تحية طيبة وبعد

قرأت مداخلتك الطويلة ، والتي تقول أن تفند فيها ما قلته عن نبي الله يوسف
أولاً يوسف ليس من الأنبياء . ولو قلت لك ان يوسف من الأنبياء
أقول لك الأسئلة الثلاثة الذين يفرضون نفسهم في هذا المقال .
1 - متي أرسل يوسف الصديق .
2 - إلي أي قوم أو شعب أرسل إليهم .
3 - أين هو كتابه أو رسالته .
من واقع الكتاب المقدس طبعاً لتقنعني فأنا مسيحي .
وأضيف أليهم .
4 - لم يقل القرآن في آياته ولا مرة أن يوسف نبي فمن أين أتيت أنت بلفظ أن يوسف نبي ( إقرأ القرآن كله لن تجد لفظ نبي ) ولكنك ستجد لفظ ( رسول ) في ( سورة غافر34 ) . والرسول كما في شرحي في الموضوع ليس نبي . ولكن النبي هو يكون رسول والعكس غير صحيح .
بل قال عنه القرآن أيضاً أن ( يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (46) ( يوسف 46 )

**** ورداً علي موضوع يوسف حيث قلت لي إنك تفند ما قلته أنا عن نبي الله يوسف
يا عزيزي أنا لم أقل بل القرآن قال الآية ( يوسف : 24 ) وفسرها الجلالين ولست أنا
وسأسرد لك الآية وكذلك التفسير . أما إجتهادك فهو ليس من الحق في شئ .
فيا سيدي أنت هنا ترمي تفسيرالجلالين بالإفتراء علي رسول الله . وأنا أظن أن المسلمون كلهم يرفضون هذا . أليس كذلك
إقرأ الآية ( وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ۖ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ ۚ كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ ۚ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24) ) ( يوسف 24 )
والتفسير هو ( ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين
"ولقد همت به" قصدت منه الجماع "وهم بها" قصد ذلك "لولا أن رأى برهان ربه" قال ابن عباس مثل له يعقوب فضرب صدره فخرجت شهوته من أنامله وجواب لولا لجامعها "كذلك" أريناه البرهان "لنصرف عنه السوء" الخيانة "والفحشاء" الزنا "إنه من عبادنا المخلصين" في الطاعة وفي قراءة بفتح اللام أي المختارين
أقرأ التفسير مرة ومرة وتفهم ما لون باللون الأحمر
فهو يفيد معني كلمت هم فقال قصدت منه الجماع ( ولعلك تفهم الجماع ) ثم يقول وهم بها قصد ذلك ( قصد الجماع أيضاً ) .
ولعلك تقرأ أيضاً ( فخرجت شهوته من أنامله وجواب لولا لجامعها )
الموضوع خلاف ما تقول يا سيدي . فكان يريد منها ان يجامعها وشهوته إشتعلت ولولا أن رأي برهان ربه لكان قام بجماعها إقرأ يا سيدي ( وجواب لولا لجامعها )
يا سيدي لا تلبس نفسك ثوب المفسرين .
فها هو التفسير يخالفك
في معني ( هم بها ) . وحتي برهان ربه جاء البرهان مختلف .
طيب أنا كمسيحي هل أسمع لك أم أسمع للجلالين . سامحني سأسمع للجلالين .
وسأقول أن كلامك هو الغير دقيق .
وليس هذا هو التفسير الوحيد بهذا المعني فإليك تفسير ( إبن كثير ) للآية فيقول
( وقال ابن جرير : حدثنا أبو كريب حدثنا وكيع عن أبي مودود سمعت من محمد بن كعب القرظي قال رفع يوسف رأسه إلى سقف البيت فإذا كتاب في حائط البيت " لا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا " وكذا رواه أبو معشر المدني عن محمد بن كعب وقال عبد الله بن وهب : أخبرني نافع بن يزيد عن أبي صخر قال : سمعت القرظي يقول في البرهان الذي رآه يوسف ثلاث آيات من كتاب الله " إن عليكم لحافظين " الآية وقوله " وما تكون في شأن " الآية وقوله " أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت " قال نافع : سمعت أبا هلال يقول مثل قول القرظي وزاد آية رابعة " ولا تقربوا الزنا " وقال الأوزاعي : رأى آية من كتاب الله في الجدار تنهاه عن ذلك قال ابن جرير : والصواب أن يقال إنه رأى آية من آيات الله تزجره عما كان هم به وجائز أن يكون صورة يعقوب وجائز أن يكون صورة الملك وجائز أن يكون ما رآه مكتوبا من الزجر عن ذلك ولا حجة قاطعة على تعيين شيء من ذلك فالصواب أن يطلق كما قال الله تعالى وقوله " كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء " أي كما أريناه برهانا صرفه عما كان فيه )

