هل طبّق رجال الكنيسة تعاليم المسيح و هل علّموها للنّاس ؟؟؟

[فاطمة كمون]

هل طبّق رجال الكنيسة تعاليم المسيح و هل علّموها للنّاس ؟؟؟

‫ (سلسوسمن علماء القرن الثاني ) : ( ان النصارى بدلوا أناجيلهم ثلاث مرات او اربع مرات , بل ازيد منها تبديلا كأن مضامينها ايضا بدلت ) ( ص26).
إحدى تراجم الكتاب المقدّس: (إنّما جئتكم لأعمل بالتّوراة،و بوصايا الأنبياء قبلي،و ما جئت ناقضا،بل مُتمّما، و لأن تقع السّماء على الأرض أيسرُ عند الله من أن أنقُض شيئا من شريعة موسى، و من نقض شيئا من ذلك يُدعى ناقضا في ملكوت السّماء ).
في التّرجمة العربيّة المشتركة : متّى (5: 17-20) : ( 17 لا تظُنُّوا أنّي جئتُ لأُبطل الشّريعة و تعاليم الأنبياء: ما جئتُ لأُبطل،بل لأُكمّل.18 الحقّ أقول لكم : إلى أن تزول السّماء و الأرض لا يزُولُ حرف واحد أو نُقطة واحدة من الشّريعة حتّى يتمّ كُلُّ شيء. 19 فمن خالف وصيّة من أصغر هذه الوصايا و علّم النّاس أن يعملُوا مثلهُ،عُدّ صغيرا في ملكوت السّماوات،و أمّا من عمل بها و علّمها،فهو يُعدُّ عظيما في ملكوت السّماوات. 20 أقول لكم : إن كانت تقواكم لا تفوقُ تقوى مُعلّمي الشّريعة و الفرّيسيّين،لن تدخُلُوا ملكوت السّماوات ).

اعترف المسيح عليه السّلام أنّه جاء ليعمل بالتّوراة و بوصايا الأنبياء الذين أرسلهم الله قبله ،و لم يأت لينقض شريعة موسى و تعاليم الأنبياء، بل ليس له الحقّ في ذلك ، لأنّ هذا ذنب عظيم لا ينبغي أن يقترفه نبي كريم ، فلأن تقع السّماء على الأرض أيسر و أهون من أن ينقض المسيح شيئا من شريعة موسى. و سمّى المسيح من ينقض شيئا من شريعة موسى و تعاليم الأنبياء "ناقضا" .
فهل سار رجال الكنيسة على منهج المسيح عليه السّلام من العمل بالتّوراة و شريعة موسى و وصايا الأنبياء ؟؟؟ أم أنّهم خالفوا منهج المسيح و اتّخذوا لأنفسهم شريعة أخرى من اختراعهم ،و عهدا جديدا من وحي خيالهم ،و نبذوا التّوراة و شريعة الله وراء ظهورهم و اعتبروها عهدا قديما لا علاقة لهم به ؟؟؟
سأعرض نموذجا من انحياد رجال الكنيسة عن تعاليم المسيح و عدم عملهم بها بل و عملهم بنقيضها تماما ،وهو غسل الأقدام . وهو عمل قام به المسيح -حسب زعم المسيحيّين و حسب ماهو موجود في كتابهم المقدّس – حيث قام بغسل أقدام التّلاميذ عاريا –و حاشا للمسيح الشّريف أن يتعرّى. و لكن ما نجده في طقوس الكنيسة اليوم أنّ القساوسة و غيرهم يقبّلون أقدام بابا الكنيسة و المسيحيّين .
نجد المسيح يغسل أقدام التّلاميذ بينما نجد المسيحيّين يقبّلون أقدام بابا الكنيسة !!! شيء عجيب !!! كيف تتحوّل تعاليم المسيح من النّقيض إلى النّقيض ؟؟؟
المسيح يغسل أقدا التّلاميذ و بابا الكنيسة يستمتع بتقبيل رجال الكنيسة لقدميه !!! بابا الكنيسة أي رجل الدّين المسيحيّ الأوّل يخالف عمل المسيح !!! عوض أن يغسل أقدام القساوسة بنفسه يطلب من القساوسة تقبيل قدميه !!!
* هل جاء بابا الكنيسة و المسيحيّين ليخدم النّاس أم ليخدمه النّاس ؟؟؟!!! إن كان المسيح و هم يعتبرونه إلههم قد قام بغسل أقدام النّاس فكيف يسمح البابا لنفسه بأن يُقبّل النّاس قدميه ؟؟؟!!! هل هو أرفع شأنا من المسيح الرّبّ ؟؟؟!!! هل نصّب نفسه ربّا عوض المسيح ؟؟؟!!!
صدق الله الذي قال عنكم في كتابه الأخير القرآن :
{ اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّـهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَـٰهًا وَاحِدًا لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ }﴿التوبة: 31
و هذا لا يعني أنّ المسيحيّين قالوا أنّ بابا الكنيسة إله و أنّ الرّهبان آلهة ، بل يعني أنّهم أطاعوا رجال الكنيسة عوض أن يطيعوا الله ، و خافوهم أكثر من خوفهم من الله ، و قدّسوهم أكثر من تقديسهم لله ، فبذلك اتّخذوهم أربابا من دون الله .و كذلك اتّخذوا المسيح ربّا من دون الله و عبدوه عوض الله.
*و لماذا يسمّي بابا الكنيسة و المسيحيّين نفسه أبا من الأساس؟؟؟ ألم يقُل المسيح عليه السّلام في متّى 9:23 {و لا تدعُوا لكم أبا على الأرض لأنّ أباكم واحد الذي في السّماوات ،و لا تدعُوا معلّمين لأنّ معلّمكم واحد المسيح} ؟؟؟ ليس هناك أب إلاّ الله الذي في السّماء ، لا يجوز للمسيح أن يُدعى ب"الأب" فكيف يجوز ذلك لقائد الكنيسة الذي يدعى "البابا" ؟؟؟!!!
*و لم يسمع رجال الكنيسة كلام البابا و لا يسمعون كلام المسيح ؟؟؟ هل يخافونه أكثر من المسيح ؟؟؟ هل يعبدونه بدل المسيح ؟؟؟ هل جاء رجال الكنيسة و خدّام الكلمة ليطبّقوا تعاليم المسيح أم تعاليم البشر ؟؟؟ هل جاء رجال الكنيسة و خدّام الكلمة ليطبّقوا تعاليم المسيح أم لينقضوها ؟؟؟!!!
* من أين يأتي رجال الكنيسة بطقوسهم و أسرارهم و تعاليمهم ؟؟؟؟؟؟؟من وصايا الرّب أم من وصايا النّاس ؟؟؟
.... (متى 15: 7-9 (7يَا مُرَاؤُونَ! حَسَناً تَنَبَّأَ عَنْكُمْ إِشَعْيَاءُ قَائِلاً: 8يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هَذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ وَيُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً. 9وَبَااااااااااااااااطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَااااااااااااايَا النَّاسِ).

