القاتيكان (ا ف ب) - يكشف البابا بنديكتوس السادس عشر في كتابه الاخير بعنوان "نور العالم" عن بعض الليونة في مواقفه، مثل فتح الباب امام استخدام الواقي، من دون ان يبتعد عن عقيدة الكنيسة، حسب ما يرى بعض المحللين خلال تقديم هذا الكتاب الثلاثاء.

يستعيد البابا في كتابه الذي هو عبارة عن اسئلة واجوبة من اعداد صحافي الماني، اهم المواضيع الخلافية التي ميزت سنواته الخمس في الفاتيكان حتى الان، مثل استخدام الواقي، والتعديات الجنسية التي تورط فيها رجال دين كاثوليك، والعلاقة مع الاسلام، مستخدما احيانا اسلوب النقد الذاتي، ولكن من دون احداث اي تغيير في عمق المفاهيم الكنسية.

ويرى الصحافي ماركو بوليتي المتخصص في شؤون الفاتيكان في صحيفة "ايل فاتو" ان هذا الكتاب هو "وليد ازمات متعاقبة مع اليهود ومع المسلمين وحتى مع الراي العام حول التعديات الجنسية بحق الاطفال او حول الواقي" لذلك وجد البابا نفسه مجبرا على "فتح قناة اتصال مع العالم".

ومن لا يذكر الضجة التي اثارها البابا خلال زيارته الى الكاميرون عندما اعتبر ان توزيع الواقيات "يفاقم" الايدز. وها هو اليوم يجيز استخدام الواقي "في بعض الحالات" لتجنب انتشار الايدز.

ويقول بوليتي ان هذا الامر يعتبر "تقدما كبيرا" مضيفا "انها بالفعل المرة الاولى التي يوافق فيها البابا بهذا الوضوح على استخدام الواقي، مع ان بعض الاساقفة سبق وقالوا الشيء نفسه".

من جهته يقول الخبير في شؤون الفاتيكان ساندرو ماجيستر ان الكتاب "يتعارض تماما مع الصورة الظلامية والرجعية التي لازمت الكاردينال راتزينغر" الرئيس السابق لمجمع العقيدة والايمان قبل ان يصبح البابا بنديكتوس السادس عشر.

واضاف هذا المحلل ان لدى البابا "رغبة لفهم العالم، والمثل الوحيد الذي اورده لتبرير استخدام الواقي يكشف عن طيبته حتى تجاه الخاطي".

ويتعاطى البابا بحذر شديد مع منع المطلقين من تناول القربان المقدس، ويدعو الى "التفكير" مليا في هذه النقطة. كما يقول بشكل غير متوقع انه "منفتح ازاء مسالة اعطاء اطفال الكهنة حقهم"، ولا يعلن معارضته لزواج الكهنة شرط ان يتركوا سلك الكهنوت.

الا ان المحلل ماجيستر يعتبر انه "لا يوجد اي انفتاح" في المواضيع التي تهز المجتمعات. بالنسبة اليه الهدف الوحيد للجنس هو التناسل، وعن وسائل منع الحمل ان الكنيسة لا توافق سوى على "التنظيم الطبيعي للولادات، اما المثلية الجنسية بالنسبة اليه فهي "تتعارض مع مشيئة الله".

بالنسبة اليه من غير الوارد رسم النساء كهنة "لان هذه هي مشيئة الرب".

الا ان البابا الذي يوصف احيانا ب"الكاردينال الدبابة" و"حارس العقيدة" لم يتمكن من اخفاء تساؤلات واحيانا "مخاوف".

يقر البابا في كتابه انه القى في راتيسبون في المانيا خطابا "اكاديميا اكثر منه سياسيا" عندما استعاد كلاما قديما يربط بين الاسلام والعنف، ويعلن ان الكاثوليك والمسلمين "ملتزمون حاليا في نضال مشترك هو الدفاع عن القيم الدينية".

ويعلن بنديكتوس السادس عشر انه يعي تماما نقاط ضعفه. حتى انه يتطرق الى احتمال الاستقالة "عندما يصل البابا الى حد الشعور بعدم قدرته على ممارسة مهامه لا جسديا ولا فكريا ولا روحيا".

ويعلق بوليتي على هذا الكلام بالقول "ان البابا بولس السادس والبابا يوحنا بولس الثاني تطرقا الى هذه المسائل ولكن ضمن لجان مصغرة جدا. ولكنها المرة الاولى التي يتطرق فيها بابا علنا الى احتمال عدم بقائه في سدة البابوية مدى الحياة، اذا ما شعر بانه لم يعد قادرا جسديا على قيادة مليار شخص".
==

المصدر:

http://arabic.arabia.msn.com/news/wo...r/3163461.aspx