مشاهدة الاثار الهدف منها العبرة والعظة عند معاينة اثار حضارات اقوام ملعونة كفروا بانعم الله وتكبروا وتجبروا فى الارض بغير حق فاخذهم الله نكال الاخرة والاولى وترك اثارهم وبنيانهم شاهدا على حجم المصائب والكوارث التى دمرتهم باذن الله .. ووصف الله تلك الاقوام الغابرة بانهم كانوا مكذبين و مجرمين ومشركين فاستحقوا غضب الله وعقابه
( قل سيروا في الارض ثم انظروا كيف كان عاقبه المكذبين )
( قل سيروا في الارض فانظروا كيف كان عاقبه المجرمين )
( قل سيروا في الارض فانظروا كيف كان عاقبه الذين من قبل كان اكثرهم مشركين )
وبين سبحانه ان تكذيبهم وشركهم لم يكن عن جهل منهم ولكن استكبارا وعنادا واستحبابهم للكفر عن الايمان بالله .. وانه تعالى ارسل اليهم الرسل والانبياء لدعوتهم للايمان فاستكبروا وكذبوهم واتبعوا سبيل الغى وكفروا بوجوده واصروا على عنادهم و تكذيبهم لهم وما من امه الا وارسل الله اليها رسله وانبيائه واوليائه
( وما ارسلنا من قبلك الا رجالا نوحي اليهم من اهل القرى افلم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبه الذين من قبلهم ولدار الاخره خير للذين اتقوا افلا تعقلون )
( ولقد بعثنا في كل امه رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلاله فسيروا في الارض فانظروا كيف كان عاقبه المكذبين )
واوضح لنا الله ما كانت عليه تلك الامم والحضارات من نعم انعمها عليها تتمثل فى القوة والغنى والتقدم والعلوم وماكانت تغنى عنها من الله شيئا بعدما جحدوا بها وكفروا بالله وانكروا اسبابه ومنحه العظيمة
( اولم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبه الذين من قبلهم وكانوا اشد منهم قوه وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الارض انه كان عليما قديرا )
( اولم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبه الذين كانوا من قبلهم كانوا هم اشد منهم قوه واثارا في الارض فاخذهم الله بذنوبهم وما كان لهم من الله من واق )
ونهى سبحانه وتعالى عن زيارة تلك الاماكن دون تأثر واعتبار بالقلب والعين والحواس لادراك عظمة الله وقوته وقدرته وان اى دولة او امة او حضارة باى زمان .. مهما بلغت من قوة وعلم وغنى ومهما طال بها هذا الحال من الرقى والتقدم فانها لن تستعصى على الله اذا استكبرت عليه وانكرت شريعته ومنهاجه واغترت بحالها واشركت بالله ايمانها بعلومها وغناها وقوتها مهما طال بها الامد ولن تكون اكثر من فتنة للشعوب والبلدان المعاصرة لها ليمحص الله العباد ولن تصبح الا عبرة وعظة لمن يخاف العذاب الاليم
( افلم يسيروا في الارض فتكون لهم قلوب يعقلون بها او اذان يسمعون بها فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور )
لذا فان هذه النوعية من السياحة والتى نطلق عليها فى عصرنا هذا سياحة المناطق الاثرية التى هى بقايا ابنية شاهدة على حضارات كانت عظيمة ولكنها كافرة ومستكبرة فاخذها الله اخذ عزيز مقتدر .. لا يجب ان تكون على هذا الحال الذى نراه اليوم من الفرح والمرح واللهو والفخر والتعالى بتاريخ الظالمين ولا الى ذلك من كل الافكار الضالة التى تشبعنا بها ودرسناها ورسخت بعقولنا فاصبحنا نتباهى بانتمائنا لتلك الحضارات الضاله الملعونة ونصف اصحابها الملعونين بانهم اجدادنا ونفتخر بالانتساب اليهم وهم حطب جهنم .. لا يليق بامة مسلمة مؤمنة بالخالق ان تتباهى ولا تفتخر بتاريخ اجداد كانوا ضالين مضللين مكذبين مشركين مجرمين استكبروا فى الارض بغير الحق ونسبوا لانفسهم كل قوة ومجد وغنى ورفاهية وعزة وانكروا نعم الله عليهم وجعلوا له اندادا وكذبوا رسله ونكلوا بالمؤمنين وحاربوا كل من خالفهم وكل من تولى الله .. لا يليق باى مسلم مخلص فى ايمانه بالله ان يفتخر ولا ان يتباهى بامم الظالمين سواء من السابقين او الحاليين .. لان الانبهار بالظلم والظالمين هو مشاركة لهم فى ظلمهم حتى لو كان هذا الانبهار ليس بدافع الفخر والتعالى .. ولابد ان لا نعطى الامم الظالمة اكثر من حجمها الفعلى ونرد كل القوة والعظمة واسباب الحضارة ومقوماتها وغناها وعلومها الى الخالق الواجد القوى العظيم .. ولا نستدرج للافتتان بتلك الحضارات السالفة او الحاضرة .. والا نردد تلك العبارات التى تحمل فى طياتها كل معانى الشرك بالله والتى اطلقها المفتونيين بتلك الدول مثل القطب الاعظم.. القطب الاوحد .. الدولة العظمى .. ولا ترديد تلك الصفات التى تجسم وتكبر وتهول من حجم قدرات تلك المخلوقات التى لا تستعصى على الله ولا نتمادى فى توقير تلك الامم الظالمة ولا احترامها ولا التماس العزة والغنى والامان منها او بصحبتها حتى لا يصيبنا غضب من الله او نصيب من المكاره والكوارث التى قد تصيبهم .. وان نلتمس العزة والرفعة والغنى والرزق والامان من الله وحده لا شريك له .. ومن الحضارات الغابرة الملعونة التى مازالت آثارها ماثلة امامنا بقوة وشاهدة على ماوصلت اليه من علم وحضارة وغنى ونظم حكم عاتية هى تلك الاثار الفرعونية بمصر .. والتى مازالت باقية شاهدة على حجم تلك الحضارة التى اندثرت بعلومها واسرارها وشاهدة ايضا على فداحة الكوارث والمهالك التى طمست علوم الفراعنة ومساكنهم ولغاتهم واموالهم ومعابدهم بكوارث مريعة غيرت خريطة مصر الفرعونية القديمة وبدلت جناتها وانهارها لتصبح صحارى وقفارى جرداء .. ومع الحضارة الفرعونية الملعونة التى يهلل لها الضالين المضلين المضللين الذين يريدون من اهل مصر ان يفتخروا بالانتساب اليهم ويريدون ان نتحول من انتماءاتنا الاسلامية العربية المشرفة الى انتماءات مخزية لاجداد كانوا كافرين مشركين مجرمين كاذبين مستكبرين ..ضالين مضللين قوم فتنة وضلال ملعونين بحضارتهم .. كانوا فراعنة ..نتبرأ من الانتساب اليهم والى قبطيتهم .. نبدأ الرحلة .. والله المستعان