يسرني نقل اليكم موضوع وهوعبارة ترجمة نصية للمحاضرة التالية لاخ مهتدي الى الاسلام من الولايات المتحدة الامريكية ثام بالترجمة والتفريغ لها على حلقات الاخ الفاضل نسر القمم من السعودية يعمل و يقيم في النمساء فجزاه الله كل خير

المحاضرة ساعة و عشرون دقيقة مرفوعة على اليوتيوب برابط و احد هنا






بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ....



إضغط على الصورة لعرضها بحجمها الطبيعي في صفحة جديدة


بني اسرائيل يدخلون أريحا

فتى موسى : يوشع بن نون (عليه السلام)

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الشمس لم تُحْبَس على بَشَر إلاَّ ليوشع ليالي سار إلى بيت المقدس" .

رواه الإمام أحمد . وصححه ابن حجر .
وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط البخاري .وقصته مُخرّجة بِطُولِها في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه دون ذِكْر اسمه .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "غَزا نَبِيّ من الأنبياء فَقَالَ لِقَوْمِهِ : لا يَتْبَعْنِي رَجُلٌ مَلَكَ بُضْعَ امْرَأَةٍ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَبْنِيَ بِهَا وَلَمَّا يَبْنِ بِهَا ، وَلا أَحَدٌ بَنَى بُيُوتًا وَلَمْ يَرْفَعْ سُقُوفَهَا ، وَلا أَحَدٌ اشْتَرَى غَنَمًا أَوْ خَلِفَاتٍ وَهُوَ يَنْتَظِرُ وِلادَهَا ، فَغَزَا فَدَنَا مِنْ الْقَرْيَةِ صَلاةَ الْعَصْرِ أَوْ قَرِيبًا مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ لِلشَّمْسِ : إِنَّكِ مَأْمُورَةٌ وَأَنَا مَأْمُورٌ ، اللَّهُمَّ احْبِسْهَا عَلَيْنَا . فَحُبِسَتْ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ". الحديث .
قال ابن حجر : قوله : " غزا نبي من الأنبياء " أي : أراد أن يغزو . وهذا النبي هو يوشع بن نون . اهـ .

وفي الصحيحين في قصة موسى عليه الصلاة والسلام مع الخضِر عله السلام : وأخذ حوتا فجعله في مِكْتَل ، ثم انطلق هو وفَتَاه يوشع بن نون .
قال النووي : معنى " فَتَاه " صَاحِبه .

و قد ذكر المفسرون بأنه من أخرج بني اسرائيل من التيه في صحراء سيناء , بعد أربعين سنة , فأخرجهم إلى الأردن و قادهم للإنتصار على العمالقة و دخول فلسطين و فتح أريحًا حسب الراجح من المرويات.

ذاك هو فتى موسى عليهما السلام .

و قبل أن نتحدث عمن دعوناه بـ"فتى محمد" صلى الله عليه وسلم , بالإتّباع و العمل و الدعوة لدين الواحد القهّار , الفرد الصمد الذي لم يتخذ صاحبة و لا ولد , و لا ينبغي له , تعالى علوًا كبيرًا , لا إله إلا هو سبحانه ...

أود أن ألفت الإنتباه لجزئية بسيطة , منعًا للخلط و بعدًا عن الشطط :

نحن هنا لا نقارن بين نبي كريم و شخص عادي نحسبه , إن شاء الله , من أهل الصلاح و داعية للفلاح .

هو شخص "عادي" بمقاييس الأنبياء و عباد الله المقربين , و لكنه انسان فوق العادي بمقاييس الأفعال و ثبات اليقين و الدعوة لدين رب العالمين , رجل بأمة و أمة في رجل , نحسبه كذلك و الله حسيبه و لا نزكي على الله أحدًا , جزاه الله عنا و عن الإسلام خير الجزاء.

هو فتى من فتيان هذا الدين الخاتم , أخرجه الله من ظلمات الباطل إلى نور الحق , و لم يكتفي بذلك و لكن أراد أن يخرج قومه من هذا "التيه" الروحاني و الخواء العقائدي و عبادة الرهبان و الأحبار إلى عبادة الواحد الجبّار , فهل شططت حينما دعوته "فتى محمد" ؟ لا أعتقد ذلك ....

