خطط سرية لإنقاذ الكنيسة الإنجليكانية من الانقسام

كشفت صحيفة "دايلي تليجراف" البريطانية عن دعم الدكتور روان ويليامز كبير أساقفة كنيسة كانتربري ********* الإنجليكانية البريطانية) لخطط سرية تهدف إلى إنقاذ الكنيسة الإنجليكانية الأمريكية التابعة لسلطته من الانقسام جراء التوتر القائم بشأن ترسيم أساقفة شواذ جنسيا، وتأييد بعض الأساقفة الليبراليين لزواج المثليين.

وذكرت الصحيفة في عددها الصادر اليوم السبت أن ويليامز بارك خططا لإنشاء جناح يضم 20 أسقفا أمريكيا محافظا ليكونوا بمنأى عن زملائهم الليبراليين لكن مع الإبقاء على هذا الجناح تحت سيادة الكنيسة الأمريكية تقنيا وإداريا، فيما سيخضع هؤلاء الأساقفة فكريا ووعظيا لأساقفة من الخارج متشابهين معهم في الفكر والميول.

وأضافت أن هذه المباركة جاءت بعد سلسلة من لقاءات محاطة بسياج من السرية أجراها ويليامز مع أساقفة أمريكيين بارزين ولاهوتيين محافظين معارضين لزواج المثليين.

ووافق عدد من الأساقفة الأجانب على الإشراف على الجناح المحافظ بالكنيسة الأمريكية من بينهم كبير أساقفة جزر الهند الغربية الأسقف دريكسل جوميز الملقب بالمحافظ المعتدل.

"انشقاق"

وتأتي هذه الخطط بعدما انشقت بعض الأبرشيات التي يديرها أساقفة محافظون عن الكنيسة الأمريكية وإعلان ولائهم لرئيس أساقفة كنيسة محافظة في أمريكا الجنوبية لا تنتمي للكنيسة الإنجليكانية العالمية التي تترأسها كنيسة كانتربري البريطانية.

ولفتت "دايلي تليجراف" إلى أن تأييد الدكتور ويليامز لهذه الخطط يأتي في إطار مساعيه الرامية إلى التقليل من الأضرار التي تتعرض لها عملية الإعداد لمؤتمر قصر "لامبيث" المقرر عقده الصيف المقبل في مقر ويليامز بمقاطعة كانتربري البريطانية، وهو المؤتمر الذي يعقد كل عشر سنوات لزعماء الكنائس الإنجليكانية التابعة لكنيسة كانتربري في العالم.

وتشير توقعات إلى أن عددا كبيرا من أساقفة الكنيسة الإنجليكانية في العالم - البالغ مجموعهم 880 أسقفا - سيقاطعون المؤتمر بسبب الخلافات حول الأساقفة الشواذ والزواج المثلي، وجراء الجدل الذي أثاره مؤخرا بدعوته لتطبيق جزء من الشريعة الإسلامية في بريطانيا، خصوصا ما يتعلق منها بالأحوال الشخصية.

وقال ويليامز في وقت سابق الشهر الجاري إن تبني بعض أوجه الشريعة الإسلامية في بريطانيا "أمر لا مفر منه"، وقوبلت هذه التصريحات برد فعل فوري من الحكومة البريطانية التي رفضت الدعوة، وبدعوات له بالاستقالة من قبل كنائس وقيادات مسيحية، في حين قوبلت تلك التصريحات بترحيب من بعض المنظمات والقيادات الإسلامية.

وانفتحت أبواب النزاع اللاهوتي في الكنيسة الإنجليكانية بشأن الشواذ مع خطوة ترسيم الأسقف الشاذ جنسيا "جين روبنسون" كأسقف لكنيسة نيوهامبشاير الأمريكية عام 2003، وهي المرة الأولى التي يتم فيها تنصيب أسقف إنجليكاني شاذ علنيا، ولا يزال هذا النزاع متفاقما حتى الآن.

"إثارة الغيظ"

وتوقعت صحيفة "ذا جارديان" أن تثير خطط ويليامز والأساقفة المحافظين "غيظ" الأساقفة الليبراليين الأمريكيين، الذين يعتبرون هذه الخطط محاولة لتقويض سلطتهم والتدخل في شئون كنيستهم الداخلية.

من جانبها بدأت كاترين جيفيرتس شوري كبيرة أساقفة الكنيسة الأمريكية في اتخاذ إجراءات صارمة ضد الأبرشيات الساعية للانفصال عن كنيستها والانضمام لأسقف أمريكا اللاتينية المستقل.

وسبق أن رفضت شوري مقترحات مماثلة لخطط ويليامز خلال اجتماع لكبار أساقفة الكنيسة الإنجليكانية في تنزانيا، وأشارت "دايلي تليجراف" إلى أنها عقدت لقاءات بعدد من الأساقفة واللاهوتيين الإنجليكانيين الأمريكيين المحافظين في مدينة نيويورك الأمريكية الأسبوع الماضي بعدما سمعت عن تعاطف ويليامز مع إنشاء الجناح المحافظ.

وجدير بالذكر أن شوري دعمت خطوة ترسيم الأسقف الشاذ جين روبنسون عام 2003، ورفضت محاولات ويليامز للتوصل معها إلى اتفاق بعدم دعم هذه الخطوة، التي عارضها هو بشدة وهدد بالانفصال عن الكنيسة على إثرها.

وتعد الكنيسة الإنجليكانية ثالث أكبر كنيسة مسيحية على مستوى العالم بعد الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذوكسية، ويعد د. روان ويليامز الزعيم الروحي للمسيحيين الإنجليكانيين في العالم البالغ مجموعهم حوالي 70 مليون شخص.


http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1203757333388&pagename=Zone-Arabic-News/NWALayout