قصيدة ابن القيم أعباد المسيح لنا سؤال
أعـباد المسـيح لنا سؤال
نـريد جوابـه ممن وعـاه
إذا مـات الإلـه بصـنع قوم
أمـاتـوه فمـا هـذا الإلـه؟
وهـل أرضـاه ما نـالـوه منه
فبـشراهم إذا نـالـوا رضـاه؟
و إن سخط الذي فعلوه فيه
فـقوتـهم إذا أوهـت قواه؟
وهـل بقـي الـوجود بلا إله
سميع يستجيب لمن دعاه؟
و هل خلت الطباق السبع لما
ثوى تحت التراب و قد علاه؟
وهـل خـلـت العـوالـم من إله
يـدبرهـا و قد سُمّرَتْ يداه؟
و كـيـف تخلت الأملاك عنه
بنصرهم و قد سمعوا بكاه؟
و كيف أطاقت الخشبات حمل
الـه الـحـق شـد عـلى قـفاه؟
و كيف دنا الحديد إليه حتى
يخـالـطـه و يلـحـقـه أذاه؟
و كيف تمكنت أيدي عداه
و طالت حيث قد صفعوا قفاه؟
و هل عاد المسيح إلى حياة
أم المحيي له ربك سواه؟
و يـا عـجبـا لقـبر ضـم رباً
و أعجب منه بطن قد حواه!
أقام هناك تسعاً من شهور
لدى الظلمات من حيض غذاه
و شق الفرج مولوداً صغيراً
ضعـيفاً فـاتـحاً للـثـدى فاه
و يأكل ثم يشرب ثم يأتي
بلازم ذاك هـل هـذا إلـه؟
تعالى الله عن إفك النصارى
سيسأل كلهم عما افتراه
أعباد الصليب لأي معنى
يعظم أو يقبح من رماه؟
و هل تقضى العقول بغير كسر
و إحراق له و لمن بغاه؟
إذا ركب الإله عليه كرهاً
و قد شدت لتسمير يداه
فذاك المركب الملعون حقا
فدسـه لا تـبسه إذ تـراه
يهان عليه رب الخلق طَرا
و تـعبـده ! فإنك من عداه
فإن عظمتـه من أجل أن
قد حوى رب العباد و قد علاه
و قد فقد الصليب فإن رأينا
له شكـلا تذكـرنا سناه !
فهلا للقبور سجدت طرا
لضم القبر ربك في حشاه!
فيا عبد المسيح أفق فهذا
بـدايـته وهـذا مـنتـهـاه
.