الأخ جون
1- لم أكن أريد أنْ أنبهك هذا التنبيه لولا كثرة خطئك فيما أردتُ تنبيهك بشأنه، وهو الخطأ الإملائي في كلمة "ق..لت"، فهي لا تُكْتَب بالواو بعد القاف، بل بضمه على القاف، هكذا " قُلْت " أمَّا حركة التاء فتتعلق على من يعود الضمير.
أنا لا أقول هذا لأنَّني بلا أخطاء إملائية، بل لدي أخطاء خصوصًا عندما يتعلق الأمر بالرفع والنصب في بعض المواطن، وأقول هذا لئلا تقول:"حوَّلْتَ الحوار إلى إملاء".
2- أنا لستُ من النوع الذي يَرُدُّ على كل ما يقال له، خصوصًا عندما أجد محاوري يفتقد أدوات الحوار، كما أنَّ حالتي المزاجية تتدخل في الأمر، وأحيانًا لئلا يَحْدُث سوء تفاهم لا أحب أنْ يقع، وأحيانًا لأنَّني متأكد أنْ محاوري لن يقتنع، إلخ، وهذا ما يجعلني أقرأ أكثر ممَّا أكتب بأضعاف كثيرة، ورغم هذا فقد قلتُ: لا بأس من الرد على جون، مع أنَّني أنفر من مشاركاتك لأنَّها تفتقد المنطق كثيرًا، مع احترامي لك ولكل الناس.
3- قلتَ: "أنَّ تعليقي منطقي"، ولكن بعد الجزء الأول من تعليقك هذا، قلتَ بأنَّ تعليقي غير منطقي، ولكن بعبارات أخرى كـ"عقليتك خاطئة" و"كلام غريب عن الله لا تعرف معناه"، والذي أوصلك إلى هذا هو أنَّ فكرتي لم تصل إليك، وأنت السبب لا أنا، وهذا يَحْدُث في الكثير.
1- تعليقك هذا جاء بعد تعلقيك السابق، وهذا يجعلني أفهم أنَّك لا تقرأ - الذي تقرأه - كما يجب، فلو نظرتَ وفهمتَ كلمة افترض"؛ لعلمتَ المقصد، ولكن ماذا أفعل لك وأنتَ بهذه السرعة، والحماس لمعتقدك، وهذا الحماس مع سوء الفهم يضرك ولا ينفعك، ولكن من اتجاه آخر يمكن أنْ يعود عليك بنفع ذاتي، حيث تفهم الأشياء المتحاور بشأنها كما يجب وكذلك المصطلحات المتداولة، من خلال الحوار، فالحوار مهم في تنمية ملكة الفهم.. هل تجد في كلامي هذا تناقض؟ إنْ وجدتَ تناقضًا؛ فإنتَ تنظر بعقلية قديمة، لأنَّ التناقض يحصل في نفس الزمان والمكان، وهو ما لا أقصده.
2- اعذرني مرة أخرى أنْ أُصَوِّب كلمة أخرى تُخْطِئ بها إملائيًا عدة مرات، وهي كلمة " تناق.."، فالحرف الذي بعد القاف لا يُكْتَب بالدال (تناقد)، بل بالضاد (تناقض)، فجذر الكلمة هو " نقض "، وليس " نقد ( ًا) "، فكلمة نقض تختص بإثبات الخطأ، أمَّا كلمة نقد فتختص بالشأن المالي (أسواق، دكاكين، إلخ).
3- في الموضوع الذي تتكلم عنه – وهو موضوع سابق - لم أكن أفترض، أمَّا هنا فأنا أفترض، لكي أرى اللازم عن الافتراض، وقد كانت النتائج متخالفة لأنَّها مبنية على افتراضات متخالفة أيضًا، فإذا كان الأمر كذلك؛ فدع القدرة والمشيئة ودع أقانيمك أيضًا؛ ليسقط ما تراه تناقضًا، وركِّز على عبارة " ما تراه تناقضًا "، فهناك فرق بين شخص يرى تناقضًا، وبين تناقض موجود على الحقيقة، فالذي يرى يمكن أنْ تكون رؤيته خاطئة، وهذا هو الحاصل بشأنك في هذه الجزئية.
مرَّة أخرى أنا بنيتُ كلام على افتراض، لأُرِي محاوري أنَّ الصفات الفعلية بناء على الافتراض لا يلزم عنها محال، وهو صحيح، وهو افتراض أولًا وأخيرًا، ولكن لو أردنا أنْ نَخْرُج عن الافتراض، ونجعل ردك هذا ليس ردًّا على الافتراض، فلستَ وحدك من يقول بأنَّ الصفات الفعلية عاملة منذ الأزل، فابن تيمية - رحمه الله - يقول: "بأنَّ الصفات عاملة فيما لم يزل"، أي لم تكن الصفات مُعَطَّلَة - بتشديد الطاء وفتحها -، ولو نظرتَ فيما بين كلمة "الصفات" وكلمة "عاملة"؛ فلن ترى أنَّ كلمة صفات موصوفة بصفة من قبلي، فأنا أرى هذه الصفات فعلية، ولكن أبن تيمية يراها ذاتية، ويَبْني كلامه هذا على أنَّها أزلية على وجود العالم أزلًا، وكلمة الأزل المتعلقة بالعالم لا تعني أنَّه ليس من خلق الله، بل هو من خلقه، ولكنَّ كلمة الأزل في المتعلقة بالعالم تعني التلازم بحيث لا يتاح مجال للقول بتعطيل الصفات التي يراها ذاتية، وأراها فعلية.
فإنْ سألتَ - أنت -: ما الفرق بين قولكم وهو المتعلق بالأقانيم، وبين قول ابن تيمية؟
أقول: لا يوجد عند ابن تيمية غير الـ"أب"، وهذه الكلمة لا يعترض عليها ابن تيمية بإسقاط ما يُسَمَّى لأهوت الابن والروح القدس، فالأب هو وحده الله، وما زال اليهود يستعملونها كما هي (אב (أب))، وهو لا يبالي بعبارة "ولكن الابن والروح القدس من جوهر الأب، ولا يوجد تجزُّؤ"، هذا إنْ قالها أحد، فيمكن لآخر أنْ يزيد عدد الأقانيم إلى ترليون وأكثر من ذلك، ويَدَّعِي نفس الادِّعاء، ثم أنَّ عمل الصفات بين الأقانيم مشكلة كبيرة أيضًا لن يقبلها، فهي تعمل بين الأقانيم، ولا يمكن أقناع أحد بالمنطق أنَّ الصفات تعمل بين الأقانيم ثم يقال لا يوجد تمايز، فهذا في نظر المنطقي كلام غير منطقي، ومرفوض، ويؤدي إلى المستحيل، ولا يهم المنطقي بعد ذلك تشبث المعتقِد - بكسر القاف - بمعتقَده - بفتح القاف -، فهناك فرق من حيث المنطق بين أنْ يَعْتَقِد الإنسان بصحة شيء ما، وبين مدى موافقة مُعْتَقَده للمنطق، فربَّما يتخالفان، والتخالف منطقيًا حاصل في الثالوث، ثم ليعترض أصحاب الثالوث ما شاء لهم أنْ يعترضوا فالمنطق لا يتزحزح.
راجع كلامي السابق، من هذه المشاركة، لتسقط الغرابة من كلامي من نفسك، فإنْ لم تسقط الغرابة من نفسك، فإنَّنا أسقطناها منطقيًا، ولا نبالي بعد ذلك.
سلامات.
المفضلات