بسم الله الرحمن الرحيم
***********************

سقف العالم".. رد فني على الرسوم المسيئة




بدأ المخرج السوري، نجدت إسماعيل أنزور، العمل على مسلسل جديد يرد به على الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم من خلال سرد قصة رحالة عربي زار الدول الإسكندنافية منذ ألف عام؛ وذلك للتذكير بفضل الحضارة الإسلامية على تلك الدول التي بدأت الرسوم المسيئة في إحداها، وهي الدانمارك.

وقال أنزور لوكالة رويترز للأنباء السبت 28-10-2006: إن مسلسل "سقف العالم" يستوحي عنوانه من التسمية التي أطلقها الرحالة العربي أحمد بن فضلان على البلاد الإسكندنافية، ويعتمد على تصوير مغامراته، ورصد مناحي عيش وتفاصيل حياة الإسكندنافيين في تلك الفترة.

واستطرد: "نقصد من العنوان إظهار المفارقة؛ حيث يتحدث المسلسل عن زمن وصلت فيه الدولة العربية إلى سقف العالم بالعلم والثقافة، وكان سكان سقف العالم في أدنى مستويات التخلف والانحطاط".
وعن الهدف من المسلسل قال أنزور: إنه "رد حضاري موثق بلغة الفن الراقية على تطاولات بعض الدانماركيين على مقدسات المسلمين، ومحاولاتهم الإساءة إلى النبي العربي.. إنه رسالة لكل من الدانماركيين إلى جانب العرب والمسلمين ليتذكروا كيف كانوا قبل 1000 عام، وكيف كانت بغداد عاصمة العالم (عاصمة الإمبراطورية العباسية)".





وابن فضلان، الذي عاش في القرن العاشر الميلادي، من رواد أدب الرحلة العربية، وكتب بالتفصيل عن البلاد التي زارها وشعوبها.

وقال الكاتب السوري حسن يوسف: إن كتابات ابن فضلان فقدت باللغة العربية، ولولا جهود أحد المستشرقين النرويجيين وكاتب أمريكي لما أعيد اكتشافها.

ويعتمد مسلسل أنزور الجديد على رواية "أكلة الموتى" للكاتب الأمريكي مايكل كريتشتون التي تصف رحلة ابن فضلان التي أوفده فيها الخليفة المقتدر بالله من بغداد إلى أواسط آسيا، فبلاد بلغار الفولجا وصولا إلى الأراضي الروسية حتى حطت رحلته في شبه جزيرة إسكندنافيا ليعيش مع الشماليين "الإسكندنافيين" ويشاركهم في معاركهم.

وتشير مصادر تاريخية إلى أن ابن فضلان نشر في بلاد إسكندنافيا قيمًا حضارية وسلوكية لم يكن يسمع عنها أهلها؛ نظرًا لهمجيتهم وتوحشهم في هذه الفترة، حتى إن من بينهم يظهر "آكلو لحوم الموتى".

رواية "أكلة الموتى" صورت قبل عدة سنين كفيلم روائي باسم "المحارب الثالث عشر"؛ حيث قام الممثل الأسباني أنطونيو بانديراس بدور ابن فضلان فيها.






أزمة الرسوم بدأت مع نشر صحيفة "يولاندز بوستن" الدانماركية في سبتمبر 2005، 12 رسما كاريكاتيريا مسيئا للنبي الكريم، ثم أعادت عدة صحف أوروبية نشرها تحت دعوى حرية التعبير والتضامن مع الصحيفة الدانماركية.

ورفضت الحكومة الدانماركية والصحيفة الاعتذار عن نشر الرسوم، وشددا على حق الدانماركيين في التعبير عن آرائهم.

وتسببت مقاطعة ملايين المسلمين لمنتجات الألبان الدانماركية في تراجع صادرات هذه المنتجات بنسبة 85% خلال فبراير 2006.

ودعت عدة شخصيات ومنظمات إسلامية حول العالم المحتجين على الرسوم المسيئة إلى "غضب عاقل" وعدم اللجوء للعنف؛ وذلك بعد مقتل أكثر من 50 شخصا في آسيا وإفريقيا والشرق الأوسط خلال عاصفة الاحتجاجات التي اجتاحت جميع أنحاء العالم.

وبعد نحو عام على نشر تلك الرسوم عرض التلفزيون الحكومي الدانماركي شريطا مصورا لأحد الهواة يظهر شبانا من أعضاء حزب "الشعب" الدانماركي - حليف الائتلاف الحاكم- يشاركون في مسابقة لرسم صور مسيئة للنبي محمد.

وأدان زعماء الأقلية المسلمة في الدانمارك ما جاء في هذا الشريط، لكنهم قالوا إنهم سيلتزمون الحذر، ولن ينجروا لاتخاذ إجراء متسرع بالنظر إلى مشكلات سابقة، معتبرين أن هذه الحادثة "فعل صبياني".