فتى كان للاسلام حرزاً ومعقلاً .... وحصناً منيعاً فاستهل جوانبُـهْ
لهُ الهمة العليا لاحراز كلمة الإله .... فطـالت في العـلاء رواجبُهْ

أراه "يوشع" آخرُ في هذا الزمان .... دليله الفرقان و هاديه سنة خير الأنام , محمد عليه الصلاة و السلام , و أباه الإسلام ...

أبي الإسلام لا أب لي سواه .... إذا افتخروا بقيس أو تميم

نرجو أن يخرج الله قومه به من التيه و الضلال , كما أخرج يوشع بن نون بني اسرائيل من تيه سيناء الطويل , و سوف يتضح , إن شاء الله, السبب و يزول العجب و يحل محله التقدير و التوقير و الدعاء له بالسداد و الرشاد.

فتى محمد : يوشع حنيف ايفانز Joshua Haneef Evans



إضغط على الصورة لعرضها بحجمها الطبيعي في صفحة جديدة

كان من الوعّاظ الإنجيليين البروتستانتيين الداعين لمنهج الإنجيل و يسوع المسيح و الخلاص و ترسيخ هذه المفاهيم لدى الشباب النصراني في الولايات المتحدة الأمريكية , أو ما يُطلَق عليه اسم Christian Youth Minister في الأوساط الدينية هناك.

كرّس جزءًا كبيرا من حياته للدعوة بين أقرانه و في مجتمعه لتعاليم النصرانية المحرّفة و للتعرف على يسوع ابن الإله المخلِّص - تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا - و للنظر الى الحياة و تكييفها على ضوء هذه المفاهيم , فماذا حصل لهذا المنصِّر المتعصب ؟

إنه النور ... الذي يهدي الله اليه من يشاء .... و لكن للخروج من النفق المظلم نحو النور , لابد من المشي الطويل و البحث المضني في طريق مليء بالعثرات و الصعاب , و أي طريق ! عن طريق البحث عن الله ...

نبدأ القصة من أولها كما يسردها "يوشع ايفانز" و بترجمة من أخيكم بتصرف يسير :

البداية ... نشأة نصرانية جنوبية محافظة




كنيسة يسوع الميتودية* الموحدة Christ United Methodist Church

ولِدت و نشأتُ في "غرينفيل" في و لاية كارولينا الجنوبية , تعهد بتربيتي جدي و جدتي , حيث تركتني أمي منذ سن صغير و كان أبي يشغل وظيفتين و بالطبع لا يسمح له وقته برعايتي.

كان جدي و جدتي ممن يطلق عليهم وصف "المسيحيين الجنوبيين المحافظين التقليديين" ؛ كانوا متعصبين جدًا و متمسكين بأفكارهم و و معتقداتهم و مناهجهم , أو كما يقولون " هذا ما كنّا نفعله و هذا ما يجب أن يكون عليه الأمر بشكل دائم و كل يوم" و نحو ذلك .

كانوا متعصبين دينيًا لدرجة أننا كنا نذهب للكنيسة كل يوم أحد و في المساء أيضًا , بل و في كل يوم اربعاء , و هذا يعتبر في المفهوم النصراني من مظاهر التشدد في الدين.

لم يكن من الصعب علي كطفل أو على جدتي - بحكم انها مسؤلة عني - أن "تسحبني الى الكنيسة كل يوم أحد" , إذ كانت على بعد بنايتين من المنزل.

كرهت الكنيسة عندما كنت طفلا , لعدة أسباب , و كذلك بحكم أنني كنت أتبع الكنيسة الميتودية الموحدة united methodist Church, الميتوديين كانوا تقليديين جدًا , تستمع للواعِظ ثم تقف و تغني ثم تستمع له مرة أخرى ثم تقف و تغني كذلك و هكذا , هذا كان كل ما يجري , كنت أجلس متململاً على ذلك الكرسي الخشبي الجامد أعبث بالنقود التي منحتني إياها جدتي كي أضعها في صندوق الهِبات , هذا ما علق بذاكرتي كطفلٍ صغير عن الكنيسة.

في المقابل كنت استمتع ببعض الفعاليات المتعلقة بالكنيسة مثل "مدرسة الأحد".

