بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الإيمان

كان الإيمان دوماً من الامور الغيبية
فهو مكنون القلوب
ولا يعلمه إلا علام الغيوب
وكان للإيمان أركان وشروط
ولما سئل النبي عن معنى الإيمان قال:
{أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر, وتؤمن بالقدر خيره وشره}(رواه مسلم والبخاري).
فكانت أولى الشروط التي يتحقق بها الإيمان هي


الشهادة لله بالوحدانية...


فإن أمن وأقر الإنسان بذلك سهل عليه الإقتناع بالباقي ...


فكان الله أولاً ...


قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: "لا فِكْرَةَ في الرَّبِّ". رَوَاهُ أَبُو الْقَاسِمِ الأَنْصَارِيِ
والله أعلم
فتفكر الناس فرأوا الله في كل شئ
غائباً عن البصائر
حاضراً في السرائر
فكانت معرفة الله لا تُطلب برؤية ..
وكيف تدرك الأبصار من سن قوانين الإِبصار ..
( لا تدركه الأبصار ) [الأنعام، 103]
ولكن جهال الناس طلبوا الله بالتصور ..
فكان هذا قمة العجز ..
لأَنَّ الْمُتَصَوَّرَ لا بُدَّ لَهُ مِنْ مُصوِر
ومن صورنا فأحسن صورنا
وخلقنا فأبدع أشكالنا ..
كان هو الخالق ..
فإن تصور الخالق كما يفعل البعض ..
مصلوباً ..
وحيواناً ..
تعالى الله عن كل نقص ..
هو عين دلالة النقص ...
فكيف يكون المصلوب إلهً ..
ومن حقروا الله فجعلوه مخلوقاً
خسئوا وخابوا ..
فكيف يعبدون من إذا ضاقت بهم السُبل رفعوا أكفهم إليه وقالوا يارب ؟؟؟
وهم من قبل تطاولوا عليه وأهانوه ..
فإن الله لا يُشْبِهُ شَيْئًا مِنْ خَلْقِهِ ..



تنبيه :
وكيف تعرف العقول من حارت في خلائقه العقول ؟؟

(أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شىء ) [سورة الأعراف، 185]
فكان الأمر بالنظر في الخلق لنعرف كمال خالق الخلق ..

ومهما تصورت ببالك فالله لا يشبه ذلك


قال أبو بكر الصديق رضي اللَّه عنه :
(( العَجْزُ عَنْ دَرَكِ الإِدْرَاكِ إِدْرَاكُ ، وَالبَحْثُ عَنْ ذَاتِهِ كُفْرٌ وَإِشْرَاكُ ))
ذَكَرَ السُّيوطِيُّ في تارِيخِ الْخُلَفاء : أَنَّ قَوْماً سَأَلُوا سَيِّدَنا عَلِيَّ بْنِ أَبي طالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَيْفَ اللَّه ؟
َقالَ عَلِيُّ بْن أَبِي طالِبٍ : هُوَ الَّذِي كَيَّفَ الْكَيْف فََََلا يُقالُ كَيْف.
فكان أثره في كل شئ ..
ظاهرٌ لا يخفى عن شئ ..
وباطن في داخل كل شئ ..
عالماً بكل شئ ..
حاضراً في كل حين ..
وفي شرح العقيدة قال الشيخ
عبدالعزيز بن بن باز (رحمه الله)



فنؤمن بربوبية الله تعالى، أي بأنه الرب الخالق الملك المدبّر لجميع الأمور.
ونؤمن بأُلوهية الله تعالى، أي بأنه الإله الحق وكل معبود سواه باطل.
ونؤمن بأسمائه وصفاته، أي بأن له الأسماء الحسنى والصفات الكاملة العليا.
ونؤمن بوحدانيته في ذلك، أي بأنه لا شريك له في ربوبيته ولا في ألوهيته ولا في أسمائه وصفاته، قال تعالى:
(رب السماوات والأرض وما بينهما فأعبده وأصطبر لعبادته هل تعلم له سمياً) [مريم: 65].
لا لا نعلم لربنا مثيل
ونؤمن بأنه (الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم) [البقرة: 255].


ونؤمن بأنه
(هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم (22) هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون (23) هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم) [الحشر: 22 - 24].


ونؤمن بأن الله له ملك السماوات والأرض ( يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور (49) أو يزوجهم ذكراناً وإناثاً ويجعل من يشاء عقيماً إنه عليم قدير) [الشورى: 49، 50].
ونؤمن بأنه ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير (11) له مقاليد السماوات والأرض يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه بكل شيء عليم) [الشورى: 11،12].


ونؤمن بأنه ( وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين)[هود: 6].


ونؤمن بأنه ( وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلاّ يعلمها ولا حبةٍ في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين) [الأنعام: 59].


ونؤمن بأن الله (عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير) [لقمان: 34].


ونؤمن بأن الله يتكلم بما شاء متى شاء كيف شاء(وكلم الله موسى تكليماَ) [النساء: 164]. ( ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه ) الأعراف: 143]. ( وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجياً ) [ مريم: 52].


ونؤمن بأنه ( لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي) [الكهف: 109]. (ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم) [لقمان: 27].


ونؤمن بأن كلماته أتم الكلمات صدقاً في الأخبار وعدلاً في الأحكام وحسناً في الحديث، قال الله تعالى
(وتمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً[ [الأنعام: 115]. (ومن أصدق من الله حديثاً) [النساء: 87].


ونؤمن بأن الله تعالى لا مثل له لكمال صفاته(ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) [الشورى: 11].

فكان هذا معنىً من معاني الإيمان بالله ..
والله من وراء القصد والله أعلى وأعلم ..