الفصل الخامس - 4 :- رسالة الى رومية موجهة الى بنى اسرائيل بالشتات وليس الأمم
المقدمة :-
بالرغم من وجود الكثير من علامات الاستفهام حول تلك الرسالة وحقيقة كاتبها فقد كانوا فى الأزمان القديمة يكتبون الرسائل، فاما ينسبونها الى شخص أخر أو أنه يأتي أحدهم بعد ذلك وتقع تلك الرسالة فى يده فيضيف فيها ويوهم الناس أن كاتبها شخص من القدماء
على العموم :-
أيا كان كاتبها فسواء كان بولس أو شخص أخر فهو بالتأكيد وجه رسالته الى بنى اسرائيل فقط (يهود ويونانيين ) حيث كانت التبشير وما تفرع منها من مذاهب وملل هو أمر خاص ببنى اسرائيل ولم تكن فى الأمميين
و قبل أن أعرض الأدلة التي توضح أن تلك الرسالة كانت موجهة الى بنى اسرائيل فيجب أن أوضح الخلفية التاريخية وعقلية اليهودي فى ذلك العصر :-
قبل أن يبعث الله عز وجل المسيح عليه الصلاة والسلام الى بنى اسرائيل كانوا مشتتيين فى
العديد من البلاد و صاحب ذلك تفرقهم الى عقائد ما أنزل الله عز وجل بها من سلطان فبعضهم ارتد وعبد المخلوقات
ذلك كانت رسالة المسيح عليه الصلاة والسلام الى بنى اسرائيل لاعادتهم الى عبادة الله عز وجل العبادة الصحيحة
والتي تعنى ليس فقط الاعلان بتبعية الشخص الى المسيح عليه الصلاة والسلام ولكن تعنى الاستسلام لله عز وجل فى كل أوامره بما فيها الشريعة
فنجده يقول فى انجيل متى :-
مت 7 :21 ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات بل الذي يفعل ارادة ابي الذي في السماوات
للمزيد عن الاسلام هو دين جميع الأنبياء - راجع هذا الرابط :-
الا أنه بعد رفع المسيح عليه الصلاة والسلام ، انتسب الى رسالته بعض من بنى اسرائيل
كانت لديهم رغبة فى تجميع بنى اسرائيل
ورأى هؤلاء أن الالتزام بالشريعة تعيق اعادة الاسرائيلي الذى عاش فى بلاد أخرى وتشبه باليونانيين فى عبادتهم وأخلاقهم
ولذلك بدأوا ينشروا أفكار ما أنزل الله عز وجل بها من سلطان وهى الغاء الشريعة ظنا منهم أن التصديق بوجود الله عز وجل يكفي بأن يكون الانسان مؤمن
ولم يفهموا أن الايمان كان يعنى التصديق والانقياد بما يأمرهم به الله عز وجل وهو نفسه ما أخبر به المسيح عليه الصلاة والسلام فى (مت 7 :21) و كان الحواريين (تلاميذ المسيح عليه الصلاة والسلام ) بريئين من تلك الأفكار فقد ظلوا متمسكين بالشريعة وظلوا على دعوتهم الى بنى اسرائيل للعودة اليها (راجع رسالة يعقوب )
ثم جاء أشخاص تابعين لفكرة ترك الشريعة من أجل اعادة تجميع بنى اسرائيل بأي طريقة
فقاموا بتطوير الفكرة وهى عقيدة الخطيئة الموروثة والصلب والفداء ليبرروا بها ترك الشريعة وبدأ الارتداد لليهودية الهلينستية مرة أخرى وحتى يعطى هؤلاء القداسة لأفكارهم وعقيدتهم قاموا بنسبتها الى أشخاص عاصروا أو كانوا قريبين ممن قابل المسيح عليه الصلاة والسلام بينما فى الحقيقة أنه كان معروفا فى تلك الأزمان هو انكار الحواريين لصلب المسيح عليه الصلاة والسلام
