شاهد عيان لجنازة اربكان



السلام عليكم

وددت في هذا اليوم ان اكتب لك عن حدث اثر في وجدان الملايين وهو مشهد تشيع جثمان النجم الاسلامي العظيم نجم الدين اربكان القائد التركي الفذ الذي هتفت اليوم باسمه الملايين واصفة اياه بالمجاهد

فقد اكتظت جنبات مسجد محمد الفاتح وسط استانبول وتعدادها يتجاوز المليون لتلقي التحية الاخيرة على جثمان رجل الف بين قلوب الاتراك كما لم يؤلفه احد من قبله في العصر الحديث

لقد حزنت تركيا عن بكرة ابيها اليوم وهي تودع رجلا صنع لها تاريخا مشرقا يتحدث عنه القاصي والداني

ففي الوقت الذي صلي عليه في مسجد القائد العثماني محمد خان الذي فتح استانبول في اشارة واضحة الى ان الرجل هو من اعاد لتركيا وجهها الاسلامي الذي حاول التغريبيون مسخه محاولين صرفه جهة الغرب الذي يحمل لاءا كبيرة لانضمام تركيا للاتحاد الاوروبي جاءت اخراها على لسان ساركوزي الفرنسي

رايت اليوم في هذه الجنازة كل لوان الطيف السياسي التركي حتى اولئك الذين اختلفوا معه سياسيا وفكريا

اربكان اذ يودع تركيا ويخرج له وهو ميت مليون انسان او اكثر يتمنون انه لم يرحل في نفس الوقت تخرج الملايين في عواصمنا العربية تتمنى على زعاماتها ان ترحل عن الحياة

انظروا الفرق بين امة تلتف على زعيمها الميت وامة يلتف زعيمها على حياتها ليبقى في الحكم اطول مدة ممكنه

والحمد لله ان جعل الموت والحياة بيده لا بيد احد من خلقه

يقول مراسل القناة التركية انه لم يشهد في حياته ان خرج الشعب التركي لوداع زعيم بمثل هذا العدد الذي خرج اليوم لوداع زعيم وقائد حزب السعادة التركي الذي قال في مقابلة له قبل شهر انه يعمل سياسيا في سن الخامسة والثمانين لان هذا الواجب لا يسقط عنه كما هو فرض الصلاة حتى يلفظ الانسان انفاسه الاخيرة

رحمك الله وانت صانع اول محرك في تركيا وحامل لقب بروفيسور منذ العام 1965 في الهندسة الميكانيكية

وانت صانع نجوم قادة تركيا الحديثة الذين كادوا ان يقضوا اليوم معك لكثرة التدافع من جموع المصلين الذين اخروا خروج الجنازة لاكثر من ربع ساعة

رحمك الله يا نجم الدين وجمعنا الله واياك في مستقر رحمته مع النبيين والصالحين وحسن اولئك رفيقا

محمد عادل عقل – انقرة - تركيا



مجموعة د/ عبدالعزيز القاسم البريدية