سألت زميلة مسيحية لى فى يوم من الايام هل تقومون بالتطهر؟ ( كان سؤالى نابع من عدم مقدرتى من تبادل اى شىء منها احساس فطرى بعدم الارتياح)
فردت علية ماذا تقصدين؟ هل تقصدى الاستحمام؟ قلت لها لا فالاستحمام يمارسه كل البشر
انا اقصد التطهر بعد الجنابة و الحيض و ما الى ذلك!
فنظرت الى بأستغراب و قالت حسب الظروف نستحم ليس عندنا ما ينص على ذلك و ليس عندنا شعائر مخصصة
فكانت لى الصدمة الكبرى فقررت ان آتى بهذه المقارنة البسيطة بين المسيحية و الاسلام دين الطهرة (طهارة النفس و الجسد)


و سوف اتناول الطهارة فى المسيحية من وجهة نظر الكتاب المحرف بالطبع لأنها بعسيدة كل العد عما نادى به عيسى
فإن المسيح صلوات الله وسلامه عليه كان يتدين بالطهارة، ويغتسل من الجنابة، ويوجب غسل الحائض.

وطوائف النصارى عندهم أن ذلك كله غير واجب، وإن الإنسان يقوم من على بطن المرأة، ويبول، ويتغوط، ولا يمس ماء، ولا يستجمر، والبول والنجو ينحدر على ساقه وفخذه، ويصلي كذلك، وصلاته صحيحة تامة، ولو تغوط وبال وهو يصلي لم يضره فضلا عن أن يفسو أو يضرط، ويقولون: إن الصلاة بالجنابة، والبول، والغائط أفضل من الصلاة بالطهارة، لأنها حينئذ أبعد من صلاة المسلمين، واليهود، وأقرب إلى مخالفة الأمتين.

الراهب والقسيس يغفر ذنوبهم!! ويطيب لهم نسائهم!!!
وليس عند النصارى على من زنا أو لاط، أو سكر، حد في الدنيا أبدا، ولا عذاب في الآخرة؛ لأن القس والراهب يغفره لهم، فكلما أذنب أحدهم ذنبا أهدى للقس هدية، أو أعطاه مالا، أو غيره، ليغفر له به!!

وإذا زنت امرأة أحدهم بيّتها عند القس ليطيبها له فإذا انصرفت من عنده، وأخبرت زوجها أن القس طيبها قبل ذلك منها وتبرك به!!!

وقد استند آباء الكنيسة إلي أنَّ المسيح لم يهتم بالجنس. وتعليقاته في هذا الموضوع نادرة، " خاصّة بالنسبة لملاحظاته العديدة عن الثرة وشهوة التملّك وإشارات الجنس في كلام المسيح قصد بها هدف آخر مثل الحديث عن " زنا القلب " أي التأكيد علي أنَّ الأعمال بالنيّات.

ويتفق رأى السيدة " راى تناهيل " مع رأينا إذ تقول: " يبدو أنَّ الكنيسة اعتبرت المرأة الررمانية النموذج المضاد. لكل ما يجب أن تكون عليه المرأة المسيحية "، ولذا اعتبرت تجمل المرأة من المحرمات، أما الجمال الطبيعي، فهو مكروه ويُستحسن إهماله وطمسه حتّي لا يظهر حيث أنَّه خطر علي كل من ينظر إليه

حتي النظافة كانت مكروهة، فالذي اغتسل في المسيح لا يحتاج إلي استحمام (ص 136 الجنس في التاريخ والنص عن ترتوليان).

" كان الطاعون أكثر فتكًا في المسيحيين منه في المسلمين واليهود، لأنَّ النظافة (Darlington pp. 300)

لم تكن من عقيدة المسيحيين فكما قال سان جيروم " الذي اغتسل في دم المسيح لا يحتاج إلي تنظيف " وتعلّق المؤلفة " ولكن يبدو أنَّ نظافة الروح لم تفدْ كثيرًا في مقاومة البراغيث التي تنقل الطاعون ".



*************************************


أما الطهارة فى الاسلام فمعناها واسع فالإسلام دين بُني على النظافة والطهارة بمعناها الواسع ماديّة ومعنويّة; قال تبارك

وتعالى في سورة البقرة 222:{ إِنَّ الله يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ } وقال

تعالى في سورة المائدة 6: {وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون}َ

ولذا فإنّ معنى الطهارة عند المسلمين من المعاني المعلومة التي لاتحتاج إلى مزيد بيان حيث أنّ هناك شطراً عظيماً من المسائل الدينيّة تدور حول الطهارة وما يقابلها من النجاسة والحدث ومن كثرة الإستعمال ومزاولة المتشرعة اليومية للطهارة والتطهير أصبحت الطهارة من الحقائق الشرعيّة أو المتشرعية على حدّ تعبير الا ُصوليين.



الطهارة الشرعيّة إمّا خبثيّة وإمّا حدثيّة:

من الواضح أنّ الطهارة والنجاسة والحدث من الا ُمور الإعتبارية التي اعتبرها الشارع المقدّس، فإنّ الشارع قد اعتبر عدّة أشياءٍ نجسة وعدّها خبائث، كالدم، والبول، والغائط والميتة وغيرها من النجاسات التي سيأتي بيانها في فصل مخصوص; وهذه الا ُمور قد حكم الشارع بوجوب اجتنابها والتحرّز عنها; فما اصطلح عليه الفقهاء بـ(الطهارة الخبثيّة) هو التنزّه عن هذه الخبائث وإزالتها عن الثياب والبدن ونحوها من الأدوات التي يستعملها الإنسان.

وللطهارة من هذه الأشياء وإزالة خبثها أنحاء خاصّة وأدوات خاصة اعتبرها الشارع المقدّس وسيأتي بيانها في فصل المطهرات إن شاء اللّه تعالى.

وقد تكون الطهارة طهارة حدثيّة وهذه إنّما تكون بالوضوء أو الغسل فكل حدث موجب للوضوء كالنوم وخروج البول أو الغائط ونحوها يعدّ حدثاً أصغر، وكلّ حدث يوجب الغسل كالجنابة والحيض والنفاس وغيرها يعدّ حدثاً أكبر.

و الطهرة فى الاسلام تتضمن:
طهارة الأواني
طهارة الثوب
طهارة البدن