حقيقة يا أخوانى ..... أجد نفسى فى حيرة شديدة ..... من أين أبدأ ؟
أولاً ..... أشكر الأخ العزيز الذى أوحى إلىّ بفكرة هذا الموضوع ..... فلقد دفعنى إلى البحث و التقصى ...... و سوف تعرفون قريباً كم حجم التنوير الذى فتح به الله علىّ ....... و لقد كشف الله لى أمراً ...... لو مكثت العمر كله لأبحث عنه ما وجدته !
عموماً ..... لا أريد أن أطيل عليكم ..... و أعيد و أزيد فيما لا يُفيد ..... فسوف تكتشفون ذلك بأنفسكم .....
و المُشكلة أنه أصبح يتوافر لدىّ عشرات الكتب و مئات صفحات الإنترنت التى تؤيد كلامى ..... و لا أعرف بأى منها أبدأ ...... و كل منها مُهم و مُفيد ! .....و مليئ بالمفاجئات القرآنية و البيانية و التى أنا مُستعد للنقاش فيها مع أىّ كان ....
و لكن أريد أن أذكر شيئاً يتعلق بهذا الموضوع ريثما أتمكن من ترتيب أفكارى فى موضوع ذى القرنين !
نُلاحظ أن الله تعالى قد ذكر بعض الأشخاص ..... الذين ليسوا أنبياء ..... إذ لم ينص على ذلك صراحة ..... أو نص على تلقيهم للوحى الإلهى ...... كما فى الآية رقم 163 فى سورة النساء ..... و لكنهم مُجرد عباد صالحين ..... كان كل منهم مُميزاً بشيئ ما إختصه به الله تعالى
أعرف منهم ثلاثة على وجه التحديد ..... و أعتقد أن هؤلاء الثلاثة هم المعنيين بهذه الصفات ...... و من يعرف أكثر من هؤلاء الثلاثة فليُذكرنا بذلك ......
و هم على وجه الترتيب ..... و على حسب ورودهم فى المُصحف الشريف:
1- العبد الصالح الذى صاحبه الرسول موسى عليه السلام ......و الذى رجاه الرسول المُنتمى للرُسُل أولى العزم ..... أن يُعلمه مما علمه الله رشداً ! ...... و لم يطق النبى و الرسول أن يرى ما يفعله الرجل و يصبر عن سؤاله بالرغم من تحذيره له ..... ففارقه الرجل بعد فسّر له ما حدث منه ...... و لكن النبى الرسول ...... و الذى كانت يده و بطشه يسبقان رحمته و إنسانيته ..... تعلم من هذا الرجل (الذى يُسميه البعض بسيدنا الخضر عليه السلام ...... و إن كنت أحب أن أحتفظ بالإبهام القرآنى) .... أن الصبر فضيلة ..... و أنه يجب أن يصبر على ما قد يراه أموراً مُنكرة أو مُستهجنة .... فربما كان وراءها خير أو منفعة !
أى هنا ..... نجد رسولاً من أولى العزم العظام و هو لا يستنكف أن يتعلم من شخص عادى منّ الله عليه ببعض العلم ...... بل ربما كان ذلك بأمر أو وحى إلهى ..... ليتعلم منه هذا النبى و الرسول فضيلة كان بحاجة إليها لتكتمل له كل الأسباب التى تُساعده فى مُهمته القادمة
2- الرجل الثانى ..... هو ذو القرنين و الذى هو نحن بصدد البحث عنه ..... و القرآن لا ينص على أن ذا القرنين هذا كان نبياً ..... بل هو شخص مكنّ الله له فى الأرض و جعله يجوب الأرض من شرقها إلى غربها ..... و أعطاه سُلطة الحكم على الناس فى الدنيا ..... بالعذاب أو الصفح ..... و هذا الموضوع سنتحدث عنه بإستفاضة فيما بعد
3- الرجل الثالث ..... هو ذلك الرجل الذى عنده علم من الكتاب و الذى أتى ذكره فى الآية رقم 40 من سورة النمل :
اقتباس:
{قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ }النمل40
فنجده أحد المُحيطين بعرش النبى سُليمان .... ذلك النبى الذى دعا الله بأن يأتيه مُلكاً لا يتأتى لأحد من بعده ..... و هذا الرجل ..... صاحب العلم ...... إستطاع أن يأتى بعرش بلقيس فى أقل من لحظة .... و هو ما عجز عنه عفريت الجن .... بكل ما لدى الجن من قوة و مهارات تفوق قوة و مهارات البشر .... بدليل إستخدام النبى سُليمان (رضى الله عنه) لهم فى البناء و الغوص فى البحر
و أجد فى ذكر هؤلاء الثلاثة و كأنه بشارة إلهية ...... و ترضية ربانية لكل بنى البشر ...... فالأنبياء هم مُختارون و مُصطفون ...... و لكن ما بال البشر الذين لم يحظوا بشرف الإختيار و الإصطفاء .... لقد عوضهم الله بهبة خاصة من عنده ..... عوضهم بالعلم ..... علم إلهى (العبد الصالح فى قصة موسى .... سورة الكهف) ..... أو علم من الكتاب (فى قصة سليمان .... سورة النمل) ..... أو عوضهم بالتمكين فى الأرض (ذو القرنين .... سورة الكهف)
ربما تكون هذه نظرة فلسفية بعض الشيئ ...... و لكنها على أية حال تخلو من الصوفية أو الشيعية (فأنا لا أنتمى إلى أى منهما !) ...... و لكنها هى مُجرد خواطر دارت و تدور فى ذهنى أثناء بحثى فى هذا الموضوع أردت أن أتشارك معكم فيها !
فاصل و نعود !
إنتظروا المُفاجأة .....
أين تغرب الشمس فى عين حمأة ؟!!!