عجيب هو القرآن حقا،الكامة فية سر،والحرف سر، والجملة سر، والجملة بعدالجملة سر وقبلها سرآخر،و الوقفة سر،والمد سر،و السكتة سر،وإضغام الحرف فى الحرف سر، فأصبح كلة أسرار،وأعظم أسرارة قاطبة أنة سهل الفهم رغم بلاغتة،وبسيط المعانى رغم بيانة، فبدون البلاغة والبيان ما تجلت معانية ولا استوعبتة الأفهام، قرآن فوق كل مقروء، نزل فى العرب الفصحاء بلغتهم فأعجزهم، وبهذة الأسرارالمكنونة فى جوف الكلمات أبهرهم
فلما كذبوا على أنفسهم أنهم قادرون على أن يأتوا بمثلة وهم أساطين لغتة ،فضحهم القرآن عندما أعلن عليهم التحدى﴿وَإِن كُنتُمْ فِى رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتـُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِةِے........ ﴾ سورة البقرة
لكن القوم بعد أربعة عشر قر نامن الزمان، يعودون إلى ما قالة أجدادهم من صناديد الكفر والضلال،ويقولون وعلى رأسهم آبائهم أن القرآن الكريم من تأليف محمد بن عبد الله0
وإن كانت الإجابة كانت يسيرة على السابقين،إلا أنها صعبة عليتا الآن، وتأتى الصعوبة عن أيام نزول القرآن أن القوم حينذاك كانوا أهل لغة وبيان، والحجة شاهدة عليهم﴿وَإِن كُنتُمْ فِى رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتـُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِةِ. ے....... ﴾ سورة البقرة
أما الآن فالقوم المدعون هم أعاجم، لانقصد كالبهائم الضالة، إنما نقصد أنهم أبعد الناسعن العربية وأسرارها، ولأن الجاهل بالشىء
لا يعرف أنة من الغباء أن يعيب ما يجهلة ،لكن ذلك أبدا لا يعفينا من الصبر على جهلهم،ومحاولة إفهامهم ما جهلوا،وليس صوابا أن تطلب من الأعجمى أن يتأدب فى خطابة معك ،؟لأنة بداية لم يتم
تربيتة على ذلك ،فاقبل منة أخى المسلم اعتداءة كما يقبل الطبيب
سباب مريضة من شدة الآلم ،ونقول إن القرآن لا يصلح أن يكون من تأليف محمد علية الصلاة والسلام ، لأن القرآن بشكلة وعبارتة
وحروفة وما احتوى من علوم ومعارف وأسرار وبلاغة وفصاحة
هو مما لايدخل فى قدرة بشر أن يؤلفة ، حتى لو كان هذا البشر هو
محمد علية الصلاة والسلام خير وأعلم وأعلرف البشر.. بأذن ربة..