ثم بمرور الزمان تطورت الفكرة أكثر وقاموا بتأليه المسيح عليه الصلاة والسلام وهو عبد من عبيد الله عز وجل
فكان الارتداد الى اليهودية الهلينستية بشكل كامل مع تغير المسميات فقط
والدليل على ذلك هو قراءة سفر أعمال الرسل فلن تجدوا فيه عقيدة ذبيحة الفداء ولا الخطيئة الموروثة ولا ألوهية المسيح عليه الصلاة والسلام بل ستجدوا فيه أن التوبة هي السبيل لغفران الخطايا وأن المسيح عليه الصلاة والسلام انسان (أعمال 2 :22 ، 3 :19 ، 3 :25 ، 3 :26 ، 8 :20 الى 8 :22)
ثم حدثت تحريفات أكثر فكلما كان يأتي قوم بفكر كانوا يضيفونه على تلك الرسائل
ليعطوا فكرهم القداسة وخاصة فى زمان قسطنطين لايهام القارئ أنها موجهة الى الأمم
لقد كانت تلك الرسالة من الرسائل التي تم تزيفها وكانت موجهة الى بنى اسرائيل فى محاولة
من كاتبها لبث أفكاره التي اعتقد أنها السبيل لتجميع الاسرائيلي الذى تشبه باليونانيين (اليوناني ) وعبد المخلوقات وبين الاسرائيلي المتمسك بالشريعة (اليهودي ) ، ولم تكن موجهة الى الأمميين أبدا ولكن جاء محرفون أخرين بعد ذلك وزيفوا المفاهيم للناس مستغلين عدم معرفة الناس لحال بنى اسرائيل فى ذلك العصر ولا ماذا كان يعنى الاسرائيلي من كلمة (اليوناني ) والتى كانت تعنى الاسرائيلى الذى يتشبه باليونانيين
وهذه هي الأدلة على أن الرسالة موجهة الى بنى اسرائيل فقط ، فيحتوى هذا الموضوع على :-
المبحث الأول (1-5-4):- من عرفوا حكم الله ثم فسدوا وعبدوا الأوثان هم بنى اسرائيل
المبحث الثاني (2-5-4):- كاتب الرسالة يحدد من يحدثهم فى بداية الرسالة ويصفهم بأنهم قوم لهم ايمان سابق ولم يتم الكرازة بينهم بتعاليمه أي أنه يتحدث الى بنى اسرائيل فى شتات روما الذين لم يكرز بينهم أحد قبل ذلك
المبحث الثالث (3-5-4):- كاتب الرسالة يقول لمن يوجه اليهم حديثه أنه يكلم عارفين بالناموس أي أنهم يهود
المبحث الرابع (4-5-4):- علماء المسيحية يقرون بأن أغلب الأصحاحات موجهة الى اليهود
المبحث الخامس (5-5-4):- حتى الأصحاحات الأخرى فهي أيضا موجهة الى اليهود
المبحث السادس (6-5-4) مؤرخي القرون الميلادية الأولى يقرون بأن المسيحية طائفة من اليهود ولم يعلموا بتحول أمميين الى المسيحية
المبحث السابع (7-5-4):-من سفر أعمال الرسل بولس يرسل الى اليهود فى روما ثم يهددهم بأن الرسالة الى الأمم وهم (سيسمعون) أي أنه على الأقل حتى تلك المقابلة لم تكن هناك رسالة الى الأمم فى رومية
المبحث الثامن (8-5-4) :- ما علاقة دخول كل الأمم فى الايمان بخلاص جميع بنى اسرائيل ؟؟!!! فالمفترض أن بدخول بنى اسرائيل فى الايمان يكون خلاصهم
المبحث التاسع (9-5-4) :-الجمل التي وردت فيها كلمة (بين الأمم) لم تكن تعنى الأمميين ولكن كان يقصد اليهود فى الأمم
المبحث العاشر (10- 5-4) :- من كاتب رسالة الى رومية
المفضلات