وها أنك رأيت التفسير لإبن كثير كيف أنه وصف هم بها ( أي أراد أن يزني بها )
وإقرأ ما لونته باللون الأحمر ) .... يا سيدي لا تعطي لنفسك الحق في التفسير علي هواك . فهذه الطاقية . والطاقية حرام لأنها تلبس الحق بالباطل والباطل بالحق

وها أيضاَ تفسير أخر للطبري إذ يقول
( { ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين } ذكر أن امرأة العزيز لما همت بيوسف وأرادت مراودته , جعلت تذكر له محاسن نفسه , وتشوقه إلى نفسها . كما : 14584 - حدثنا ابن وكيع , قال : ثنا عمرو بن محمد , قال : ثنا أسباط , عن السدي : { ولقد همت به وهم بها } قال : قالت له : يا يوسف ما أحسن شعرك ! قال : هو أول ما ينتثر من جسدي . قالت : يا يوسف ما أحسن وجهك ! قال : هو للتراب يأكله . فلم تزل حتى أطمعته , فهمت به وهم بها . فدخلا البيت , وغلقت الأبواب , وذهب ليحل سراويله , فإذا هو بصورة يعقوب قائما في البيت قد عض على إصبعه يقول : يا يوسف تواقعها ! فإنما مثلك ما لم تواقعها مثل الطير في جو السماء لا يطاق , ومثلك إذا واقعتها مثله إذا مات ووقع إلى الأرض لا يستطيع أن يدفع عن نفسه ; ومثلك ما لم تواقعها مثل الثور الصعب الذي لا يعمل عليه , ومثلك إن واقعتها مثل الثور حين يموت فيدخل النمل في أصل قرنيه لا يستطيع أن يدفع عن نفسه , فربط سراويله , وذهب ليخرج يشتد , فأدركته , فأخذت بمؤخر قميصه من خلفه , فخرقته حتى أخرجته منه , وسقط , وطرحه يوسف , واشتد نحو الباب )

أرأيت يا سيدي أن يوسف أراد أن يضاجعها بنفسه وأن فهل الهم ليس كما وصفت أنت
بل هو الإشتهاء لها وشهوته ليضاجعها . أقرأ بأعلي الكلمات التي لونتها باللون الأحمر وكبرت فونطها ( وذهب ليحل سراويله ) وتلك الأخري التي قالها له أبوه يعقوب ( يا يوسف تواقعها )
وبالنسبة لقولك تبريراً لموقف يوسف وأنه لدليل علي أنه لم يهم بها أنه تركها وذهب فأمسكت به من قميصه فقطع من الخلف فها هو التفسير يوضح لك أن هذا لا يعني أنه هم بها أول الأمر وأراد مضاجعتها أو مواقعتها حسب نص التفسير .
في قوله ( فربط سراويله , وذهب ليخرج يشتد , فأدركته , فأخذت بمؤخر قميصه من خلفه , فخرقته حتى أخرجته منه , وسقط , وطرحه يوسف , واشتد نحو الباب )
أي أنه بنفسه حل سراويله ولما رأي البرهان ربط هو سراويله وذهب ليخرج يشتد ، فأدكته ...... إلي النهاية )
وعليه يكون نقضك لكلامي منقوض وقد سقط الموضوع من بين يديك .

ولكن لي سؤال وهو
ماذا عن كل هذه التفسيرات والأقاويل عن ( برهان ربه )
فأي من هذه الروايات التي قيلت عن برهان ربه هي الرواية الحقيقية ؟ .

وفي النهاية تمنياتي لك بالنجاح والتوفيق ...

محب حبيب