﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45)﴾


لو أردنا أن نضغط الدين كله في كلمتين لقلت :

حسن علاقة مع الحق وحسن علاقة مع الخلق .

حسن العلاقة مع الحق هي الصلاة ،

الفرض المتكرر الذي لا يسقط بحال ،

الصلاة من أجل أن تنعقد لك صلة مع الله ،

والصيام من أجل أن تنعقد لك صلة مع الله ،

والزكاة من أجل أن تنعقد لك صلة مع الله ،

والحج من أجل أن تنعقد لك صلة مع الله ،

والعبادات التعاملية كلها من أجل أن تنعقد لك صلة مع الله ،

هو الأول والآخر والظاهر والباطن ،

فكل شيء يقربك إلى الله هو الحق ،

وكل شيء يبعدك عنه هو الباطل .



الصلاة من أعظم أركان الدين العملية ،

لكن الخشوع فيها من المطالب الشرعية ،

والشيطان ـ لعنه الله ـ ذكر الله عنه :


﴿ ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17)﴾
(سورة الأعراف)


وكأن الشيطان همه الأول إفساد صلاة المؤمن عن طريق الوسوسة ،
وعن طريق إلغاء الخشوع فيها




الحقيقة أن الله سبحانه وتعالى حينما قال :


﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1)الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2)﴾
(سورة المؤمنون )


فالخشوع في الصلاة من لوازمها ،

ويرى بعض العلماء أن قوله تعالى :


﴿ وقوموا لله قانتين﴾
(سورة البقرة)


فمن القنوت الركوع ، والخشوع ، وغض البصر ، وخفض الجناح من رهبة الله عز وجل .

لكن الخشوع محله القلب ،

ونتائجه على الجوارح ،

فإذا فسد خشوع المرء بالغفلة ، والوساوس ، فسدت عبودية الأعضاء ، والجوارح ،

فإن القلب كالملك، والأعضاء كالجنود ،

به يأتمرون ، وعن أمره يصدرون ،

فإذا عزل الملك وتعطل بفقد القلب لعبوديته ضاعت الرهبة وهي الجوارح ،

ولو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه هكذا ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم .



أولى فوائد الخشوع في الصلاة أنه يخفف أمر الصلاة ،

ويجعلها محببة ، لطيفة ، مقبولة ، مشتاقاً إليها ،

والدليل قول الله عز وجل :


﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45)﴾


تفسير النابلسى

-----------------