في مدرسة الأحد كنا نرسم أشياء مثل نوح و هو يبني الفُلك و موسى يعبر البحر الأحمر , و كنا نتعلم قصصًا عن تحرير موسى لأبناء اسرائيل من مصر و قصة موسى و كيف شق البحر لهم و قصة نوح و الفلك و قصة دواود و جالوت ؛ كنا نتعلم كل هذه القصص في مدرسة الأحد و هكذا تعلمنا عن النصرانية عن طريق هذه القصص الجميلة أساسًا , لأني لم أكن أستمع لما كان يقوله الواعظ كل يوم أحد , و كان هذا الأمر يعتبر طبيعيًا و سائدًا.

لكن كما أسلفت كان البيت الذي نشأت فيه متشددًا و محافظًا جدًا , و كمثال بسيط على ذلك التشدد , لنتحدث عن مسائل الجنس أو النوع ؛ عندما بلغت الثانية عشرة إلى الرابعة عشرة من عمري بدأت ألاحظ بأن هناك مايسمى بالجنس الآخر أو الفتيات و لم أكن أفر من أمامهن و كأنهن مصابات بأمراض معيّنة :) , و هكذا أردت أن أحظى بفتاة ضمن هذا السياق فقط و كان الأمر صعبًا جدًا مع جدتي التي كانت تصر على وجود موعد مسبق و أن أجلس مع الفتاة في غرفة المعيشة الرسمية بحضور جدتي , أو أن تكون جدتي في المطبخ مثلاً و تراقبنا من بعيد , و كانت جدتي طيبة و لكن هذه هي تقاليد المنزل و قوانينه التي نشأت عليها و لا بديل عنها.

......

أنشطة الشباب "المسيحي" ... "أردت أن أكون نصرانيًا" و بداية الطريق !





في الحلقة القادمة نكمل إن شاء الله ...

فالموضوع يستحق و لا ينبغي لنا أن نتعجل فيه ....

فهذا هو يوشع ايفانز .... فتى الإسلام ... فتى محمد.

و لا أنسى أن أتقدم بالشكر الجزيل لأخي "محامي " الذي أقترح علي الكتابة عن هذا المسلم الشامخ و زودني بالمادة المرئية عن قصة اسلامه و أمر آخر دعاني لهذا العنوان و تلك المقدمة , أحسن الله اليه كما أحسن الظن بالعبد الفقير.


أخوكم


* كنيسة بروتيستانتية نشأت عام 1729 بين شبّان في جامعة أوكسفورد، على أثر نهضة قامت في كنيسة إنكلترة، بمبادرة الأخوين جون وشارل وسلي (John, Charles Wesley) وفي نهج التقويّة الألمانّية. تبنَّت هذه الحركة المبدأ الأرميني رافضةً مبدأ الإختيار المُسبَق واقترحت على أتباعِها "نظاماً" من التقوى والتأمُّل العميق كردّة فعل على التـديّن الظاهري الذي كـان يعمّ الكنيسـة الأنكليكـانية آنذاك، ولـهذا دُعيت بالميتوديّة (method = نظام).

نظمت هذه الحركة في أوّل أمرها في جمعيّات حرّة، وانتهت في 1784 إلى تأسيس كنيسة جديدة منفصلة عن الأنكليكانّية، تقوم بخدمة رسولية مستقلّة عن الخلافة الرسولية (الأسقفيّة) الأنكليكانّية.

بعد وفاة جون وسلي (1791) تقسَّمت الميتودية لعدّة كنائس. عام 1881 كانت هناك محاولة لإعادة توحيد الكنائس الميتودية في إنكلترة وقد تمّ هذا عام 1932. انتشرت الميتودية أيضاً في الولايات المتحدة بعد إرسالية عام 1769، ولم تنجو هذه أيضاً من الإنقسامات التي دامت طويلاً حتى عام 1968.
ترفض الميتوديّة أن تكون لها عقيدة خاصّة وليس لها شهادة إيمان غير قانون الرسل (مع أنه لا يتوجّب على كلّ واحد أن يقبل ما فيه من بنود). وهي تقوم قبل كلّ شيْ على الخبرة الروحيّة التي يُشعَر بها شخصياً في الاهتداء، على وجه يماثل خبرة الأخوين وسلي الصوفيّة.
اليوم تنتمي الكنائس الميتودية إلى الرابطة الميتوديّة العالمية. يبلغ عددها نحو الأربعين، وتضمّ نحو ثلاثين مليوناً من المؤمنين، نصفهم في الولايات المتّحدة.