النقطة الحادية عشر: مفاجأة... إيليا ابن الله عند مهرطقى النصارى حاليا
النقطة الحادية عشر: مفاجأة... إيليا ابن الله عند مهرطقى النصارى حاليا
هناك طائفة دينية انشقت عن النصارى فى القرن الماضي تتبع كتاب اسمه Book of Urantia أو كتاب أورينشيا
و يمكن الحصول على معلومات أكثر عن كتابهم من على الرابط التالى :
http://en.wikipedia.org/wiki/The_Urantia_Book
المهم أنهم فى إحدى الصفحات التى يكتبون فيها هرطقاتهم على الرابط التالى :
http://www.freeurantia.org/ElijahWorldRuler.htm
كتبوا عن النبي إيليا أو إيلياس عليه السلام ما يلى :
Elijah: Now a Son of God and Son of Man.
When Elijah fused with his Thought Adjuster [Indwelling Spirit] he became a Son of God and Son of Man.
الترجمة :
إيليا : الآن ابن الله و ابن الإنسان
عندما اندمج إيليا مع معدل أفكاره ( الروح الساكن فيه ) أصبح ابن الله و ابن الإنسان .
و طبعا لولا ما يسره الله فى زمننا من توافر كم رهيب من المعلومات عن طريق الانترنت ما سمعنا أصلا عن هؤلاء
و لنفترض أن تلك الطائفة لن يكتب لها البقاء طويلا و بعد مائة عام من اليوم لن يكون لها وجود و لن يكون لكتاباتها أثر
و نفترض أنى كتبت فى كتاب ما إن من أهل الكتاب من يقول أن النبي إيليا ابن الله
ربما يظن الناس بعد مائة عام أنى أخطأت أو أنى أكتب معلومات خرافية
و ربما يتساءلون أين من قالوا أن النبي إيليا ابن الله ؟
لكن الحقيقة أنى لم أخطئ
الحقيقة أنهم هم من لم يصلهم علم عن تلك الطائفة لأنها اختفت فى زمنهم
و أظن أن ما أريد قوله مفهوم بالطبع
ما أريد قوله هو أنه لا يوجد ما يجعلنا نجزم بعدم وجود طائفة من اليهود فى زمن النبي صلى الله عليه و سلم تقول أن النبي عزير ابن الله
و المعترضون مشكلتهم أنهم لم يبلغهم علم عن تلك الطائفة
النقطة الثانية عشر: هل ما زلتم تريدون دليلا على قولهم عزير بن الله ؟
النقطة الثانية عشر: هل ما زلتم تريدون دليلا على قولهم عزير ابن الله ؟
سنقدم الآن إن شاء الله قرينة قد ترجح بالفعل إطلاق بعض اليهود بالفعل على النبي عزير أنه ابن الله - تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا
القرينة هى أن بعض اليهود ربما اعتبروا أن النبي عزير هو المسيح المنتظر
و فى نفس الوقت كانت من عادة اليهود أن يطلقوا على المسيح المنتظر ابن الله كما اعتادوا أن يطلقوا على أنبيائهم
و بالتالى فمن الطبيعى أن يكونوا قد أطلقوا على النبي عزير ابن الله
أولا : بعض اليهود اعتبروا النبي عزير هو المسيح
نقرأ من الموسوعة اليهودية :
اقتباس:
Hirschberg proposed another assumption, based on the words of Ibn Hazm, namely, that the 'righteous who live in Yemen believed that 'Uzayr was indeed the son of Allah.' According to other Muslim sources, there were some Yemenite Jews who had converted to Islam who believed that Ezra was the messiah.
المصدر :
Encyclopaedia Judaica, Volume 6, Encylopedia Judaica Jerusalem, p. 1108
الترجمة بتصرف :
هرشبرنج افترض استنتاجا آخر مبنى على كلمات ابن حزم بالتحديد قوله أن يهود اليمن آمنوا أن عزير ابن الله. طبقا لمصادر إسلامية أخرى فإن بعض يهود اليمن و قد أسلموا فيما بعد آمنوا بأن عزرا هو المسيا.
ثانيا : كان من عادة اليهود أن يطلقوا على المسيح المنتظر ابن الله :
فى التلمود نجد أن بعض رجال الدين اليهود كانوا يطلقون على مسيحهم المنتظر حتى الآن الإبن البكر لله كما اعتادوا أن يطلقوا على الأنبياء و الملوك ابن الله
جاء فى المدراش المعروف باسم مدراش راباه شيبوت ما يلى :
اقتباس:
Rabbi Nathan said that God spoke to Israel saying, ‘As I made Jacob firstborn, for it is written Israel is My son, even My firstborn" (Exodus 4:22), So also will I make Messiah My firstborn as it is written, " I will make Him My firstborn.’
الترجمة:
رابى ناثان قال إن الله تكلم لإسرائيل قائلا: قُلْ لِفِرْعَونَ: ‹يَقُولُ اللهُ: إسْرائِيلُ ابْنِي البِكْرُ،›
(الخروج 4:22) و أيضا سأجعل المسيح ابنى البكر كما هو مكتوب:( و سأجعله بكرى)
و طبعا هم لا يقصدون باستخدام كلمة الابن البكر أنه إله مع الله بل يقصدون المقرب و المحبوب من الله
فقد استخدموها من قبل مع داود و سليمان عليهما السلام
و بالتالى فمن الطبيعى أن يكون أن من اعتقدوا أن النبي عزرا هو المسيا أطلقوا عليه أيضا ابن الله
النقطة الثالثة عشر: حديث ( كنا نعبد عزير ابن الله )
جاء فى الحديث الصحيح فى البخارى و مسلم :
" إذا كان يوم القيامة أذن مؤذن: تتبع كل أمة ما كانت تعبد فلا يبقى من كان يعبد غير الله من الأصنام والأنصاب إلا يتساقطون في النار حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله من بر أو فاجر أو غبرات أهل الكتاب، فيدعى اليهود فيقال لهم: من تعبدون؟ قالوا: كنا نعبد عزيراً ابن الله فقال لهم: كذبتم ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد فما تعبدون؟ فقالوا: عطشنا ربنا فاسقنا فيشار ألا تردون ؟ فيحشرون إلى النار كأنها سراب يحطم بعضها بعضاً، فيتسا قطون فى النار.ثم يدعى النصارى فيقال لهم: من كنتم تعبدون؟ قالوا: كنا نعبد المسيح ابن الله فيقال لهم كذبتم ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد فيقال لهم: ما ذا تبغون ؟ فكذلك مثل الأول " رواه البخاري ومسلم.
و الشبهة هى أن ظاهر الحديث يوحى بأن كل اليهود يعبدون النبي عزير عليه السلام و يقولون أنه ابن الله
الرد :
أولا:
القرآن الكريم أثبت وجود مؤمنين موحدين من اليهود قبل الإسلام و أخبر أنهم من أهل الجنة
قال الله تعالى :
المائدة (آية:69):ان الذين امنوا والذين هادوا والصابؤون والنصارى من امن بالله واليوم الاخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون
ثانيا :
حمل أهل العلم الحديث أن المقصود به طائفة من اليهود فحسب
يقول الإمام ابن حجر العسقلانى :
(قوله: "كنا نعبد عزيرا ابن الله" هذا فيه إشكال لأن المتصف بذلك بعض اليهود وأكثرهم ينكرون ذلك، ويمكن أن يجاب بأن خصوص هذا الخطاب لمن كان متصفا بذلك ومن عداهم يكون جوابهم ذكر من كفروا به كما وقع في النصارى فإن منهم من أجاب بالمسيح ابن الله مع أن فيهم من كان بزعمه يعبد الله وحده وهم الاتحادية الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم. ) انتهى قوله
فكما أنه ليس كل النصارى قالوا المسيح ابن الله
فمنهم الإيبيونيون و قد اعتقدوا أن المسيح عبد الله و رسوله و أنه إنسان عادى
نفس الشئ بالنسبة لليهود
ليس كلهم قالوا أن عزير ابن الله و لكن طائفة منهم
ثالثا :
و إن كان من قالوا ( عزير ابن الله ) طائفة منهم لكن الكثير من طوائفهم وقعت فى الغلو فى الأنبياء و الصالحين
فهم فى بعض تقاليدهم يتصورون أن ملكى صادق كائن إلهى
و فى بعض تقاليدهم يعتبرون ميتاترون يهوه الأصغر أو الإله الأصغر
و فى بعض تقاليدهم يطلقون على الملائكة أبناء الله كما يتبين من سفر أخنوخ و قالوا عن نوح عليه السلام أنه من نسل الملائكة و أحد أبناء الله
و بالتالى ففكرة نسبة الابن لله فكرة موجودة فى اليهودية و إن لم تكن هى الفكر الرسمى للديانة اليهودية إلا أنها فكر منتشر بينهم
فضلا عن أن اليهود فى كثير من فتراتهم عبدوا العجل و عبدوا الأصنام فى فترات من تاريخهم
لقد جاء في سفر إرميا في الإصحاح السابع قال الله تعالى مخاطباً بني إسرائيل على لسان النبيّ إرميا :
"ها إنّكم متَّكِلون على كلام الكذب الّذي لا ينفع ، أتسرقون وتقتلون وتزنون وتحلفون كذباً وتبخِّرون للبعل وتسيرون وراء آلِهَةٍ أخرى لم تعرفوها ، ثمّ تأتون وتقفون أمامي في هذا البيت الّذي دُعِيَ باسمي عليه وتقولون أنقذْنا ، حتّى متى تعملون كلّ هذه الرجاسات ، هل صار هذا البيت الّذي دُعي باسمي عليه مغارةَ لصوصٍ في أعينكم . أما ترى يا إرميا ماذا يعملون في مدن يهوذا وفي شوارع أورشليم ، الأبناء يلتقطون حطباً والآباء يوقدون النّار والنساء يعجنّ العجين لِيصنعنَ كعكاً لِملكةِ السماوات [ يريد بذلك الشعرى اليمانيّة ، هكذا كانوا يلقِّبونَها] ، ولسكب سكائب لآلهةٍ أخرى لكي يغيظوني ، أفإيّاي يغيظون يقول الربّ ، أليس أنفسهم لأجل خزي وجوهِهم ، لذلك هكذا قال السيّد الربّ ، ها غضبي وغيظي ينسكبان على هذا الموضع على الناس وعلى البهائم وعلى شجر الحقل وعلى ثمر الأرض فيتّقدان ولا ينطفيان ."
و بالتالى فإن كان قلة من اليهود هم من قالوا أن النبي عزير ابن الله إلا أن كثيرا منهم وقعوا فى شرك مشابه و عبدوا الأوثان و غالوا فى الأنبياء و الملائكة و الصالحين فاستحقوا نفس عقاب من قالوا عزير ابن الله
رابعا:
أن العبادة لا يشترط أن يكون معناها أنهم اعتقدوا أن النبي عزير هو الله الخالق بل ربما يكونوا قد لقبوه بابن الله كما اعتادوا تلقيب أنبيائهم فحسب و لكن كانوا يتوجهون إليه بالدعاء كما يفعل بعض جهال المسلمين مع الأولياء و الصالحين خصوصا فى المساجد التى توجد بها أضرحة فتكون تلك هى عبادتهم للنبي عزير عليه السلام
النقطة الرابعة عشر: شبهة اقتباس فكرة (عزير ابن الله) من السامريين
النقطة الرابعة عشر: شبهة اقتباس فكرة (عزير ابن الله) من السامريين
و هى شبهة واهية لا تستحق أن نتوقف عندها كثيرا
و لكن نشير للشبهة و نرد عليها سريعا حتى يكون البحث شاملا
زعم بعضهم بدون أى دليل و لا برهان و رجما بالغيب أن النبي صلى الله عليه و سلم اقتبس فكرة قول اليهود عزير ابن الله من السامريين
و السامريون هم طائفة من اليهود كان مركزهم مدينة السامرة و هؤلاء يختلفون مع اليهود التقليديين فى أشياء كثيرة أهمها أنهم لا يؤمنون إلا بالأسفار الخمسة المنسوبة لموسي عليه السلام
المهم أن اليهود يتهمون السامريين بتبديل التوراة الخاصة بهم ( النسخة السامرية )
و السامريون يرون أن النبي عزير عندما أعاد كتابة التوراة قام بتحريفها و تبديلها و يبدو أن بعضهم أطلق عليه - أستغفر الله العظيم - ابن الشيطان
فأصحاب الشبهة العقيمة يقولون أن النبي صلى الله عليه و سلم سمع من يهود السامرة قولهم عن النبي عزير أنه ابن الشيطان فظن أن باقى اليهود يقولون أن عزير عليه السلام ابن الله !!!!!
و هو كلام كما ترون لا يوجد عليه أى دليل و مجرد رجم بالغيب
النقطة الخامسة عشر: لو كان يهود المدينة فقط من قالوا عزير ابن الله فلم يقول القرآن (
النقطة الخامسة عشر: لو كان يهود المدينة فقط من قالوا عزير ابن الله فلم يقول القرآن ( قالت اليهود )؟ أليس فى التعميم ظلما لهم ؟
نقول ليس فيه أى ظلم لهم لأن القرآن الكريم أطلق لفظ اليهود و أراد به بعضهم و هو أسلوب معروف لغويا و هو ما فهمه المفسرون
و أنقل إليكم الرد التالى عن الدكتور أمير عبد الله :
1- رد اللغة : يجوز في اللغة أن يخرُج اللفظ على العمومِ ويُفيد الخصوص.
لفظ " اليهود" وإن كان خرج على العُموم ويظهر منه كأن جميعهم قالها إلا أنه يُراد به الخُصوص .. ليقين أن من قالها فِئة منهم كما بيّنّاهُ أعلاه ...
وفي اللُغة يخرُج الكلام بلُغة العموم وقد يُراد به الخُصوص, ومعنى قولِنا: عام يراد به الخصوص، أي أنه في ذاته لفظ عام لكن في معناه لا يشمل جميع الأفراد ..
وننقل من أقوال مُفسّرينا :
وظاهر قوله: " وَقَالَتْ الْيَهُود" أن هذه المقالة لجميعهم، و قيل: هَذَا لَفْظ خَرَجَ عَلَى الْعُمُوم وَمَعْنَاهُ الْخُصُوص, لِأَنَّ لَيْسَ كُلّ الْيَهُود قَالُوا ذَلِكَ . وَهَذَا مِثْل قَوْله تَعَالَى " " الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاس"[1]. وَلَمْ يَقُلْ ذَلِكَ كُلّ النَّاس .[2]
القائل بهذا بعض اليهود ، وإنما نُسب ذلك إلى اليهود بناء على عادة العرب في إيقاع اسم الجماعة على الواحدِ.[3]
مِثالُه ان يقال :
فلانٌ ركبَ الخيولَ وجالسَ السَّلاطينَ ... ولعله لم يركب ولم يجالس إلا واحداً
2- رد اللغة : أل الجِنْسِيّة...
الإسم المُقترِن بِ (أل)...فالمُقترِن بأل يُفيد الخصوص, إن كان المقصِد هو (أل) الجِنسية , وعامة فإن الإسم المُعرّف بِ (أل) يُقسِّمُهُ النّحوِيُّون إلى ثلاثة أقسام [4] :
· مُعرف ب (أل) الجِنسِيّة[5] ... وهي تُفيد تعريف الجِنس.
· مُعرّف بِ (أل) العهْدِيّةِ[6] .. لِتعريف حِصة معهودة منه.
· مُعرّف ب (أل) الإستِغراقيّة[7] .. لتعريف شمول الجِنس كله.
وما يُعنينا هو (أل) الجِنسِيّة و(أل) الإستِغراقية :
(أل) الإستغراقية [8]وهي التي يُمكِن فيها الإستِعاضة عن (أل) بكلمة (كُل) مثل قوله تعالى : (وَالْعَصْرِ إِنَّ الأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ.) فالإنسان : أي كُل إنسان ... فيُمكن أن نقول أن كل إنسان في خُسْر.
أما (أل) الجِنسِيّة : فلا يجوز الإستِعاضة عنها ب (كُل) , وإن استُعيض عنها ب(كُل) اضطرب المعنى..كما أن يلزمُها أن يكون الإسم إسم جِنس.
أمثِلة على ذلِك :
أ - مثل قول : الـرجل أصبر من المرأة ..
فالرجل اسم جِنس , و لا يجوز الإستعاضة بكل لأنه ليْسَ كل رجُل أصبر من المراة .. فهناك من الرجال من فاقهم صبر النساء..!!!, ولِذا فأل هنا جِنسية تُفيد الخُصوص.
ب - وكذلِك مِثل قولُك : مررت بحارة الـيهود...
اليهود اسم لِجِنس , ولا يُمكِن و لا يجوز الإستعاضة بكل وإلا لاضطرب المعنى , لأنه ليس كل يهود الدُنيا في حارتِنا وإنما أشخاص معينون أخصهم بجِنس اليهودية ... ولِذا فأل هنا جِنسية تُفيد الخُصوص.
ج - و لو قلت كذلك: الـناس مُتجمهِرة في شارِعِنا...
فالناس اسم جِنس , ولا يجوز الإستعاضة بكل وإلا صارت : كل الناس في الدنيا مُتجمهِرين في الشارع, ولكن أناس مُعينة أخصهم بالذكر, قد يكونوا أهل الشارِع أو أهل القرية أو أهل المدينة , ولكن ليس العالم كله ولِذا فأل هنا جِنسية تُفيد الخُصوص.
وهكذا عرفنا من عُلماء النحو أن هذا الأسلوب القرآني عربي سليم , لا غُبار عليه , وضربنا عدة أمثِلة ليستقيم الفهم , والقرآن الكريم هو أصل البلاغة والنحو العربي
ولِذا فإنه بِتطبيق القاعِدة , فإن اليهود في الآية اسم جِنس, وبإدراكِنا وإدراك العُلماء منذ القديم كما بيّناه أنه ليس كل يهود العالم قد قالها, فبالتالي يضطرب المعنى لو استُعيضت (ال) ب (كل), و بذلِك وبِتطبيق القاعدة النحوية تكون (أل) هنا هي (أل) الجِنسِيّة , والتي تُحدِّد جِنس الفِئة التي قالت أن عُزير ابن الله , فأخُص جِنسهُم بأنّهُم يهود.... ولِذا فأل هنا جِنسية تُفيد الخُصوص.
وهكذا نختِم هذا الدليل بأنه يصِح لُغوياً استِخدام أل التعريف بصيغة العموم والمقصِد هو التخصيص وتحديد الجِنس... بشروط :
1- أن تكون الكلمة دالة على الجِنس
2- أن ينتفي الإضطِراب
3- و أن تُفيد الخصوص .
3- رد اللغة : بالإسْتِدلال على القاعِدة بأقوالِ علماء اللغة...
" فألفاظ العموم يجمعها ستة أنواع: كل، وجميع وما ماثلها، والأسماء المبهمة مثل: ما ومن، والأسماء الموصولة: الذي والتي والذين اللائي، والأسماء المعرفة بـ "أل" الجنسية، وأسماء الجموع المضافة إلى معرفة.[10]
قال المؤلف[11]: "العام أقسام" يعني: أن اللفظ العام ينقسم من جهة أصله.. ينقسم في دلالته على جميع الأفراد إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: لفظ في أصله عام وقد بقي على دلالته اللغوية في كونه دالا على جميع الأفراد كقوله: { حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ }[12] فلا يصح لنا استثناء شيء من الأمهات ولا تخصيصه، ومن أمثلة ذلك قوله -سبحانه: { الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } [13] العالمين جمع عام باق على عمومه { وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }[14] هذا باق على عمومه { إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ }[15] هذا باق على عمومه.[16]
النوع الثاني: عام يراد به الخصوص،وهو في ذاته لفظ عام لكن في معناه لا يشمل جميع الأفراد، ومن أمثلته قوله -سبحانه: { الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ }[17] فإن هذا في الأصل لفظ "الناس" لفظ عام لأنه اسم جنس معرف بـ "أل" الجنسية، لكنه هنا أريد به الخصوص، وقد قيل بأن القائل شخص واحد، ومن أمثلته قوله -سبحانه: { أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ }[18] على أحد التفاسير فإنه قد فسر.[19]
وهكذا استدللنا على ما قالهُ العُلماءُ في الدليل الأول وهو ان الإسم المُعرّف بال الجِنسية يكون اسم عام ولكِنّهُ يُراد به الخصوص ... وضربنا الأمثِلة , وأتينا برأي العُلماء وبرأي اللُغة , ماذا بقي؟!!
بقي أن نرى دليلاً رابِعاً , سيُقرِّب الحقيقة من النصراني وهي الأدلة من الأناجيل نفسِها.
4- الرد مِنَ الإنْجيل : فقد جاء فيه ذكر اليهود مئات المرات مُعرّفاً ب(أل), ولا يقصِد بها كل اليهود:
أ- ولما أكمل أقواله كلها في مسامع الشعب دخل كفرناحوم,3وكان عبد لقائد مئة مريضا مشرفا على الموت وكان عزيزا عنده3 فلما سمع عن يسوع أرسل إليه شيوخ الـيهود يسأله أن يأتي ويشفي عبده.[20]
بالتأكيد ليس كُل شيوخ اليهود سيأتون ليسوع ... فشيوخ بعض اليهود في اليهودية ليسوا هم شيوخ يهود السامِرة ... وشيوخ يهود أورشاليم وحدها كافِ لِإضطِراب الإمبراطورية الرومانية , لو اجتمعوا عند يسوع يتوسطون لعبد قائِد المِئة..!!
إذاً فكلمة اليهود هنا في الإنْجيل لا تعني كُل اليهود , وإلا لكانت كلِمة غير دقيقة بالمرّة , ولا يوجد أي تبرير لها إلا التبرير العربي النحوي وهو أن (أل) هنا هي أل الجِنسيّة ... وتكون كلِمة اليهود لفظ جاء على صيغة العموم و يُفيد الخصوص..
لو راجعنا الكِتاب المُقدس لوجدنا كثيراً من هذه الفقرات ...التي توحي وكأن اليهود في أورشاليم هم اليهود جميعاً ..!!
ب- فسألهالـيهود: «أية آية ترينا حتى تفعل هذا؟»[21]
ت- فاجاب الـيهود وقالوا له ايّة آية ترينا حتى تفعل هذا .[22]
ث- فقال الـيهود في ست واربعين سنة بني هذا الهيكل أفانت في ثلاثةايام تقيمه[23]
ج- فخاصم الـيهود بعضهم بعضا قائلين: «كيف يقدر هذا أن يعطينا جسده لنأكل؟»[24]
ونكتفي بهذه الفقرات .. والتي لو راجعنا الكِتاب المُقدس لوجدنا الكثير الكثير منها ... و التي توحي وكأن اليهود في أورشاليم هم يهود الدنيا جميعاً ..!! وهذا غير صحيح ... فيهود الشتات مثلاً أكْثر بكثير من يهود اورْشاليم , وهم أصل يهود الدنيا كُلِّها اليوم , و لا يعْرِفون شيْئاً عن المسيح عليه السلام ولا تاريخِه ..!! , بل إن ركّزنا على يهود فلسطين التي تُشير لهم الفقرة , لوجدنا أن الفقرة أصلاً لا تعني كذلِك كل يهود فلسطين .. وإنما طائِفة منهم وهم يهود الجليل وبيت لحم وأورشاليم , وليس يهود السامرة ... بل لم يكن كل يهود أورشاليم والجليل وبيت لحم وإنما كِبار القوم فقط ...!!!!
فهل يليق ان يُقال في الإنْجيل على بِضْعِ عشرات أنهم اليـهود؟!!!!
لا يجوز حسب ما سبق اعتِبار أن مئات اليهود في أورشاليم هؤلاءِ الذين سألوا يسوع عن الآية التي سيُريهم إياها بأنّهم هم اليهودُ كُلُهم والذين جاوزوا الملايين خارِج أورشاليم وحدها ... ولا يوجد عاقِل واحِد قد يزْعُم أن الملايين من يهود الشتات هم من أجابوه في نفس واحِد نفس الجُملة , أو أن الملايين في بابل والإسكندرية واليونان هم من استهزئوا به فقالوا : أن الهيكل بُني في 46 سنة أفأنت تُقيمه في ثلاثة أيام؟!! أو كيف يتخاصم كل اليهود مع كل اليهود ؟!!... هذا سُخْف ..!! ...
ولا يحل هذا السُّخْف في فهم النص الإنْجيلي إلا الإنْصياع والرضوخ الجبْري للقاعِدة اللغوية العربِيّة ... أن (أل) هنا هي (أل) الجِنْسِيّة التي تخرج اللفظة من العموم إلى الخصوص بجماعة معينة ...!!
________________________________________________
ملحوظة : المشاركة بالكامل منقولة من الدكتور أمير عبد الله فى منتدى حراس العقيدة
http://www.hurras.org/vb/showthread....ِر-مسيحي/page2
[1] آل عِمْرَان:173
[2] تفسير فتح القدير
[3] تفسير اللباب في علوم الكتاب
[4] شرح الأجرومية – حسن حِفني.
[5] وأل الجنسية إما تكون استغراقية أو حقيقية طبيعية...
[6] (أل) العهدية إما (أل) حضورية أو (أل) الذهنية أو (أل) الذِّكرية : فالحضورية كحضرت اليوم (وليس المقصود كل يوم وإنما اليوم المُعين الذي يتكلم فيه السائل). , وأما (أل) العهدية الذهنية مثل القول : حضر الطالِب , فهو طالب مُعيّن يتبادر إلى ذهن المتحدث والمستمع فكِلاهُما يعرِفانه , وأما الذّكرِيّة فقوله تعالى ( كما أرسلنا إلى فرعون رسولاً فعصى فِرْعونُ الرسول) فالرسول هنا هو نفسه الرسول المعهود الذي تم ذكره والحديث عنه في أول الآية بصيغة النكرة .
[7] (أل) الإستِغراقية هذه نوعان : (أل) الإستِغراقية المجازية و(أل) الإستِغراقية الحقيقية .. و هي التي يُمكِن الإستِعاضة عنها بكُل مثل قوله تعالى : (وَالْعَصْرِ إِنَّ الأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ.) الإنسان : أي كُل إنسان .
[8] وهي نوعان إستِغراقية حقيقية (استغراقية جنسية) : وهي ما تستغرِق وتشمل جميع الأفراد وجميع الجِنس , مثل قوله تعالى : (وَالْعَصْرِ إِنَّ الأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ.) فالإنسان : أي كُل إنسان . و (أل) الإستغراقية المجازية لإستغراق جميعِ خصائص الإسم: وهو ما يستغرِق الكُل مجازاً وليس له أفراد في الخارج ولكنك تطلقه على سبيل المبالغة مثل قولنا : أنت الرجُل عِلماً , فأنت مثل كل رجُل في العلم , أي تحمِل صِفات وخواص كل رجل في العلم .
[9] سعد بن ناصِر- شرح مقدمة في أصول التفسير للعلامة ابن قاسم 2/63.
[10] نفسُهُ
[11] يقصِد العلامة بن قاسِم.
[12] سورة النساء آية : 23.
[13] سورة الفاتحة آية : 2.
[14] سورة البقرة آية : 282.
[15] سورة النساء آية : 40.
[16] شرح مقدمة الأصول 2/63.
[17] سورة آل عمران آية : 173.
[18] سورة النساء آية : 54.
[19] شرح مقدمة الأصول 2/63.
[20] لوقا 7 : 1-3 .
[21] يوحنا 2: 18
[22] يوحنا 2: 18
[23] يوحنا 2: 20
[24] يوحنا 6: 52 .
النقطة السادسة عشر: استدلال على ألوهية النبي عزرا من العهد القديم أتحفظ عليه
النقطة السادسة عشر: استدلال على ألوهية النبي عزرا من العهد القديم أتحفظ عليه
يري بعض الإخوة الكرام أكرمهم الله و نفعنا بعلمهم أن النبي عزرا أطلقت عليه كلمة أدوناى فى العهد القديم
و كلمة أدوناى تعنى السيد أو الرب و يغلب إطلاقها على الله سبحانه و تعالى و قد يري البعض أنها لا تطلق إلا على الله عز و جل
و قد أطلقت كلمة أدوناى على النبي عزرا فى النص التالى
سفر عزرا إصحاح 10 عدد 3
فَلْنَتَعَهَّدْ لإلَهِنا بِصَرفِ كُلِّ الزَّوجاتِ الغَرِيباتِ وَأولادِهِنَّ حَسَبَ نَصِيحَةِ سَيِّدِي عَزْرا وَالَّذِينَ يَحتَرِمُونَ وَصِيَّةَ إلَهِنا.
النص العبرى :
וְעַתָּה נִכְרָת-בְּרִית לֵאלֹהֵינוּ לְהוֹצִיא כָל-נָשִׁים וְהַנּוֹלָד מֵהֶם, בַּעֲצַת אֲדֹנָי, וְהַחֲרֵדִים, בְּמִצְוַת אֱלֹהֵינוּ; וְכַתּוֹרָה, יֵעָשֶׂה
و بالفعل كلمة أدوناى تعنى السيد و يغلب إطلاقها على الله سبحانه و تعالى אֲדֹנָי
و هناك كلمة أخرى تعنى السيد و تطلق على البشر و على الله و هى أدونى אֲדֹנִי
و الفرق بين الكلمتين بسيط جدا فقط الحرف الثالث الملون بالأزرق
و لكن كلمة أدوناى أطلقت أيضا على النبي أشعياء فى سفر أشعياء
نقرأ من سفر أشعياء إصحاح 21 عدد 8
آية (8) ثم صرخ كاسد آيها السيد أنا قائم على المرصد دائما في النهار وأنا واقف على المحرس كل الليالي.
النص العبري
ח וַיִּקְרָא, אַרְיֵה--עַל-מִצְפֶּה אֲדֹנָי, אָנֹכִי עֹמֵד תָּמִיד יוֹמָם, וְעַל-מִשְׁמַרְתִּי, אָנֹכִי נִצָּב כָּל-הַלֵּילוֹת.
تفسير John Wesley's
My lord - The watchman speaks to the prophet, who had set him in this station.
http://www.studylight.org/com/wen/vi...sa&chapter=021
الترجمة :
سيدى : الحارس يكلم النبي الذى أوقفه فى هذا المكان
و قد اعتبرت تفسيراتهم أن كلمة سيدى أو أدوناى موجهة للنبي أشعياء و إن كان السياق يحتمل أن تكون موجهة لله تعالى أيضا
لكن المهم أن كلمة أدوناى و إن غلب على استعمالها أن توجه لله تعالى لكن فى أحيان قليلة جدا قد توجه للبشر و بالتالى فتوجيهها للنبي عزرا لا يمكن أن يكون دليلا قطعيا على تأليه اليهود له
و الله أعلى و أعلم