تأكيد القرآن والسنة لاشتمالها على الإعجاز العلمي :

بسم الله الرحمن الرحيم..

في كل مرة نأتي للكفرة ومكذبين بإعجاز علمي مذهل يبدؤون بالتهكم والتساؤل :

وهل القرآن كتاب علمي؟
وهل محمد خبير طبي؟
هل القرآن كتاب يتكلم بلغة البلاغة أم بلغة العلم؟
لم يفسر علماؤكم السابقون القرآن كما أنتم تفسرونه الآن !!

...الخ

ونريد في هذا البحث أن نخرس تلك الألسن من القرآن والسنة وأيضا من كلام العلماء السابقين أنفسهم.

لنبدأ :

1-يقول الله -سبحانه وتعالى- : ((بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله كذلك كذب الذين من قبلهم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين )) (يونس-39)

أليس هذا دليلا ساطعا أن قريش كانت لا تحيط بعلوم القرآن وتأويله؟!

يقول الإمام الرازي -رحمه الله- في تفسير هذه الأية :

"واعلم أن الناس اختلفوا في أن القرآن معجز من أي الوجوه؟ فقال بعضهم: إنه معجز لاشتماله على الإخبار عن الغيوب الماضية والمستقبلة، وهذا هو المراد من قوله: {تصديق الذى بين يديه} ومنهم من قال: إنه معجز لاشتماله على العلوم الكثيرة، وإليه الإشارة بقوله: {وتفصيل كل شىء} وتحقيق الكلام في هذا الباب أن العلوم إما أن تكون دينية أو ليست دينية." (مفاتيح الغيب)

2- يقول الله تعالى : ( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) [فصلت : 53]

تفسير الجلالين : " (سنريهم آياتنا في الآفاق) أقطار السموات والأرض من النيرات والنبات والأشجار (وفي أنفسهم) من لطيف الصنعة وبديع الحكمة (حتى يتبين لهم أنه) القرآن (الحق) المنزل من الله بالبعث والحساب والعقاب فيعاقبون على كفرهم به وبالجائي به . "

لاحظ أن الله يتكلم بزمن المستقبل : (( سنريهم )) ، ويربط بين الظواهر العلمية والإيمان بالقرآن.

3- قال تعالى: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).(سورة الأنبياء/107) وهي آية كريمة تحدد نطاق رسالة الرسول -صلى الله عليه وسلم- المكانية والزمنية.

4- رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يضع تفسيرا موحدا للقرآن ، وإنما كان عليه السلام يقول : ((القرآن ذو وجوه فاحملوه على أحسن وجوهه)) (أبو نعيم عن ابن عباس).
أخرجه أيضًا : الديلمى (3/228،رقم4672) .
فبينما يجعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مجال التفسير مفتوحا ، نجد الملاحدة والكفرة والمشركين بضيقونه... بأي حق يكون ذلك؟؟!

5- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : ((أتانى جبريل ، فقال : يا محمد إن الأمة مفتونةٌ بعدك. قلت : له فما المَخْرَجُ يا جبريل؟ قال : كتاب الله ، فيه نبأ ما كان قبلكم وخبر ما بعدكم ... وهو الذى لا تفنى عجائِبُه ...)) (أحمد ، والدارقطنى عن على ، قال المناوى : بإسناد حسن)
أخرجه أحمد (1/91 ، رقم 704) ، والدارقطنى فى الأفراد كما فى أطراف ابن طاهر (1/194 رقم 269) . وأخرجه أيضًا : البزار (6/125 ، رقم 834) ، وأبو يعلى (1/302 رقم 367) .
وفي بعض الروايات : (( ... لا تشبع منه العلماء...))
فها هو جبريل -عليه السلام - يؤكد أن القرآن لا تنقضي عجائبه ، فهي ممتدة إلى الأزمان بعد محمد -صلى الله عليه وسلم-... فإن كان تفسره قد تم وعلم كل ما فيه ، فكيف سيكون له عجائب لا تنقضي ولا تنتهي؟؟
وهذا ما نشاهده نحن المسلمون حاليا ، فبين الفينة والأخرى تظهر معجزة مدهشة عجيبة تجدد إيماننا بالله وترسخ قلوبنا في الإيمان.

6- ونحن إلى الآن لا نعلم لماذا يقال : لا يصح تفسير القرآن بغير تفسير المفسرين القدامى!!! من أين أتتنا هذه الفرية؟؟! وما دليل هذا الادعاء؟؟! فباب الاجتهاد مفتوح على مصراعيه منذ نزول القرآن وفقا لضوابط اللغة العربية ، يقول الله تعالى : ((إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)) [يوسف : 2] ، وقال : ((وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً ...)) [طه : 113] .

ونحن في الإعجاز العلمي لا نمش خطوة واحدة قبل توضيح المعاني لغويا من أصول اللغة بمختلف المعاجم وما تيسر من شعر وأمثال العرب.

7- كان علماؤنا الأفاضل والمفسرون لا يفرغون من تفسير إلا ويقولون : "والله أعلم" . فإن كان العلماء أنفسهم -رحمهم الله- لم يستيقنوا كثيرا من الأمور؟؟ فلماذا نجد سفهاء الكفرة يستيقنون ما قاله هؤلاء العلماء ؟؟!!

... وأخيرا نقول أن هذه ليست إلا شبهات واهية كالطبل الأجوف ، ليس عليها دليل أو برهان تهدف إلى الإطاحة بهذا الإعجاز الذي أصبح يجري بين علماء الغرب ويستميلهم إلى الإسلام.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين..