إليكم هذا الجزء من السورة

(خَلَقَ الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ وَخَلَقَ الجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ رَبُّ المَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ المَغْرِبَيْنِ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ مَرَجَ البَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَّ يَبْغِيَانِ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ)


هل تعتبر الآية"فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ " من قبيل التكرار؟؟

لا أرجح ذلك والسبب أنها ذكرت في كل مرة تعقيبا على موقف مختلف---ما قولكم في من قال لولده

أتغضبني في تقصيرك تجاهي وأنا ربيتك صغيرا
أتغضبني في عدم طاعتك لي وأنا ربيتك صغيرا

أتغضبني في تقتيرك علي وأنا ربيتك صغيرا

أليست " ربيتك صغيرا" من قبيل التعقيب المختلف معناه في كل جملة مما قلت--حتى لو حذفت لنقصت جودة زجرك لولدك

وهذا ما كان في سورة الرحمن--

قوله(خَلَقَ الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ وَخَلَقَ الجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ ) أتبع ب (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ )--أي يا معشر الإنس والجن لم تكذبون بنعمة خلق كل منكم من طبيعة مختلفة؟

وقوله مثلا (رَبُّ المَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ المَغْرِبَيْنِ) والتي أتبعها ب (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ) فمعنى الكلام " لم يامعشر الإنس والجن تكذبون بنعم الله أن جعل لكم مشرقين ومغربين

وهكذا في كل موقع فيه (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ )---مما يعني أنها ليست تكرارا لأنها في كل مرة ذات معنى مختلف عن الأخرى



والله المستعان