قال الامام الشعراوي رحمه الله نعرف انه لايصح ان يفتن أحد في المعجزة التي جاءت بعيسى عليه السلام أو في احيائه الموتى باذن الله و أتباع عيسى عليه السلام يتفقون معنا أن الله سبحانه وتعالى غيب و لكنهم يختلفون معنا فيقولون ان الله أراد أن يؤنس البشر بصورة يتجلى لهم فيها بشرا فجاء بعيسى عليه السلام ليتحقق لهم ذلك الأنس .

و نقول لهم :سنبحث هذه المسألة بدون حساسية و بدون عصبية بل بالعقل و نسأل هل خلق الله عيسى ليعطي صورة للاله؟
ان عيسى كان طفلا ثم كبر فأي صورة من الصور المرحلية كانت تمثل الله؟
ان كانت صورة طفل فهل هي صورة الله؟و ان كانت صورة كهل فهل هي صورة الله؟ان لله صورة واحدة لا نراها و لا نعرف كنهها فهو سبحانه ((ليس كمثله شيء))
فأي صورة من الصور التي تقولون: انها صورة الله؟
و ان كان الله على كل هذه الصور فمعنى ذلك أن لله أغيارا فهوسبحانه منزه عن ذلك.ولو كان على صورة واحدة لقلنا: أنه الثبات و الأمر كذلك هو الحق سبحانه الذي لا يتغير انهم يقولون: ان الله أراد أن يجعل صورته في بشر ليؤنس الناس بالاله فتمثل في عيسى .

ولنا أن نسأل كم استغرق وجود عيسى على الارض؟والاجابة ثلاثين عاما أو يزيد قليلا.وهكذا تكون معرفة الناس بالصورةالالهية محدودة بهذه السنوات الثلاثين الثلاثين طبقا لتصوركم.
و لابد أن نسأل ما عمر الخلق البشري كله؟ملايين السنين. فهل ترك الله خلق السابقين الأولين بدون أن يبدي لهم صورته ثم ترك خلقه الآخرين بعد وفاته_ أي تمام مهمته_ ورفعه دون أن يعطيهم صورة له؟
ان هذا تصور للاله ظالم و سبحانه و تنعالى منزه عن الشرك و الظلم فلا يعقل أن يضن بصورته فلا يبقيها الا ثلاثين عاما؟ان هذا القول لا يقبله عقل يثق في عدالة الله المطلقة.

ثم انهم يقولون ان عيسى عليه السلام قد صلب و هم معذورون و الحق سبحانه و تعالى عذرهم فأورد التاريخ الحق العادل حين يقول:
((وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما)) النساء :157
لقد جعل الله لهم عذرا في أن يقولوا: انه قتل أو صلب لانه شبه لهم و كان من المعقول أن يلتمسوا من الاسلام حلا اهذه المشكلة:
لأن الاسلام جاء ليقول :لا لقد شبه لكم فما قتلوه و ما صلبوه لأن هذا الفعل ينفي فكرة أنه اله أو ابن اله اذن لكانت لديه القدرة التي تغلب الصالب فكيف يعقل أن يكون اله أو ابن الاله مقدورا عليه من مخلوق؟و الاسلام عندما يقول أن ان عيسى ابن مريم لم يصلب فقد كرمه الله وهكذا ترى أن الاسلام جاء ليصفي العقائد كلها من عيوب التحريف التي قام بها المتبعون لتلك الأديان. انتهى كلام الامام الشعراوي رحمه الله من كتاب قصص الأنبياء.

التعقيب على بعض النقاط التي تقال في للدفاع:
يقولون عن مسئلة التثليث انها لا تعارض وحدانية الاله و يقولون مثال الشمس واحدة و لها ضوء و حرارة و غازات قلنا نعم هذه خصائص لشيء واحد كما نقول فلان ذكي و أبيض البشرة و قصير القامة لكن لا يصح أن أقول فلان هو ثلاثة أشخاص أحمد و محمود و ابراهيم و في اللغة الانجليزية فارق دقيق في هذه المثال فنقول سمات الشيء أو الشخصية تسمى characteristics
لكن الشخصيات تسمى characters فتأمل ايهما يمكن تعده للواحد.
كذلك يقال أن صلب المسيح كان بغرض أن يكفر عن البشريةآثامها فلنفرض أن أب له سبع أبناء كلهم لا يطيعه و يخالف أمره الاواحد صالح فقررالأب عقاب هذا الابن لتكفير أخطاء بقية ابنائه فهل هذا التصرف يصدر عن عاقل أو عادل فما بالك أن يصدر عن الله حاشاه عز وجل فصوت الفطرة يجد في ذلك حقا و صوت المكابرة يكابر و ان احس الشخص بعدم الاقتناع في داخله.