فإذا أضفنا إلى ذلك أن محمداً علية الصلاة والسلام كان أمينا لا يقرأ ولا يكتب ، وأنة لم يتعلم فى مدرسة ، ولم يختلط بحضارة ، ولم يبرح شبة الجزيرة العربية ، فإن احتمال الشك واحتمال إلقاء هذا السؤال يغدو مستحيلا ، لذلك تحدى الله المنكرين ممن زعموا ذلك قديما وقالوا أن القرآن من تأليف محمد ﴿ أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَراه ُۖ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَة ٍ مِّثْلِه وَٱدْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ ٱللهِ ........﴾ سورة يونس
استعينوا بالجن والعفاريت وعباقرة الإنس ما شئتم فأنكم لم ولن تستطيعوا ويزال التحدى قائما إلى يوم الرجفة ، و لانجد بأسا بعد ذلك أن نخاطب المعتدين على قدر عقولهم، ونقول لهم:-
أولا: لو كان القرآن من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم لبث فية همومة وأشجانه، ونحن نراة فى عام واحد يفقد زوجة خديجة ، وعمه أبو طالب ، ولم يكن له سند غيرهما فى الحياة ، ومع ذلك لم
يأت لهما ذكر فى القرآن ولا بكلمة ، ومات ابنه إبراهيم وحيده بين البنات ويبكيه بكاء شديدا ، ولم يأت لذلك خبر فى القرآن ، فنفهم أن القرآن معزول تماما عن الذات المحمدية ، إلا ما يكون له شأن بحياة المسلمين ، ولو كان ذلك قد ورد فى القرآن ( حاشا لله) فلن يكون بدعاوقد سبقة كتاب المسيحين الذى فية يبعث الرسل برسائلهم العائلية يطكلبون من المرسل إلية إبلاغ السلامات والتحيات والقبولات لأقاربهم وأصحابهم ومعارفهم وجيرانهم ، بل ويسأل فى الكتاب الذى يقدسونه عن بعض ملابسه المفقودة أن يرسلها إليه0
ثانيا: لو كان القرآن من تأليفه صلى الله عليه وسلم، لما احتوى آيات عديدة مناقضة لما يفعله صلى الله عليه وسلم ولما يفكر فيه ،
وما احتوى آيات متضمنة عتابا له صلى الله عليه وسلم، كحادثة الأعمى الذى الذى انصرف عنة النبى صلى الله عليه وسلم منشغلا بمحاورة أشراف قريش0
فمن الآيات التى ناقضت عمله ﴿ مَا كَانَ لِنَبِىِّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِى ٱلأَرْضِۚ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللهُ يُرِيدُ الأَخِرَةَ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ җ لَّوْلاَ كِتَابٌ مِنَ اللهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَآ أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌٍ﴾ سورة الأنفال
ومن أيات بشريته وعجزه أمام مولاه ﴿قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً مِّنَ الرُّسُلِ وَمَآ أَدْرِى مَا يُفْعَلُ بىِ وَلاَ بِكُمْۖ ..... ﴾ سورة الأحقاف
ومن أيات عتاب الله له ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى җ أَن جَآءَهُ الأَعْمَى җ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى җ أَْو يَذَّكَّرُ فَتَنعَفَهُ الذِّكْرَى җ ﴾ سورة عبس
وقد ينزعج المسيحيون من إقرارنا بمناقضة الكتاب لبعض ما فعل أو قال أو فكر النبى علية الصلاة والسلام ، إذ يتصورون أنه عندنا
علية الصلاة والسلام ، كما عيسى عليه السلام عندهم ، ربا وابن رب وـمة إلهة ، فيستكثرون أننا ام نعبده صلى الله عليه وسلم، كما يستكثرون عليه صلى الله عليه وسلم أن يعاتب أو يلام من رب العزة ، رغم أنهم لم يستكثروا على ربهم أن يبصق فى وجهه ويضرب على قفاه أو يركل بالأقدام ويلعن على الصليب بحسب معتقداتهم0
ثالثا: لو كان القرآن من تأليفه صلى الله عليه وسلم ، لما تطوع من تلقاء نفسه قائلا لأتباعه أنه لا يدرى ما يفعل به ولا بهم ﴿ قُل لآ أَمْلِكُ لِنَفْسِى ضَرَّاً وَلاَ نَفْعاً﴾ سورة يونس
﴿ قُل إِنّىِلآ أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرَّاً وَلاَ رَشَداً﴾ سورة الجن
فإن هذا يؤدى إلى أن ينفض عنه أتباعه كما حدث مع اليهود عندما اتخذوا هذة الآية الكريمة عذراً ليقولوا ما الذى ينفعكم بهذا النبى الذى لا يدرى ماذا يفعل به ولا بنا ، وهذا رجل لا جدوى منه ، فهل يؤلف صاحب الدعوة ما يكون أداة فى أيدى خصومة ليحاربونه به
رابعاً: لو كان القرآن من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم ، فمن أخبره بحوادث الماضى التى جاء بعض خبرها فى كتب الأولين،
والتى لم تأت هذه الأخبار، كأهل الكهف وأصحاب الأخدود وقوم عاد وثمود وفرعون وموسى وعيسى ومن قبلهم ، أو تلك التى جاءت كاذبه فحررها من الكذب ، كأخبار الأنبياء الذين اتهمتهم كتب العهدين القديم والجديد ، بالزنا والفسق والدعارة، فبرأهم القرآن من ذلك ، وهو ما يراه المسيحيون أخطاء فى كتاب الله الكريم، ويأبون إلا أن يصفوهم صلى الله عليه وسلم بالزنا والإجرام
لا لشىء إلا ليكون عندهم يسوع هو الوحيد الذى ولد ومات بلا خطيئه ، متناسين أن يسوع عندهم رباً أما الأنبياء فعباد لله ، ومقارنة الأرباب بالعباد فاسدة0
خامساً: لو كان القرآن من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم ، فمن أخبرة بحوادث المستقبل كانتصار الروم على الفرس بعد غلبهم ، ومن أخبرة بأن أبا لهب ان يسلم وسوف يموت هو وزوجته على الكفر ، وكان هناك من هو أشد كفراً وعتواً من أبى لهب ، وأسلم منهم من أسلم ، وكان إسلامهم قبل هلاك أبى جهل وبعده0
سلدساً: لو كان القرآن من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم ، فمن أخبرة بترتيب مراحل خلق الإنسان ، ومن أخبرة أن المضغة قبل العظام والعظام قبل اللحم مما أوقع أهل الكفر فى حرج عندما أرادوا معاندة العلم وإفهام الناس أن اللحم يسبق العظم فضحك عليهم العالم والعلماء وضجت لفضيحتهم المعامل والمختبرات ،ومن أخبره محمد صلى الله عليه وسلم أن الجلد هو مركز الإحساس إن وخزته بأبره تألم ، وإن خدرتة فما يشعر حتى لو قطعت الأمعاء ، ومن أخبره أن الأرض دحاهال الله وطحاها خلقها بيضوية ميسوطة متحركه ، وأن الشمس تجرى لمستقر خاص بها لا يشاركها فيه نجم أو كوكب مما يدور فى سماوات الأرض ومن أخبره أن الشمس لن تدرك القمر ، ولا الليل سابق النهار ، وأن لكل منهما فلكه الذى يسبح فيه ، ومن أخبره محمد صلى الله عليه وسلم أن الجبال نحسبها جامدة راسخة ، إذ هى متحركة تماما كما تتحرك السحب فى الفضاء ، وأن الريح التى تحرك السحاب هى عينها التى تحرك الجبال ﴿ صُنْعَ ٱللهِ ٱلَّذِىأَتْقَنَ كُلَّ شَىءٍ﴾ سورة النمل
ومن أخبره أن السماء ذات (بروج) ومسالك وطرق ، وذات (حبك )
تدور فيها الكواكب والأفلاك فى نظام لا يتغير ولا يتبدل ولا يحيد عن أمر الله ، ومن أخبره أن للقمرنورا أما الشمس فضياء وسراجا، وفى ذلك إعجاز كونى دقيق وإعجاز بيانى مبهر لا يدركه إلا ذوى

البصيره ، فشتان بين النور المنعكس من سطح القمر بتأثير الضياء ، وبين السراج الوهاج الآتى بالضياء من ذات الشمس﴿هُوَ ٱلَّذِى جَعَلَ ٱلشَّمْسَ ضِيَآءً وَٱلْقَمَرَ نُوراً ﴾ سورة يونس
وإعجاز القرآن لا تنتهى عجائبه إلى يوم قيام الساعه ولو كرة الكافرون ، فهل مازال هناك من يشك فى أن القرآن هو من عند الله الواجد الأحد الذى لا يغفل ولا ينام

[SIZE=7]


خوكم فى الله ولــــــــــــــــــــــــيــــــــــــــــــــد