . وصرح ثاني ما صرح بإطلاق سراح الزانية المتلبسة بالزنى دون عقاب ، وإن لم يستطع أن يصرح بنص صريح واضح بألوهية المسيح
كما كانوا قد طلبوا منه ! .
هذا ، ونجد أن أول معجزة ينسبها القرآن الكريم إلى المسيح عليه السلام هي دفاع
المسيح عن أمه ودفعه افتراء قومها عليها واتهامهم لها بما لم يحدث منها ، ذلك ، وهو ، عليه
السلام ، لا يزال طفلاً رضيعاً في مهده في الأسبوع الأول لمولده عليه السلا م ! ويصور
القرآن الكريم هذه المعجزة الكبرى كأول معجزة من معجزات المسيح عليه السلام إذ يقول الله
سبحانه في القرآن الكريم ، وإن هذا لهو القصص الحق ، يقول الله سبحانه وتعالى
فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً*يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً*فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً*قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً*وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً*وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً*وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّا*ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ*مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ*وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ [مريم 27: 36]
المفضلات