لماذا ذكر القتل قبل الصلب فى القرآن ؟
شبهة يلقيها النصارى فيقولون :
القرآن يقول " وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ "
الانسان يموت وبعدين يتصلب وهذا خطأ تاريخي،،لان الطريقه التي ذكرها القران لا تتعلق بالرومان الذين لا يعرفهم.
فكان الصحيح أن يقول القرآن ( وما صلبوه وما قتلوه ) أى يتم تقديم الصلب على القتل وهذا على حد زعمهم .
الــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــرد:
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم أما بعد :
الأستاذ الصديق يريد أن يقول من خلال تعليقه أن القرآن أخطأ حينما ذكر القتل قبل الصلب "" وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ" لأن الصلب يحدث أولا ثم القتل وليس العكس فيقصد الصديق أن الصحيح أن يقول ( وما صلبوه وما قتلوه) أى يتم تقديم الصلب على القتل.
لذلك أنا أقول لك أيها الصديق أنك لم تقرأ كتابك جيدا ولم تقرأ أيضا الآيه جيدا وقبل أن أقول لك لماذا ذكر القرآن القتل قبل الصلب فى القرآن سأذكر لك من كتابك الذى تؤمن به بعض المواضع التى ذكر فيها القتل قبل الصلب :
سفر التثنية 21: 22
«وَإِذَا كَانَ عَلَى إِنْسَانٍ خَطِيَّةٌ حَقُّهَا الْمَوْتُ، فَقُتِلَ وَعَلَّقْتَهُ عَلَى خَشَبَةٍ،
انظر هنا قتل أولا ثم علق على خشبة ( صلب )
سفر يشوع 10: 26
وَضَرَبَهُمْ يَشُوعُ بَعْدَ ذلِكَ وَقَتَلَهُمْ وَعَلَّقَهُمْ عَلَى خَمْسِ خَشَبٍ، وَبَقُوا مُعَلَّقِينَ عَلَى الْخَشَبِ حَتَّى الْمَسَاءِ.
وهنا أيضا قتلهم وعلقهم على الخشبة
هل رأيت كيف ذكر كتابك القتل قبل الصلب ؟!!
أما بالنسبة للآية فى القرآن الكريم فسأوضح لك لماذا ذكر القرآن القتل قبل الصلب؟
فبداية الآية تقول "وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ "
وضع خطا تحت قوله تعالى " وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا "...:point:
فالادعاء الأساسى لليهود فى الآيه كان هو القتل وليس الصلب لذلك ابتدأ القرآن بنفيه.:p012:
لأن القتل كان هو الغرض الأساسى لليهود وليس الصلب لأن اليهود كانوا يريدون قتل المسيح وفقط ولا تفرق معهم الطريقة التى يقتل بها ولكن كانت الطريقة الشائعة فى ذلك الوقت كانت هى الصلب.
فالموضوع الأساسى فى الأيه كان هو نفى قتل المسيح والذى ادعاه اليهود والصلب جاء فى المرتبة الثانيه لأن الغرض الأساسى لليهود كان هو قتل المسيح
ولا تفرق معهم الطريقة التى يقتل بها لذلك قال القرآن فى بداية الآية :
"وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا" ولم يقل ( وقولهم انا صلبنا ).
فالموضوع الأساسى والادعاء الأساسى كان القتل وليس الصلب فكان من البلاغة أن يبتدأ القرآن بنفى القتل وهو الادعاء الأساسى الذى ادعاه اليهود فيقول:
" وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ"
وليس من الصحيح أن يقال كما تقول أنت ( وما صلبوه وما قتلوه) لأن الصلب لم يكن هو القضية الأساسيه فى ادعاء اليهود وانما كان القتل .
الخلاصة :
فكان من البلاغة أن يقول" وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ" لأن ادعاء "القتل" هو الأصل فى القضية والصلب هو "الفرع" ولا ينبغى تقديم الفرع على الأصل.:king-56: