أعتذر على التدخل في الحوار ولكن مشاركاتي كانت للتوضيح لاأكثر ....
فإن إستخدام العقل قد إمتاز بهِ المسلمون دون غيرهم على مر العصور فلو سألتي مسلم عن أي شىءٍ حول العقل وأدواته وشروطه وحكمه سيجيب عليها ولكن المسيحية على سبيل المثال المسيحية نادت بإلغاء العقل :
إن خير شعار ينبغى ان يرفعه الإنسان هو قول الكتاب "توكل على الرب بكل قلبك، وعلى فهمك لا تعتمد" (ام3: 5). كتاب كيف أتخذ قرار - الأنبا موسى أسقف الشباب.
ويقول إفاغريوس: "علم المسيح لا يتطلب النفس التي تفكر، بل النفس التي ترى"
هذان مثلان على عدم إعمال العقل أو التفكير لأن المسيحية هي لغة تحاكي القلوب أي - دغدغة المشاعر - وإن عرضت مسألة ما للعقل فالعقل يرفضها لعدم توافقها مع العقل !!!!
تعريف العقل في لسان العرب :
العقل يحمل معنى معياريا أخلاقيا يفيد التعقل والابتعاد عن الشهوات البهيمية.. وأسوق لكي بعضاً من الدلالات المرتبط بالمجال اللغوي و من المعاجم .
مفهوم العقل في لسان العرب : العقل الحجر و النهى ضد الحمق. و العاقل الجامع لأمره و رأيه مأخوذ من عقلت البعير إذا جمعت قوائمها.
و قيل العاقل الذي يحبس نفسه و يردها عن هواها.. و سمي العقل عقلا لأنه يعقل صاحبه عن التورط في المهالك أي يحبسه... و قيل العقل التمييز الذي يميز به الإنسان من سائر الحيوان... و عقل الشيء... فهمه. و هو تعريف يركز على الطابع العملي الأخلاقي للعقل بوصفه قوة زاجرة و مضادة للأهواء و الغرائز و الحمق و الحيوانية .
وأما تعريف العقل :
قال الفيروز آبادي: "العقل: ضد الحمق كالمعقول، والجمع: عُقول. عقل يعقل وعقَّل فهو عاقل، والجمع: عقلاء. وعقل الدواءُ البطن يعقله ويعقله: أمسكه. وعقل الشيء: فهمه. وله قلب عَقُول. وعقل البعير: شدَّ وظيفه إلى ذراعيه، كعقَّله واعتقله، والقتيل، ودالا ، وعنه: أدَّى دِيَّة جِنَاية، وإليه عَقْلاً وعُقولاً: لجأ.
وسُمِّي العقل عقلاً لأنه يعقل صاحبه عما لا يحسن. وهو القوة المتهيئة لقبول العلم. ويقال للعلم الذي يستفيد الانسان بتلك القوة العقل أيضاً؛ ولهذا قيل: العقل عقلان، فمطبوع ومسموع، ولا ينفع مسموع إذا لم يك مطبوع ، كما لا تنفع الشمس وضوء العين ممنوع.
وإلى الأول يشير ما روي في بعض الآثار: ما خلق الله خلقاً أكرم عليه من العقل. وكذا: أول ما خلق الله العقل.
وقال الرازي في مختار الصحاح مادة (عقل): العقل: الحجر والنهيُّ. ورجل (عاقل) و (عقول) وقد (عقل) من باب ضرب، و (معقولاً) أيضاً وهو مصدره وقال سيبويه: هو صفة. وقال: إن المصدر لا يأتي على وزن مفعول البتة. و (العقل) الدِّيَّة. و (العَقول) بالفتح الدواء الذي يُمسك البطن. (والمعقِل) الملجأ وبه سمي الرجل. و (معقِل) بن يسار من الصحابة -رضي الله عنهم- ينسب إليه نهر بالبصرة، والرُّطب (المعقلي) أيضاً. و (المعقلة) بضم القاف الدِّية وجمعها (معاقل). و (العقلية) كريمة الحي. وكريمة الابل. وعقيلة كل شيء أكرمه. والدُّرة عقيلة البحر. و (العقال) صدقة عام... و (عقل) القتيل أعطى ديته. وعقل له دم فلان اذا ترك القود للدية. وعقل عن فلان غَرمَ عنه جنايته،وذلك إذا لزمته دِيَة فأداهاعنه. فهذا هو الفرق بين عقله وعقل له وعقل عنه وباب الكل ضَرَب.... و (عقل) البعير من باب ضرب أي ثنى وظيفه مع ذراعه فشذَّهما في وسط الذراع.
وذلك الحبل هو (العقال) والجمع (عُقُل). و (عاقله) الرجل عصبته وهم القرابة منْ قبل الأب الذين يعطون دية من قتله خطأ. وقال أهل العراق: هم أصحاب الدواوين.والمرأة (تُعاقل) الرجل الى ثلث ديتها أي توازيه فاذا بلغ ثلث الدية صارت ديةٍ المرأة على النصف عن دية الرجل... و (تعقُل) تكلف العقل مثلُ تحلُّم وتكيَّس. و (تعاقل) أرى منفسه ذلك وليس به".
وتعريف العقل في الاصطلاح:
العقل: سرُّ روحاني تُدرك به النفس العلوم الضرورية والنظرية،ومحله القلب، ونور لا في الدماغ، وابتذاؤه لا من حين نفخ الروح في الجنين، وأول كماله البلوغ، ولذا كان التكليف بالبلوغ، هذا هو الصحيح الذي عليه مالك والشافعي-رضي الله عنهما-، وهو مراد من قال: "هولطيفة ربانية تدرك به النفس....إلخ"
وقيل: هو قوة للنفس معدلاً لاكتساب الآراء،أي الاعتقادات.
وقيل: هو من قبيل العلوم، قال القاضي: هو بعض العلوم الضرورية، وهو العلم بوجوب الواجبات، واستحالة المستحيلات وجواز الجائزات ومجاري العادات... .
قال الباجوري:
"وأحسن ما قيل فيه أنه نور روحاني به تدرك النفس العلوم الضرورية والنظرية. وقال بعضهم: إن هناك لطيفة ربانية لا يعلمها إلا الله تعالى، فمن حيث تفكرها تسمى عقلاً،ومن حيث حياة الجسد فيها تسمى روحاً،ومن حيث شهوتها تسمى نفساً،فالثلاثة متحدة بالذات مختلفة بالاعتبار...وفي كلام الغزالي أنه جوهر فرد.واختلف في محله، والصحيح أنمحله القلب وله نور متصل بالدماغ كما ذهب إليه الإمام الشافعي والامام مالك رضي الله عنهما وجمهور المتكلمين"
لكِ مني أجمل التحايا وأرق التطييبات.