السلام عليكم


نعم كما قرأتم بالعنوان فالمسيحية تقدم اطروحة متناقضة للغاية لدرجة تجعل معتنقها اما يتركها ويدخل الدين الذي يحاكي فطرته (الاسلام) او يظل مشتتا لا يعلم رأسه من قدمية ويظل هكذا تائه حتى يموت او يعجز عقله بمجرد مواجهة المستحيلات والمتناقضات العقلية في اصل الديانة فيترك التفكير بالدين كلية مكتفيا بكلام القساوسة بتخدير عقله بحجة انه لا يمكن للانسان ان يفهم الاله او دينه .
ويلجأ لجانب الاخر من محاولة اقناع نفسه بهذا الدين اللامنطقي عن طريق "صدق ولابد ان تصدق" والتمثيليات والافلام المسيحية التي غسلت مخه بقصص المعجزات التي تكررت حتى تقررت في عقله بدون ان يراها او يلمسها ..حتى اصبحت حقيقة وان كانت خيالا ومحض افتراء ولكن غسيل المخ يجعل الخرافه حقيقة !


ونبدأ بقليل من اللامنطقيات في الاطروحة التي يقدمها لنا المسيحيين :



المسيحية دين المحبة والله يحبك


يرددون ذلك دوما .. ويقولونها حتى للمسلم الذي هو في نظر الكنيسة هرطوقي لأني مؤمن بالمسيح ليس على هواهم... لكن ليس المسلم فقط الذي يدعون ان رب المسيحيين يحبه فربما المسلم يحترم المسيح ويحبه اكثر من المسيحي نفسه فلذلك ربما يجوز علينا محبة الرب عندهم لكن المشكلة هي انهم يدعون ان الرب الاله يحب البوذي والوثني ... وكيف يحب الله الكافر ؟!!
انا اتفهم ان تقول ان الله يحب للكافر الهداية والرشاد ...لكن يحب الكافر ؟! فلم يعد له بحيرة النار والكبريت والعذاب الابدي حيث البكاء والندم وصرير الاسنان؟


اليس هذه اطروحة متناقضة ...فكيف تقول الرب يحب الكافر او الوثني وهو يعد له بحيرة الكبريت ؟!
اي محبة هذه ؟ هذه شيزوفرنيا (فصام) يا سادة !!!


والصحيح اما ان تقدم اطروحة صحيحة عقليا بأن تقول ان الله يحب المؤمن ولا يحب الكافر -ان لم يؤمن- ويعد للمؤمن الفردوس والحياة الابدية ويعد للكافر بحيرة النار والكبريت والعذاب الابدي
او تصحح اطروحتك بالكلية وتقول ان الرب يحب الكافر وسيجعله مع المؤمن في الفردوس يتنعم بالنعيم والحياة الابدية الجميلة ويساوي بين الجميع مؤمن وكافر فكلهم في الفردوس ولا فرق لأن الله يحب الجميع




التسامح
من ضربك على خدك الايمن فاعطه الايسر ...احبوا اعدائكم باركوا لاعنيكم !



في البداية هذا ليس تسامحا ..التسامح هو ان تسامح من لطمك وتعفو عنه ...لكن تعطيه الخد الاخر ..هذا ليس تسامحا هذا ((ملطشة)) ومستحيل يقول عاقل بالكلية هذا الكلام ... فالعاقل الذي يريد ان يطاع فليأمر بما يستطاع والمسيح ذكي للغاية ومستحيل بالكلية ان يقول هذا السفه .... فهذا كلام ليس للتطبيق بالاساس وانما يتشدق به المسيحيين جيئة وذهابا كدليل معهم وهو بالحق دليل عليهم لأنه لم ولن يطبق ولو طبق لاصبح المؤمنين بأطروحة المسيحية ((ملطشة)) ولا يحترم الانسان من لا يحترم نفسه ولا يأبى عليها الذل والهوان !


وتظهر الاطروحة المتناقضة التي يقدمها كتاب الاناجيل في ان صاحب هذا الكلام نفسه "يسوع" لم يطبقه !!!
نعم .. نعم ..الكلام سهل جدا ...من ضربك على خدك الايمن فأعطه الخد الاخر وفي ذات الوقت كان المسيح يشتم الكهنة والفريسيين ويصفهم بالخنازير والقبور المبيضة والشياطين واولاد الافاعي ويصف الامم في انجيل متى ب"الكلاب" في رد على امرأة تستغيث به..... كان لسانه معهم هكذا دائما ...فعن اي تسامح كان يتحدث هذا الرجل؟!
فكيف تدعي المسيحية ان المسيح يقول مالا يفعل ويطلق المبادئ ولا يطبقها ؟!


