المبحث التاسع (9-5-4) :-الجمل التي وردت فيها كلمة (بين الأمم) لم تكن تعنى الأمميين ولكن كان يقصد اليهود فى الأمم


1-الكرازة لبنى اسرائيل فى جميع الأمم


فمثلا نقرأ فى الاصحاح الأول وهو يقول :-
1 :5 الذي به لاجل اسمه قبلنا نعمة و رسالة لاطاعة الايمان في جميع الامم

لم يكن يقصد بجملة (فى جميع الأمم) أنه يكرز للأمميين ولكن كان يقصد أنه يكرز لليهود المشتتين فى جميع الأمم أي اليهود من كل أمة

فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-
2 :5 و كان يهود رجال اتقياء من كل امة تحت السماء ساكنين في اورشليم

يهود من كل أمة = يهود فى جميع الأمم = الكرازة بالايمان فى جميع الأمم لليهود

ونفس الأمر فى الاصحاح الأول من رسالة رومية حيث نقرأ :-
1 :5 الذي به لاجل اسمه قبلنا نعمة و رسالة لاطاعة الايمان في جميع الامم

الكلمة اليونانية والتي تم ترجمتها (فى ) هي (ἐν)
وهى تأتى بمعنى (بين )
أي أن النص هو (بين جميع الأمم) أي كان الايمان خاص لفئة معينة بين الأمم
ويتضح من باقي الرسالة أن يتكلم عن بنى اسرائيل

فنقرأ هذا النص من سفر أعمال الرسل :-
21 :21 و قد اخبروا عنك انك تعلم (( جميع اليهود الذين بين الامم )) الارتداد عن موسى قائلا ان لا يختنوا اولادهم و لا يسلكوا حسب العوائد

والذى يؤكد على ذلك هو هذا النص من نفس الرسالة :-
2 :23 الذي تفتخر بالناموس ابتعدي الناموس تهين الله
2 :24 لان اسم الله يجدف عليه بسببكم (( بين الامم )) كما هو مكتوب

من الواضح جدا أنه يتكلم على اليهود الذين يفتخرون بالناموس ثم يقول لهم أنه يتم التجديف على اسم الله بسببهم ((بين الأمم))
وهذا يؤكد أنه كان يقصد التبشير لليهود بين الأمم ولم يكن يقصد الأمميين


2- الكرازة لبنى اسرائيل فى سائر الأمم


عندما يقول :-
1 :13 ثم لست اريد ان تجهلوا ايها الاخوة انني مرارا كثيرة قصدت ان اتي اليكم و منعت حتى الان ليكون لي ثمر فيكم ايضا كما في سائر الامم

أي يريد أن يبشر بينهم كما بشر فى سائر الأمم بين اليهود

أما بالنسبة الى النص التالي له هو :-
1 :14 اني مديون لليونانيين و البرابرة للحكماء و الجهلاء

ان كلمة البرابرة دخيلة على النص لأن ببساطة شديدة نجده عندما يتكلم عن الخلاص بعد ذلك لا يستخدم كلمة البرابرة ولكنه يذكر فقط اليهود واليونانيين

فنقرأ :-
1 :16 لاني لست استحي بانجيل المسيح لانه قوة الله للخلاص لكل من يؤمن لليهودي اولا ثم لليوناني

أين البرابرة هنا ؟؟؟!!!!!!!!!!!
لا نجدهم
فهو يذكر اليهودي واليوناني فقط
فان كان بالفعل كاتب الرسالة مدين للبرابرة فكان سيقول فى العدد 16 (لكل من يؤمن لليهودي أولا ثم اليوناني والبربري )
ولكنه لم يفعل ذلك لأن كلمة البرابرة دخيلة على النص
هذا بالاضافة الى أننا نجد فى سفر أعمال الرسل الاصحاح 28 أن بولس يقابل البرابرة عن غير قصد منه و فى نفس الوقت لا يكرز بينهم ولا ينشئ كنيسة عندهم مطلقا

ولم تخبرنا أبدا تلك النصوص أن بولس دعاهم الى العبادة الصحيحة ولا أنهم أمنوا وقبلوا الكلمة
بل العكس فما أخبرتنا به النصوص أن هؤلاء البرابرة ظنوا أن بولس اله (أعمال 28 :6)
ومع ذلك لم يحاول بولس أن يصحح لهم هذا الفهم ويخبرهم أنه ليس اله وانما هو انسان
فهو لم يفعل معهم ما فعله فى لسترة عندما صحح مفاهيمهم (أعمال 14 :11 الى 14 :15)