* من الذي اخترع هذا المجد الزّائف لرجال الكنيسة ؟؟؟ أليس هو بولس ؟؟؟ من هو بولس ؟؟؟ أليس هو يهوديّ فرّيسيّّ؟؟؟ ماذا قال المسيح عن الفرّيسيّين؟؟؟ إنّه يذمّ الفرّيسيّين طوال الوقت لمكرهم و نفاقهم و ريائهم و حبّهم للمجد .
اقرأ متّى 23 :(1-13):
{1حِينَئِذٍ خَاطَبَ يَسُوعُ الْجُمُوعَ وَتَلاَمِيذَهُ 2 قَائِلاً:«عَلَى كُرْسِيِّ مُوسَى جَلَسَ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ، 3 فَكُلُّ مَا قَالُوا لَكُمْ أَنْ تَحْفَظُوهُ فَاحْفَظُوهُ وَافْعَلُوهُ، وَلكِنْ حَسَبَ أَعْمَالِهِمْ لاَ تَعْمَلُوا، لأَنَّهُمْ يَقُولُونَ وَلاَ يَفْعَلُونَ. 4 فَإِنَّهُمْ يَحْزِمُونَ أَحْمَالاً ثَقِيلَةً عَسِرَةَ الْحَمْلِ وَيَضَعُونَهَا عَلَى أَكْتَافِ النَّاسِ، وَهُمْ لاَ يُرِيدُونَ أَنْ يُحَرِّكُوهَا بِإِصْبِعِهِمْ، 5 وَكُلَّ أَعْمَالِهِمْ يَعْمَلُونَهَا لِكَيْ تَنْظُرَهُمُ النَّاسُ: فَيُعَرِّضُونَ عَصَائِبَهُمْ وَيُعَظِّمُونَ أَهْدَابَ ثِيَابِهِمْ، 6 وَيُحِبُّونَ الْمُتَّكَأَ الأَوَّلَ فِي الْوَلاَئِمِ، وَالْمَجَالِسَ الأُولَى فِي الْمَجَامِعِ، 7 وَالتَّحِيَّاتِ فِي الأَسْوَاقِ، وَأَنْ يَدْعُوَهُمُ النَّاسُ: سَيِّدِي سَيِّدِي! 8 وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلاَ تُدْعَوْا سَيِّدِي، لأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ الْمَسِيحُ، وَأَنْتُمْ جَمِيعًا إِخْوَةٌ. 9 وَلاَ تَدْعُوا لَكُمْ أَبًا عَلَى الأَرْضِ، لأَنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 10 وَلاَ تُدْعَوْا مُعَلِّمِينَ، لأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ الْمَسِيحُ. 11 وَأَكْبَرُكُمْ يَكُونُ خَادِمًا لَكُمْ. 12 فَمَنْ يَرْفَعْ نَفْسَهُ يَتَّضِعْ، وَمَنْ يَضَعْ نَفْسَهُ يَرْتَفِعْ.

(13 لكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ، فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُون).

* مالهم لا يُطبّقون تعاليم المسيح و يُطبّقون وصايا و تقاليد بولس ؟؟؟!!!
أليس المسيح و إشعياء صادقين حين قالا عن رجال الدّين المنافقين المخالفين لشريعة الله و تعاليم الأنبياء :

متى 15: 7-9 :{7يَا مُرَاؤُونَ! حَسَناً تَنَبَّأَ عَنْكُمْ إِشَعْيَاءُ قَائِلاً: 8يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هَذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ وَيُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً. 9وَبَااااااااااااااااطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَااااااااااااايَا النَّاس}.
إشعياء 29 : 13 ): ( لأن هذا الشعب قد إقترب الي بفمه و أكرمني بشفتيه و أما قلبه فأبعده عني وصارت مخافتهم مني وصية الناس معلمة لذلك ها انا ذا أصنع بهذا الشعب عجبا وعجبا فتبيد حكمة حكمائه – ويل للذين يتعمقون ليكتموا رأيهم عن الرب فتصير أعمالهم في الظلمة ويقولون من يبصرنا ومن يعرفنا . يالتحريفكم .هل يحسب الجابل كالطين ؟ أو تقول الجبلة عن جابلها لم يفهم ؟ )
(تعليق :
1- تم حذف( ليكتموا رأيهم عن الرب ) و (يالتحريفكم ) من رواية متّى و مرقس، لماذا ؟؟؟ لأنها ضد عقيدة النصاري .
2- معني (وصارت مخافتهم مني وصية الناس معلمة ) : أي يخافون كهنتهم أكثر من الله
ومعني (ليكتموا رأيهم عن الرب ) : أي يخفون حقيقة الدين والتوحيد
ومعني ( هل يحسب الجابل كطين ) : أي هل تعتقدون أن الخالق كالمخلوق ؟؟؟)

* و إذا كان المسيح و إشعياء صادقين في كلامهما فلماذا لا نزال نُصدّق رجال الكنيسة المُبدّلين و النّاقضين لتعاليم المسيح ، و الذين يُعلّمون المسيحيّين تعاليم هي وصايا النّاس أي وصايا البشر ؟؟؟!!!
بما أنّ بابا الكنيسة و رجاله بدّلوا تعاليم المسيح فهم يُعدُّون "ناقضين" و "صغارا" في ملكوت السّماوات حسب كلام المسيح
:
{{{إحدى تراجم الكتاب المقدّس: (إنّما جئتكم لأعمل بالتّوراة،و بوصايا الأنبياء قبلي،و ما جئت ناقضا،بل مُتمّما، و لأن تقع السّماء على الأرض أيسرُ عند الله من أن أنقُض شيئا من شريعة موسى، و من نقض شيئا من ذلك يُدعى ناقضا في ملكوت السّماء ).
في التّرجمة العربيّة المشتركة : متّى (5: 17-20) : ( 17 لا تظُنُّوا أنّي جئتُ لأُبطل الشّريعة و تعاليم الأنبياء: ما جئتُ لأُبطل،بل لأُكمّل.18 الحقّ أقول لكم : إلى أن تزول السّماء و الأرض لا يزُولُ حرف واحد أو نُقطة واحدة من الشّريعة حتّى يتمّ كُلُّ شيء. 19 فمن خالف وصيّة من أصغر هذه الوصايا و علّم النّاس أن يعملُوا مثلهُ،عُدّ صغيرا في ملكوت السّماوات،و أمّا من عمل بها و علّمها،فهو يُعدُّ عظيما في ملكوت السّماوات. 20 أقول لكم : إن كانت تقواكم لا تفوقُ تقوى مُعلّمي الشّريعة و الفرّيسيّين،لن تدخُلُوا ملكوت السّماوات ).}}}

* صدق الله الذي قال عنكم في كتابه الأخير القرآن :
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ حَتَّىٰ تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ ۗ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا ۖ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴿68﴾} سورة المائدة.

أي ما أنتم عليه الآن يا أهل الكتاب ليس شيئا ،لأنّه ليس نابعا من كتب الله -التّوراة و الإنجيل - ،بل هو مجرّد وصايا بشر توارثتموها و عملتم بها. فقد تمسّكتُم فقط بتعاليم البشر الضّالّة من أنبياء كذبة و آباء و قدّيسين و على رأسهم بولس،و نبذتُم كتب الله وراء ظهركم و لم تعملوا بتعاليم أنبيائكم مثل موسى و المسيح عليهما السّلام. فحقّا لستم على شيء يا أهل الكتاب ، و لن تصبحوا على شيء إلاّ بالرّجوع لكتب الله التّوراة و الإنجيل . و كتب الله هي محرّفة الآن و لكن بها بقايا حقّ سوف تأخذ بأيديكم إلى القرآن كتاب الله الأخير ، و إلى الإسلام دين الله و دين جميع الأنبياء بما فيهم المسيح عليه السّلام .

و انظر إلى قصّة هذا الشّاب المسيحيّ الذي كان واعظا للشّباب المسيحيّين فأصبح داعية إسلاميّا و كيف هدته دراسة الكتاب المقدّس و قراءة القرآن إلى الإسلام :
____________________________ المجاهدة في سبيل الله ____
فاطمة الزّهراء