الملحد و استنكاره خلود الكفار في النار
د.ربيع أحمد









الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين وعلى أصحابه الغر الميامين ، و على من أتبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد :

فقد انتشر في عصرنا مرض الإلحاد ، وهو أحد الأمراض الفكرية الفتاكة إذ يفتك بالإيمان و يعمي الحواس عن أدلة وجود الخالق الرحمن ،و تجد المريض يجادل في البديهيات و يجمع بين النقيضين ويفرق بين المتماثلين ،ويجعل من الظن علما و من العلم جهلا و من الحق باطلا و من الباطل حقا .

ومن عوامل انتشار هذا المرض الجهل بالدين و ضعف العقيدة واليقين والاسترسال في الوساوس الكفرية والسماع والقراءة لشبهات أهل الإلحاد دون أن يكون لدى الإنسان علم شرعي مؤصل .

وشبهات أهل الإلحاد ما هي إلا أقوال بلا دليل وادعاءات بلا مستند ،ورغم ضعفها و بطلانها إلا أنها قد تؤثر في بعض المسلمين لقلة العلم وازدياد الجهل بالدين ولذلك كان لابد من كشف شبهات ومغالطات ودعاوي أهل الإلحاد شبهة تلو الأخرى و مغالطة تلو المغالطة ودعوى تلو الدعوى حتى لا ينخدع أحد بكلامهم وشبههم .

و في هذا المقال سنتناول بإذن الله استنكار الملاحدة خلود الكفار في النار فيدعي الملاحدة أن عقاب الكافر بالخلود في النار ليس من العدل و الإنصاف في شيء ، و يعللون ذلك بأن عصيان الكافر كان في مدة قليلة جدا لكن الخالق جعل عذابه يستمر إلى ما لا نهاية مع أنّ مقتضى العدل أن يعذب بقدر ما عصى ،و يسأل الملاحدة : لماذا هذا العقاب العظيم الأبدي أمام هذا الجرم الصغير المحدود ؟ ،و يقول أحدهم : خلود الكافر في النار - رغم أن كفره كان مدة قليلة - كفيل بأن يجعل أي إنسان لا دينيا لو تفكر به بصدق و تعمق ،و كيف يكون العدل أن يخلد الكافر في النار ؛ لأنه عصى الله لمدة قصيرة وهي عمره (60 عاما مثلا)؟