بل وحدث ليسوع بعد قوله "من ضربك على خدك الايمن فأعطه الاخر" حدث له نفس الموقف ... لقد لطمه عبد رئيس الكهنه على وجهه فهل نفذ يسوع ما كان يتشدق به جزافا ؟!
لقد بين هو بذاته فساد المبادئ التي اطلقها هو ....فلما ضربه الرجل على وجهه سأله مستنكرا لماذا تضربني ؟!
هذا رد فعل طبيعي ولسنا نستنكره ...فلم اطلاق مبادئ لا يطيقها الههم نفسه -حسب زعمهم- ....فلا تقدم اطروحة متناقضة للناس وتدعي انك تقدم دينا او اعتقادا او اخلاقا تصلح لشئ في الحياة ؟!




الاطروحة المتناقضة في الاعتقاد


اطروحة في غاية التعقيد والتناقض فهي تدعي التوحيد وفي ذات الوقت هناك ثلاث الهة متحدين فالاب يكلم الابن والابن ينزل عليه الروح القدس والاب يرسل الروح للابن ويرسل الابن للعالم لكي يقتل ويموت لأجل ان يغفر الاب للعالم


هل هذا دين او اعتقاد يدخل عقل عاقل او يمر به مرور الكرام بدون الف علامة استفهام واستبيان ليس لها من مجيب ؟!


ثم بالله عليكم انظر للمسيحي داخل الكنيسة وهو يسجد لتمثال العذراء ولأيقونة البابا فلان والقديس علان ويسجد للحجر والصنم ؟! هل هذا هو التوحيد ؟!


اذا كان هذا هو التوحيد فما هو الشرك والكفر يا ترى ؟!




بين يسوع ويهوه رب الجنود او الوهيم


في هذا الجانب الامر غاية في التنافر والتعقيد واللامنطقية وجميع المسيحيين من اولهم لأخرهم لا يجد رأسه من قدميه ان فكر في "يسوع ويهوة" والعلاقة بينهما
يهوة رب الجنود يصوره العهد القديم انه اله فظيع يحب رائحة الشواء لديه عنصرية لا متناهية يأمر بني اسرائيل بقتل كل الامم حولهم بطريقة وحشية لا لتبشير بدين ولا لدعوة ولا لغيرها فقط عنصرية وحشية تجاه الامم وقتل رجالها ونسائها واطفالها وشق بطون الحوامل وقتل الرضع تحت الاقدام امام امهاتهم وابائهم ..في طريقة توحي بالتشفي والغل والحقد ليس اكثر!!


المسيحي قرأ بالفعل كل هذا الاجرام الوحشي في حق الانسانية ...ولكنه يبرره بأن الهه قدوس لا يحب الخطية ويغضب منها جدا للدرجة التي تجعله يأمر بقتل الجميع بهذه الطريقة الاجرامية ... !


على الجانب الاخر ظهر يسوع وهو في غاية الوداعة كما يرونه ويأمر بالتسامح ومن ضربك على خدك الايمن فأعطه الاخر ومن طلب ردائك فأعطه ازارك .... !


منذ بداية المسيحية ومؤلهي المسيح واقعين بمأزق فكري في التفكير في علاقة الاله يسوع بالاله يهوة رب الجنود وحتى الان لا تكاد تجد عقل المسيحي الا مشتت بهذه المعضلة
شخص مثل "ماركيون" -على ما اذكر- لما جلس يفكر في اجرام الاله يهوة وامره بقتل حتى الاطفال والرضع بطريقة وحشية وامام ابائهم ونظر لوداعة يسوع وتسامحه وصل انه مستحيل يكون هذا هو ذاك
فبنى نظريته على هذا الاساس فقال ان لهذا العالم الهين احدهما شرير وهو الخالق -يقصد يهوة- والاخر اله طيب وحنون ووديع هو يسوع !!


اما المسيحيين الحاليين فوصفوا هذا بالهرطقة والزندقة و افترضوا نظرية في قمة اللاعقلانية وهي ان يسوع هو يهوة ويقولونها جهارا نهارا "يسوع هو يهوة" وأنى يتساوى الضدين الوديع والمجرم ..المتسامح وقاتل الاطفال ....المحب الذي ضحى لأجل خطاياهم و باقر بطون الحوامل .. ؟!!!


فما طبيعة علاقة يسوع مع يهوة ؟!
هل يسوع ابن يهوة والاله يهوة لا يتغير ولكن سفك دم ابنه على يد شعبه قد اراحه وهدأ اعصابه وجعل الناس يتصالحون مع يهوة رب الجنود فكف شره عنهم ؟!
أم هل يسوع هو يهوة ؟! إذا فكيف تغير وكيف تاب من غيه وظلمه ؟ وهل ندم على اجرامه فأجبره الندم على الانتحار على الصليب ؟!


ام ان ماركيون كان محقا حينما قال ان هناك الهين احدهما شرير "يهوة" والاخر طيب "يسوع" ؟!


هذه الاطروحة المتناقضة يا سادة ...وستظل هذه الاطروحة تؤنب ذات المسيحي وتجرح بقلبه وعقله ان فكر فيها ... طالما ما يجد لها حلا !


واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين