ايهما اختار الرب الحقيقه ام اهواء البشر ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
فلقد تابعت في شغف الموضوع القيم الذي تفضل الاخ الكريم مجاهد في الله حفظه الله بعنوان ( هل الارنب حيوان مجتر ؟ تفنيد علمي كامل ونتحدى ) وكان ما صدمني بالفعل ما نقله الاخ الكريم من كلام القس الدكتور ( انطونيوس فكري ) فلقد نقل عنه جمله لا اريد ان ندعها تمر مر الكرام بل يجب ان نقف عندها طويلا محللين ومنتقدين فالسيد القس جاء الى حتفه بظلفه حين قال قولته العظيمه
اقتباس:
الله لا يهتم بالجانب العلمي بل ما يلاحظه الناس
هل سمعتم من قبل احد سب الله سبه اسوأ من هذه السبه ( حسبي الله ونعم الوكيل ) والله انها كلمه لو مزجت بماء البحر لمزجته فالله في اعتقاد القس لا يهتم بالحقيقه الثابته بل بما يعتقده الناس بعقولهم القاصره والياتهم الضعيفه فياله من اله عظيم .
ولكن انا لا استغرب ذلك من القس فالكتاب المقدس يمتليئ بعشرات بل بمئات الامثله التي تثبت تغاضي الرب عن الحقائق واثبات اهواء الناس وملاحظاتهم القاصره بدلا من ان يوضح لهم خطأهم وهذا هو الحري باله عليم محب لخلقه ومعلم لهم .
ومن الامثله على ذلك ما اورده الاخ الكريم مجاهد في موضوعه القيم عن الارانب
يقول : سفر اللاويين في الإصحاح الحادي عشر العدد السادس :-
والأرنب لأنه يجتر لكنه لا يشق ظلفا فهو نجس لكم.
وينقل لنا الاخ من تفسير القس قوله
((يوضع الوبر والأرانب مع الحيوانات التي تجتز مع أنها لا تجتر لكنها تحرك شفتيها دائمًا كمن تجتر ، فهذا ما يبدو للناس))
يا سبحان الله !!!
اذا كان البشر بفكرهم القاصر وملاحظاتهم الخاطئه اعتبروا الارنب حيوانا مجترا فكان الواجب على الله العليم ان يوضح لهم خطأهم لا ان يجاري هواهم ويحرم حيوان طاهر على اعتقاد الناس الخاطئ .
وسوف اسوق ثلاثة امثلة على عدد التثلث وهي بضع قطرات من بحر خضم من الامثله .
1- اعتقد القدماء ان الحيه تأكل التراب وذلك مبني على ملاحظتهم ان الثعابين دائما ما تخرج السنتها المشقوقه متلمسه به طريقها بالرغم من ان العلم اثبت ان ذلك سببه ان لسان الثعبان هو وسيلته الاساسيه في الاحساس والتعرف على الاشياء وغير ذلك اما الثعبان فلا يأكل التراب بل يأكل صغار الحيوانات كالفئران والبيض والعديد من الاشياء التي ليس منها التراب .
وبدلا من ان يصحح الاله العليم هذه المعلومه الخاطئه لعباده تغاضى الرب عن الحقيقه واتبع اهواء الناس وعقولهم القاصره ليضع نصا كهذا في كتابه المقدس .
3: 14 فقال الرب الاله للحية لانك فعلت هذا ملعونة انت من جميع البهائم و من جميع وحوش البرية على بطنك تسعين و ترابا تاكلين كل ايام حياتك
2- من المعتقدات القديمه والتي لا زال بعض اثرها موجودا حتى اليوم بين العامه هو ان المرأه في فترة الحمل اذا نظرت الى شيئ ما لفتره طويله فإنها تتوحم عليه فيأتي الطفل مماثلا لما كانت تنظر له .
ونرى هذا المعتقد بينا جليا فيما فعله يعقوب بغنم خاله لابان .
30: 37 فاخذ يعقوب لنفسه قضبانا خضرا من لبنى و لوز و دلب و قشر فيها خطوطا بيضا كاشطا عن البياض الذي على القضبان
30: 38 و اوقف القضبان التي قشرها في الاجران في مساقي الماء حيث كانت الغنم تجيء لتشرب تجاه الغنم لتتوحم عند مجيئها لتشرب
30: 39 فتوحمت الغنم عند القضبان و ولدت الغنم مخططات و رقطا و بلقا ))
اذا كان علم يعقوب قاصرا فهذا مفهوم اما الاله العليم الخبير كان يجب ان يصحح ليعقوب مفاهيمه الخاطئه لا ان ينساق وراء اهواءه ويرسخ معتقده الخاطئ بأن يكافئه على جهله وقلة عقله بأن تنجح خطته فتنجب الغنم مخططات ورقطا وبلقا .
3- مثال اخر من العهد الجديد ومن انجيل لوقا بالتحديد حيث نرى هذا النص .
3: 23 و لما ابتدا يسوع كان له نحو ثلاثين سنة و هو ((على ما كان يظن)) ابن يوسف بن هالي
فجملة ((على ما كان يظن)) ليست من الانجيل بل هي اضافة تفسيريه اضيفت في وقت متأخر وجميع مخطوطات انجيل لوقا ليس بها هذه الاضافه والتراجم الانجليزيه تثبت الجمله بين قوسين اي انها اضافه تفسيريه وليست في الاصل .
وعلى هذا فالنص الاصلي هو
3: 23 و لما ابتدا يسوع كان له نحو ثلاثين سنة و هو ابن يوسف بن هالي ))
وبالتأكيد كان هذا هو معتقد المعاصرين والمعايشين ليسوع انه ابن يوسف خطيب مريم ولذلك لم يجد الاله حرج ان يتنصل من نسب ابنه الحبيب ويلصقه بيوسف ما دام هذا هو ما يلاحظه الناس ولهذا احتاج المفسرين فيما بعد ان يضعوا اضافه (( على ما كان يظن )) لاصلاح المعنى الذي اتبع فيه الرب الناس وليس الحق .
واخيرا لنا سؤال بسيط ماذا يطلق على الرجل الذي يترك قول الحق حتى لا يخالف الناس ؟؟؟؟؟؟؟؟
وسأترك المسيح يرد على هذا السؤال
(23فَالْتَفَتَ وَقَالَ لِبُطْرُسَ: «اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ. أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا لِلَّهِ لَكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ».) متى 16: 23
اذا كان هذا في حق البشر فأي سبه سببتم بها رب العالمين الذي لا يقول الحق بل يقول ما يرضي الناس وان كان نقيض هو الحق ؟؟؟ تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا
(( ذلكم قولكم بأفواهكم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل ))
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين .
