السؤال
- كيف يدَّعى القرآن أن نبيكم على خلق عظيم, فى حين أنه عبس فى وجه الرجل الأعمى الفقير عبد الله بن أم مكتوم؟
الجواب
- إن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أعظم الناس خلُقا, حقاً, وصدقاً, ويقيناً, كما وصفه ربنا تبارك وتعالى, وعبوسه فى وجه عبد الله بن أم مكتوم كان لحرصه الشديد على هداية قومه, وعلى السادة منهم, لأنهم لو أسلموا لاتبعهم الكثير والكثير, لشرفهم فى قومهم, وكثرة أتباعهم من الزوجات والأولاد والعبيد, والرسول صلى الله عليه وسلم لم ينهر عبد الله, ولم يسبه, ولم يأمر أحداً بإخراجه من عنده, بل غاية ما فعله أنه عبس, لأن عبد الله قطع عليه الكلام, وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يوَدّ أن ينتظره حتى يكمل حديثه, فإن الإنسان حين يكظم غيظه يظهر على وجهه بعض العبوس, ولا يستطيع إخفاءه كلية, وعبوس الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن احتقاراً له, فهو الذى جعله يؤذن لصلاة الفجر, فقال:((إن بلالاً يؤذن بليل, فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم)) [متفق عليه] ولو كان النبى صلى الله عليه وسلم هو الذى ألف القرآن - كما يدعى المغرضون - لمَا أخبرنا عن هذا العبوس, ولو أنه قصر فى تبليغ آيات الله, أو حذف شيئاً منها, لحذف هذه الآية.
والذين يعتبرون مجرد عبوس الرسول صلى الله عليه وسلمفى وجه الأعمى الذى لا يراه ينافى حسن الخلق, ماذا يقولون عن سبّ معبودهم لتلاميذه ومحبيه؟ فقد جاء فى كتابهم المقدس: فالتفت وقال يا بطرس اذهب عنى يا شيطان. أنت معثرة لى (متى16: 23) مع العلم أن (بطرس) معظم عندهم بنص كتابهم الذى قال: وأنا أقول لك أيضاً أنت بطرس وعلى هذه الصخرة ابنى كنيستى وأبواب الجحيم لن تقوى عليها. وأعطيك مفاتيح ملكوت السموات. فكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطاً فى السموات. وكل ما تحلّه على الأرض يكون محلولاً فى السموات. (متى16: 18-19),
والله أعلم.