الدكتور قواسمية
باحث متخصص

بداية , أنا أسمي رامي , وهذا الحساب ليس حسابي الشخصي , بل هو لصديقي , وقد اخذت الأذن منه
لأفتح حوارا بخصوص مراحل خلق الجنين المذكورة في الكتاب المقدس والقرأن الكريم
يقول المسلمون أن القرأن قد وصف بدقة مراحل خلق الجنين , حيث وصف القرأن بأن العظم يبدأ بالتكون قبل اللحم
, وما أثبته العلم اليوم , هو أن اللحم يتكون قبل العظم , وهذا ما وصفه الكتاب المقدس بدقة في سفر أيوب
حيث يخبرنا الكتاب المقدس في سفر ايوب
جاء في سفر ايوب 10عدد 8-13 : اذكر انك جبلتني كالطين.أفتعيدني الى التراب. (10) ألم تصبّني كاللبن وخثّرتني كالجبن. (11) كسوتني جلدا ولحما فنسجتني بعظام وعصب. (12) منحتني حياة ورحمة وحفظت عنايتك روحي. (13)

فكيف يكون كلام القرأن صحيحا ودقيقا وهو مخالف لما أثبته العلم اليوم ؟!


بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين

لقد انحصر النقاش في النقطة التالية : هل اللحم الذي تحدثت عنه الآية هو "اللحم مطلقا " أم " العضلات"

وجوابنا ولله الحمد
الآية القرآنية تقول " فكسونا العظام لحما " ...ما هو اللحم الكاسي للعظام أيها المستمع ...هل هو مصارين ...هل هو طحال ...هل هو كبد مثلا
طبعا لا... اللحم الكاسي للعظام هو العضلات وهذا هو اسمه العلمي ولا يعقل أن تكسى العظام بالمصارين أو الطحال أو الكبد

ومن جهة أخرى فان العظام تتخلق بعد مرحلة المضغة والمضغة عند أهل التفسير "قطعة من اللحم الممضوغ "
وفي مرحلة المضغة يكون الجنين-حسب فهم المفسرين - عبارة قطعة لحمية رخوة تحتوي على نتوءات تشبه مضغ الأسنان
أما علميا فالمضغة تحتوي على ثلاث طبقات والطبقة الجنينية المتوسطة أي الميزودرمmesoderme هي التي تحتوي العديد من السومايتات somites التي ستتمايز مستقبلا الى العظام skeletone والعضلات myotone
فهناك لحم قبل مرحلة تشكل العظام فسقط ادعاء أن كسوة العظام باللحم معناها اللحم مطلقا.
أنظر فهم المفسرين للآية
قال الإمام الألوسي -رحمه الله- في كتابه روح المعاني في تفسير هذه الآية :
" فخلقنا المضغة : غالبها ومعظمها أو كلها عظاما صغارا ، وعظاما حسبما تقتضيه الحكمة ، وذلك التصيير بالتصليب لما يراد جعله عظاما من المضغة وهذا أيضا تصيير بحسب الوصف ... وذلك اللحم يحتمل أن يكون من لحم المضغة بأن لم تجعل كلها عظاما بل بعضها ويبقى البعض فيمد على العظام حتى يسترها ""

الخلاصة
القرينة القرآنية على أن الآية تتحدث عن تشكل الكساء العضلي للعظام هو أن
1اللحم الكاسي للعظام يسمى علميا عضلات ولا نعرف له اسما آخر
وبالتالي فاللحم الكاسي للعظام ليس سوى العضلات الارادية وليس اللحم مطلقا
2ناهيك أن المضغة في حد ذاتها ليست سوى "قطعة لحم ممضوغ"
وهذا يثبت أن هناك لحم قبل مرحلة العظام وأن كسوة العظام ليست سوى العضلات الارادية وليس اللحم مطلقا.
وعليه فمن فهم من قوله تعالى " فكسونا العظام لحما" اللحم مطلقا فقد جانب الصواب.
ملاحظة هامة يجب أن تناقش أيضا عقيدتك المسيحية وأدلتنا على صدق رسالة النبي محمد عليه الصلاة والسلام
في موضوع جديد مستقل.
فلدينا أدلة ثبوتية موضوعية يمكن للعقل الحكم عليها بشكل حر وصادق
وأعلم أننا نؤمن بالمسيح عليه السلام وهو مجيد عندنا وأمه صديقة و أنها خير نساء العالمين
وأننا نؤمن بأن المسيح ولد ميلادا معجزا وأنه كلمة الله ألقاها الى مريم البتول عليها السلام
قال تعالى "وَإِذْ قَالَتْ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ" قرآن كريم
قال تعالى "إِذْ قَالَتْ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنْ الْمُقَرَّبِينَ (45) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلا وَمِنْ الصَّالِحِينَ (46) قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) آل عمران /45-47