منقول

للشاعر سعد الياسري
" 1 "



ببراءةٍ ..أو فلنقُل :
ببراعةِ العُصفورِ تجفلُ طفلتي !
بفداحةٍ ..
كالحزنِ تنخرني .. فأخبو .. !
بجدارةٍ ..
كالبحرِ تُغرق لذَّةَ المجداف في صخبِ العُبَابْ!
وتلوكُ في نزقٍ أفانين الترجّي ..
تركلُ الأحلامَ كي يغفو القلقْ !



" 2 "

قالتْ :

- أكنتمْ .... ؟

ثم عمَّ الصمتُ لمّا أكملتْ بوحاً يؤطرهُ سؤالٌ كم خشيتُ بأن تعاندَهُ الإجابةْ .. !

فانبرى نَهمُ التذكُّرِ مفصحاً :

- كنا إلى جسدِ التمنّي نستريحُ ..
ونبعثُ الأحلامَ بالأشعارِ نرقبها لكي تنمو فننمو في مساحتها..
وننسى وصمَ واقعنا الملطخ بالكآبةْ !
كنا نلوّن وجهَ شيخٍ بالطفولةِ كي نغني في المساء بلا أنينْ .. !
كنا نسابقُ لهفةَ الصفصافِ للجرفِ الموشى بالنخيلِ ..
وبالعذراى يستبحنَ الماءَ في عَرضِ الفرات لغسل صحنٍ أو ممارسة الطُقُوسْ !
كنا القوافل .. والأدلة والمَتاعْ ..
كنا الصحارى ذاتَ تيّهْ !
كنا نبعثرنا إذا مرّتْ علينا الريحُ عاتيةً يؤججها الشَغبْ !
كنا كثيراً ما نمر على الدروبِ بشهوة الآثارِ نتبعُنا ..
و كنا ثم كنا .. غير أنّا ..
لم نكن إلا بيادق رقعة الشطرنج تنقصنا المَشيئةْ !



" 3 "


ملغومةُ الأرجاء تلكَ الجمجمةْ ..
الآنَ أذكرُ جيداً ..
في بادِئ التكوين كنتُ !!
أرسيتُ للحبِّ الدعائمَ مُسرفاً في نحرِ أمزجةِ الزللْ !
بيدينِ عاريتينِ إلا من غَواية شاعرٍ ..
أثَّثتُ رعشةَ نبضها .. !
أنشأتُ خارطة الجسدْ ..
أشعلتُ قنديلَ الجنونْ .. !
ومضيتُ أركضُ .. ثم أركضُ ..
كانتْ الأحلام أكبر من مدى المعقول و التحقيق دوماً كلما آمنتُ أن يَسِيرها يكفي لأبعثهُ وطنْ .. !
وبقيتُ أجتر الدعاءَ متمتماً.. حتى تخثّرَ صوتُ حنجرتي ..
تلاشتْ في أسارير الحبيبة صرختي ..
ففقأتُ عيني وارتضى قلبي البصيرة منهجاً كي لا أراني في عَبثْ !




" خَاتِمَةْ "

( نَفِدَ التذكُّرُ - ويْلتي - .. !
لا حلمَ بعد اليومَ فاهنأ لائمي ..
لا مُرتَجى ..
لا مُتَّكأ !! )